الأسلحه البيلوچيه

كتب /محموددرويش
بعد ظهور فيروس الكورونا، ظهرت ورقة بحثية هندية ليس لها أي أساس علمي بتدعي أن فيروس الكورونا ماهو إلا سلاح بيولوجي تم إطلاقه من الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الصين وبسبب الصراعات الاقتصادية والسياسية بين البلدين ، و ان هذا الفيروس ماهو إلا خليط من الحمض النووي للفيروس المسبب لمرض الإيدز HIV ولفيروس آخر مسبب لمرض تنفسي
طبعآ هذا الكلام غير صحيح ولا يوجد أي دليل علمي يثبت صحته ويندرج تحت نظرية المؤامرة، وللعلم فيروس الكورونا أصلًا موجود من زماااااااااان ولكن حدث له بعض التطورات ليصيب الإنسان
لكن فكرة الأسلحة البيولوجية هي فكرة فعلًا موجودة من قبل الميلاد، وممكن نستعرضها سريعًا في نقاط:
• الأسلحة البيولوجية هي عبارة عن أسلحة مُكونة أساسًا من كائنات مجهرية دقيقة سواء كانت فيروسات أو بكتيريا أو فطريات أو استخدام السموم التي تنتجها هذه الكائنات بقصد قتل أكبر عدد ممكن من البشر أو الحيوانات أو النباتات بهدف إضعاف الخصوم أثناء الحرب، واكتساب مزايا عددية وتكتيكية على الخصم.
• تم توقيع معاهده سنة 1972 لحظر استخدام الاسلحة البيولوجية في الحروب بواسطة 22 دولة، ولكن في سنة 2013 وصل عدد الدول الملتزمة بالمعاهدة لحوالي 170 دولة، والسبب في هذا الحظر هو خطورة الأسلحة البيولوجية وعدم القدرة على السيطرة عليها خصوصًا لو الميكروب المُستخدم حدثت له طفرات طبيعية وبدأ ينتقل من الحيوان للإنسان أو العكس، وبالتالي الضرر من السلاح قد يشمل دول أو شعوب غير مشتركة بالحرب، وقد يصل الميكروب نفسه لشعب الدولة اللي أطلقته.
• الأسلحة البيولوجية تم استخدامها منذ حوالي 2000 سنة وهذه نبذة مختصرة عن تاريخ استخدامها:
سنة 600 ق.م .. استخدم المُشرع اليوناني (صولون) والذي يُعتبر واحد من الحكماء السبعة في تاريخ الإغريق نبات أسمه الخربق – Hellebore أثناء حصاره لمدينة كيرا – Cirrha، وهذا النبات يعتبر مُلين ويسبب إسهال وجفاف للإنسان والحيوان.
سنة 1155م .. الإمبراطور باربروسا أثناء حربه مع أهالي مدينة تورتونا الإيطالية، سمم آبار المياة بأجسام الجنود الموتى، وانتشرت الأمراض بين أهالي المدينة واستطاع أن يسيطر عليها.
سنة 1346م .. قوات التاتار كانت تحاصر مدينة أسمها كافا- Caffa وهذه المدينة حاليًا في أوكرانيا، وطالت مدة الحصار دون أي نتائج ملموسة، فبدأ التاتار يقذفوا المدينة بجثث موتى مرض الطاعون، ومع الوقت تفشى المرض في المدينة وتوقفوا عن المقاومة.
سنة 1495 .. كان يوجد عداوة بين الأسبان وبين الفرنسيين، فكان الأسبان يخلطون النبيذ بدم مرضى الجذام ( مرض جلدي وله أعراض عصبيه) ثم يبيعونه للفرنسيين، وهذه طبعآ كانت من ضمن أسباب انتشار مرض الجذام المعدي في فرنسا في القرن الخامس عشر.
