د / عمرو حلمي.يكتب..قائد الكتيبة 16 رجل الإنقاذ الأول في حروب الجيل الرابع

المشير محمد حسين طنطاوي
مولده ونشأته :
ولد في 31 أكتوبر 1935م , وهو ينتمي إلى أسرة مصرية نوبية.
حصل على الثانوية العامة من مدرسة الخديو إسماعيل
ثم التحق بالكلية الحربية المصرية وتخرج فيها ليحصل على بكالوريوس العلوم العسكرية عام 1956م ، كما التحق بكلية القادة والأركان.
بدأ مسيرته العسكرية ضابطاً في سلاح المشاة , ثم معلماً بالكلية الحربية في فترة الستينات , وهو ما أتاح له الفرصة لكي يعد أجيالاً كثيرة تتلمذت على يديه غرس فيهم قيم الوفاء وحب الوطن والتضحية النفس في سبيل الله

ويعد المشير طنطاوي أحد الأبطال البارين في حرب أكتوبر 1973م , حيث كان قائد وحدة مقاتلة بسلاح المشاة وهي الكتيبة 16 برتبة عميد أركان حرب , والتي استطاع خلالها أن يكبد العدو خسائر فادحة في معركة المزرعة الصينية 15 أكتوبر 1973م .
وبعد الحرب حصل على نوط الشجاعة العسكري ثم عمل في عام 1975م ملحقاً عسكرياً لمصر في باكستان ثم في أفغانستان.
تدرج طنطاوي في المناصب القيادية العسكرية حتى أصبح وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في عام 1991م وحصل على رتبة المشير في 1993م.

المناصب العسكرية التي شغلها :
شغل المشير طنطاوي المناصب القيادية العسكرية العديدة في القوات المسلحة المصرية , وذلك قبل تكليف الرئيس السابق محمد حسني مبارك له بتولي مسؤولية القيادة العامة للقوات المسلحة.
وهذه المناصب هي :
الملحق العسكري في باكستان , ثم قائد الكتيبة 16 أثناء حرب أكتوبر1973م , ثم قائد اللواء 136 مشاه ميكانيكا , ثم قائد الفرقة 18 مشاه ميكانيكا , ثم قائد فرع التخطيط قسم العمليات الميدانية للجيش , ثم رئيس فرع العمليات قسم العمليات الميدانية للجيش , ثم قائد لواء المشاة , ثم رئيس فرع العمليات بهيئة عمليات القوات المسلحة , ثم قائد فرقة المشاة الآلية , ثم قائد فرع التخطيط بالقوات المسلحة , ثم رئيس أركان الجيش الثاني الميداني , ثم قائد الجيش الثاني الميداني عام 1987م , ثم قائد الحرس الجمهوري عام 1988م , ثم رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة , ثم وزير الدفاع في 20 مايو 1991م برتبة فريق , ثم بعدها بشهر أصدر الرئيس مبارك قراراً بترقيته إلى رتبة الفريق أول.

كما أصدر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قرارا جمهورياً بترقيته إلى رتبة المشير ووزيراً للدفاع والإنتاج الحربي , وذلك في 4 أكتوبر عام1993م.

وظل في منصبه كذلك حتى وقعت الفتنة وحدثت المؤامرة الكبرى على مصر والوطن العربي وذلك في أحداث يناير الأسود 2011م , ليكون هو رئيس مصر في هذه الفترة العصيبة ليعبر بها إلى بر الأمان.

المشاركات العسكرية للمشير طنطاوي
المشير طنطاوي له مشاركات عسكرية عديدة في أغلب الحروب التي خاضتها مصر في التاريخ المعاصر حيث شارك في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956م , كما شارك في حرب 1967م , كما شارك في حرب الاستنزاف من عام 1967م وحتى عام 1970م , كما شارك كذلك في معركة العبور المجيدة في حرب أكتوبر عام1973م , كما شارك في حرب الخليج الثانية عام 1991م.

الأوسمة والأنواط والميداليات التي حصل عليها المشير طنطاوي
أولاً : الأوسمة العسكرية :
حصل المشير طنطاوي على العديد من الأنواط والأوسمة والميداليات العسكرية.
فأما الأنواط العسكرية التي حصل عليها المشير طنطاوي فهي :
نَوْط الشجاعة العسكري من الطبقة الثانية بعد مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة , نوط الجلاء العسكري , نوط الاستقلال العسكري , نوط النصر, نوط تحرير سيناء 25 أبريل , نَوْط الواجب العسكري من الطبقة الثانية , نوط التدريب , نوط الخدمة الممتازة , نوط المعركة من دولة السعودية.

