أنثى الحطام

إيمان عمر محمد _ ليبيا

أنا الأنثى التي أغلب حقوقها تؤخذ خلسة وتحت الطاولة تكون

أنا الأنثى التي أخبئ كتبي

قلمي . مشاعري في الخفاء و أبعد عنها كل العيون

لماذا كل تلك النظرات الغامضة

post

العابرة .. المميتة

منهم في كل مكان؟

فأنا لا أفعل المشين ..ولا أرتشف الخمر .. ولا أخلع الثياب..لماذا أخُفت صوتي فأنا لا أصرخ كالمجانين…لماذا أدفن مشاعري فما بين ضلوعي قلب ينبض وليس حجر متين……أنا الأنثى التي علمها مجتمعها على أن رسم القلب ممنوع…وكلمة حب إجرام

أنا الأنثى التي رباها والدها علي أن للذكر مثل حق الأنثيين وهذا ليس فيه مجال للجدال…أنا الأنثى التي لا يعطى لقرارها وذاتها أي اعتبار…أنا في بلدي تلك السلعة المخزنة التي تباع في الأسواق كالفستان والفواكه و الدخان

أنا ككأس خمر يلجئُونَ إليها لتنسيهم أحزانهم وعندما يصحون من سكرتهم يتهموها بنزوة الشيطان….أنا تلك السيجارة التي يرتشفونها ليتلذذون بها ومن ثم يرمونها في الطرقات ويطئونها….أنا الأنثى التي تقيد في بلدها بكل شئ …بالعادات والتقاليد والأديان….تقيد بالآراء وبتحيز الأذهان…..لماذا؟؟فأنا لدي كيان…ولا أحد سوى ربي عليا سلطان

لنفسي مملكة أنشأت عروشها علي الكرامة وقواعدها علي الاحترام..ونوافذها تطل علي النسيان… أنا التي لا تقبل الاستسلام برغم من كل الآلام

أنا أنثى ومثلك تماما أيها الرجل ….تأتيني نوبة الضجر….وأحتاج تلك النزهة علي شاطئ البحر…أنا مثلك تجتاحني الهموم واشتهي تلك الرشفات من الخمر

لكن بحكم العادات والجنس والمجتمع والقدر….أجعل كل حقوقي…طموحاتي …أحلامي ….مشاعري….تنتحر…أنا أنثي أيها الذكر.

زر الذهاب إلى الأعلى