سنة 1675 .. ما قبل هذا التاريخ كانت العداوة بين الألمان والفرنسيين على أشدها، ومن شدة كراهيتهم لبعض كانوا يطلقون على بعضهما رصاص مغموس في السم من أجل إذا الطلقة اصابتك فقط ولم تتسبب في موتك وجرحتك فقط، فالجرح يكون مسموم وممكن يؤدي لوفاتك. لكن فيما بعد الدولتين عملوا اتفاقية من ضمن بنودها عدم استخدام الرصاص المسموم.
سنة 1710 م .. القوات الروسية وقتها كانت بتنقل جثث مرضى الطاعون للدول الإسكندنافية وبالأخص السويد.
سنة 1763 م .. القوات البريطانية التي كانت تحاول أن تحتل الولايات المتحدة الأمريكية، رأت مقاومة عنيفة وشديدة من السكان الأصليين، ومن أجل أن تتغلب عليهم كانت توزع عليهم بطاطين في صورة مساعدات، ولكنها كانت بطاطين لمرضى الطاعون الأنجليز.
سنة 1797 م .. نابليون أثناء حربه مع إيطاليا كان يلقى بجثث موتى الملاريا وخصوصًا الأفارقة في سهول ومياه مدينة مانتوا الإيطالية من أجل أن ينشر المرض ما بين الشعب الإيطالي.
سنة 1863 م .. أثناء الحرب الأهلية الأمريكية كان الحلفاء يبيعون ملابس المصابين بالجدري وبالحمى الصفراء للأهالي المساندين لقوات الاتحاد.
أثناء الحرب العالمية الأولى .. كانت القوات الألمانية والفرنسية تقصف بعضها بالحيوانات الميتة المصابة بمرض الجمرة الخبيثة والرعام.
أثناء الحرب العالمية الثانية .. اليابان كانت تقصف اعداءها بكائنات حية ميتة مصابة بالجمرة الخبيثة.
من سنة 1980 حتى سنة 1988 .. العراق استخدمت غازات مُحرمة دوليًا مثل الخردل والسارين والتابون أثناء حربها مع إيران.
سنة 1995م .. حادثة مشهورة ومعروفة أسمها تسميم مترو طوكيو قامت بها جماعة يابانية محظورة أسمها أوم-شرينكو، وهذا عن طريق أنهم فرغوا زجاجة من غاز أعصاب السارين في نظام التهوية للمترو ونتج عن الحادثة 13 قتيل وأكثر من 4800 مصاب.
الخلاصة : نشاط استخدام الأسلحة البيولوجية انتشر جدًا مع الحرب العالمية الثانية، وبدأت الدول تخصص ميزانيات كبيرة وعدد وافر من العلماء والعمال من أجل أن ينتجوا أسلحة بيولوجية مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي خصصت من 1500 – 3000 فرد من أجل أن ينتجوا نوع مُعدل من الجمرة الخبيثة يصيب الحيوان والنبات. الأتحاد السوفيتي كمان استخدم ما يقرب من 1000 عامل من أجل أن ينتجوا أنواع مُعدلة من التيفود والطاعون. المملكة المتحدة الإنجليزية كمان قدرت تطور نوع مُعدل من الأمراض الفيروسية بيصيب الحيوانات أسمه FMD وبالفعل الفيروس قدر وقتها أنه ينتشر ويؤثر على الإنتاج الحيواني في اغلب أوروبا.
• الأسلحة البيولوجية قدرت فعلًا تؤثر على عدد كبير من البشر، وحين أجريت دراسة على الأسلحة التي تم استخدامها في القرن التاسع عشر والعشرين وجدوا أن النتائج كالتالي:
الطاعون المُعدل قتل أكتر من 90 ألف شخص، وأصاب 125 ألف.
التلريات وهذا مرض ينتقل من الحيوان للإنسان قتل 30 ألف، وأصاب 125 ألف.
التيفويد قتل 19 الف، وأصاب 85 ألف.
إلتهاب الدماغ المعدي قتل 9500 ، وأصاب 35 ألف.

زر الذهاب إلى الأعلى