كما حصل على العديد من الأوسمة العسكرية وهي :
وسام التحرير, وسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة, وسام تحرير الكويت من دولة الكويت.

كما حصل على العديد من الميداليات وهي :
ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة الطبقة الأولى, ميدالية يوم الجيش , ميدالية جرحى الحرب , ميدالية العيد العاشر للثورة , ميدالية العيد العشرين للثورة , ميدالية 6 أكتوبر 1973م , ميدالية تحرير الكويت.
ميدالية تحرير الكويت من دولة السعودية.

ثانياً : الأوسمة المدنية
حصل المشير طنطاوي على العديد من الأوسمة المدنية منها : وسام الامتياز من دولة باكستان , كما حصل على وسام الجمهورية التونسية من دولة تونس, كما حصل على قلادة النيل.

المناصب السياسية التي شغلها المشير طنطاوي رجل الإنقاذ الأول في حروب الجيل الرابع
فمن أهم المناصب التي شغلها المشير طنطاوي هو منصب رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المعروف بالمجلس العسكري الذي حكم مصر في الفترة من 11 فبراير 2011م حتى 30 يونيو 2012م.

لقد تولى المشير طنطاوي رئاسة مصر بصفته رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد تخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن منصبه حقناً لدماء الشعب المصري بعد وقوع الفتنة الكبرى , وذلك في 11 فبراير 2011م , فكان تكليف الرئيس مبارك له برئاسة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وإدارة شئون البلاد , وظل كذلك حتى إجراء أول انتخابات رئاسية والتي تسلم خلالها الرئيس المنتخب منصبه في 1 يوليو 2012م.
ثم أُحيل المشير طنطاوي للتقاعد في 12 أغسطس 2012، ومنح قلادة النيل وعين مستشاراً لرئيس الجمهورية.

رجل الإنقاذ الأول في حروب الجيل الرابع
يعد المشير طنطاوي أول قائد عسكري مصري عربي يتصدي للصهيونية الماسونية في حروبها البديلة في حروب الجيل الرابع والتي من أخطرها ثورات الربيع العربي.
فهو الذي استطاع القضاء على الفتنة المستعرة في أحداث يناير الأسود عام 2011م , أثناء ثورات الربيع العربي التي استهدفت أمن مصر والوطن العربي , وهو الذي حقن دماء المصريين بفضل الله ثم بفضل قيادته الحكيمة الرشيدة للجيش المصري وحسن إدارته لشئون البلاد , إذ حافظ على وحدة الصف المصري , مما جنب مصر ويلات الحرب الأهلية , كما أحبط مخطط تقسيم مصر.
والله لولا المشير طنطاوي لسقطت مصر كما سقطت سوريا وليبيا واليمن, ولهلكت في فتنة عظيمة في صراعات دامية داخلية لا يعلم مداها إلا الله , هذا بالإضافة إلى الأخطار الخارجية.

فهذه الفترة العصيبة التي تولى فيها المشير طنطاوي رئاسة مصر تعد من أخطر الفترات الحرجة التي تعرضت لها مصر في هذه الحقبة التاريخية في التاريخ الحديث والمعاصر.
فكان المشير طنطاوي رجل الإنقاذ الأول في حروب الجيل الرابع , والذي عبر بسفينة الوطن إلى بر الأمان.

وتقديراً للدور الوطني للمشير طنطاوي تم إطلاق اسمه على دفعة 112 حربية , و47 المعهد الفني , كما أطلق اسمه كذلك على قاعدة الهايكستب العسكرية.
وفاته :
تُوفي المشير طنطاوي قائد الكتبة 16 في معركة العبور العظيم رجل الإنقاذ الأول في حروب الجيل الرابع القائد المحنك والرئيس المجاهد الذي جاهد اليهود والخوارج المعاصرين اليوم الثلاثاء 14 صفر 1443هـ الموافق
21 سبتمبر 2021، عن عُمر 85 عاماً. كما أقيمت له جنازة عسكرية تاريخية مهيبة.
كما نعاه الاتحاد الأوربي واصفاً إياه : بأنه خدم بلاده لعقود طويلة وقام بأدوار مهمة.

أسأل الله تعالى أن يتقبله في عباده الطائعين وأن يكتبه في الشهداء وأن يجعله في الفردوس الأعلى من الجنة جزاء ما قدم لمصر من خير, وأن يجعل بلاءه في سبيل الله في ميزان حسناته يوم القيامة.