سلوى النجار تكتب /للدَيْنِ آداب وواجبات

 

إنٍّ للمسلم على أخيه المسلم حقوقًا وواجبات ، ومنها أن يعينه ويفك كربه ، وإن ضاق به الحال وأراد منه دينا أَدانهُ، لفك كربه ،ويعينه على حاجته ، ولكن الله سبحانه وتعالى حدد حدودًا للتعامل بين المسلم وأخيه المسلم،حتى لايجورأحدٌ على أحدٍ، وحفاظاً على الأموال والحقوق ،وسلامة ذات البين. لقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ }البقرة ٢٨١،

، فالذي يقترض لابد أن يكون في حاجة ماسة لذلك ،ولايفعل ذلك لأجل الرفاهية والكماليات التي لاحاجة لها، وجعل الاسلام لمن يفك كرب أخيه المؤمن أجر كبير

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ

(مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، فإذا أُتْبِعَ أحَدُكُمْ علَى مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْ.)

post

صحيح البخاري

رقم : 2287

 

وفي هذاالحديث:

أَمَرَ اللهُ سُبحانه وتعالَى بِأداءِ الحقوقِ، وحذَّرَ مِن أَكْلِ أموالِ النَّاسِ بِالباطلِ، فقال: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ} [البقرة: 188]، وتوعَّد اللهُ عزَّ وجلَّ مَنِ استدانَ أمْوالَ النَّاسِ وهو يُريدُ إتلافَها ولا يُريدُ رَدَّها.

وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَطْلَ الغَنيِّ ظُلمٌ، والمَطْلُ: هو التَّسويفُ والتَّأخيرُ في قَضاءِ الدَّينِ، فإذا مَاطَلَ الغنيُّ فهذا يُعَدُّ ظلمًا؛ لأنَّه قادِرٌ على السَّدادِ ورَدِّ المالِ، فلمَّا مَنَعَ المالَ وأخَذَ يُماطِلُ كان ظالِمًا، ثُمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «فَإذا أُتْبِعَ أحدُكُم على مَلِيٍّ فَلْيَتْبعْ»، والمَلِيُّ: الغنيُّ الواجدُ لِما يَقْضي به الدَّينَ، والمعْنى: أنَّه إذا كان لِأَحدِكم دَينٌ على أحدٍ، وأحالَه هذا المَدينُ على رَجلٍ غَنيٍّ، فَلْيوافِقِ الدائنُ ولْيقبَلْ تَحويلَ الدَّينِ مِن على هذا المَدينِ إلى الرَّجلِ الغَنيِّ؛ لَيَسُدَّ عنه الدَّينَ.

وهذا الخبَرُ يدُلُّ على مَعانٍ؛ منها: أنَّ مِن الظُّلمِ أنْ يَدفَعَ الغَنيُّ عن مالِه بالمَواعيدِ، فلا يَقْضي ما عليه مِن الدُّيونِ، وأمَّا مَن لا يَقدِرُ على القَضاءِ فهو غيرُ داخلٍ في هذا المعْنى؛ لأنَّ اللهَ تعالَى قدْ أنْظَرَه بقَولِه: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرُةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ}، وفيه ما دلَّ على تَحصينِ الأموالِ.

وفي هذاالحديثِ: الإرشادُ إلى تَرْكِ الأسبابِ القاطعةِ والمُبعِدةِلاجتماعِ القُلوب .

ولابدللذي عليه الدين من نية القضاء ،حتى ييسر الله له القضاء ،

 

فمن استدان أموال الناس وهو ينوي أداءها، يسر الله له ،وأدى عنه ،فقد قال صلى الله عليه وسلم: “من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله” رواه البخاري. 
فالله عز وجل في عون العبد إذا كان قد أخذ الديون بنية إرجاعها، فإن مات ولم يوفّ أدى الله عنه في الآخرة، ولكن هذا الوعد مرتبط بصدق النية. اللهم أحسن نوايانا في الأمور كلها.

 

وكتبته/سلوى النجار

زر الذهاب إلى الأعلى