” صالون سلوى علوان ” يسلط الضوء على الأدب الساخر وفنونه

 

متابعة – علاء حمدي

أقام صالون مؤسسة سلوى علوان الثقافى ندوة استضافت صاحب مدرسة الشعر الحلمنتيشي فى مصر والوطن العربى الشاعر الكبير المهندس ياسر قطامش تقديرا لمشروعه الإبداعي المتنوع شعرا وتأريخا وفنا، والذي أضاف إلى المكتبة العربية رصيدا ثريا في الأدب الساخر وفنون إبداعية أخرى نشرت بالصحف والوسائل الإعلامية المختلفة، أدار الأمسية الشاعر المهندس أسامة الخولي مؤسس مبادرة الشعرخانة والكاتبة الصحفية سلوى علوان.

أكد الناقد الدكتور محمد عليوة الأستاذ المساعد بقسم البلاغة والنقد الأدبي بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، فى بداية كلمته بالندوة أننا بصدد سؤال مؤداه: هل كان ياسر قطامش هازلا في كتاباته الأدبية؟ ذلك سؤال الذى نقدمه لكى نبحثِ له عن إجابةٍ، ألا وهى أن وجود ياسر قطامش في حياتنا نعمة سابغة. فشتان بين من يُبكينا، ومن يُخفف عنا ما نحن فيه من ضيق وشدة، بضحكةٍ تأنس بها النفس البشرية، وتُذهب عنا الهم والحزن، وتجعلنا لا ننحني أمام قوة الألم، وجبروت الباطل، ونستأنف الحياة من جديد، وقد امتلأت نفوسنا تفاؤلا وطموحا لكسر المستحيلات. والضحك الذي يبعثه فينا ياسر قطامش، وأصحابُ هذا الطراز، وقليلٌ ما هم ، ليس شيئا تافها يستحق المقتَ والازدراء، ولا هو ضرب من الترف يمكن الاستغناء عنه، وإنما هو أمرٌ حيوي جوهري لا تبرأُ منه الحياةُ، ولا يستغني عنه الأحياء. فقد قدمه الله على البكاء إذ يقول سبحانه “وأنه أضحك وأبكى”. إن الضحك لهو إحدى القوتين العظميين اللتين تقع بينهما الحياة.

وتابع: من هذه الزاوية تأتي طائفة من أعمال ياسر قطامش النثرية والشعرية التي تتخذ الهزل الأدبي سبيلا لها للوصول إلى غايات ومقاصد شديدة العمق. فهو من خلال كثير من كتاباته وعدد من مؤلفاته ومصنفاته، يجسد ما في الشخصية المصرية من قدرة لا تحدها حدود على تحويل المآسي والأزمات إلى ملاهٍ ومسرات. وهذا دأَب المصريين منذ فجر التاريخ. فما من أزمة تمر بهم في الصباح إلا استحالت من لدنهم مادةً للفكاهة والتندر في المساء. وكان أسلافهم الأولون “يعتقدون أن العالم خُلق من الضحك”..

post

وأضاف: من أجل ذلك كان الضحك عنصرا أساسيا فى الحياة، وصفة جوهرية من صفات البشر، وعاملا قويا فى الربط بين الناس، ومن أجل ذلك كانت روح الفكاهة إحدى خصائص الشخصية المصرية، حيث عُرف المصريون بالقدرة الهائلة على صناعة الملاهي، وحب الفكاهة والميل إلى الضحك لكل شيء ومن كل شيء ، فلا يزالون يضحكون رغم كل ما يمر بهم من ويلاتٍ ومتاعبَ وأزماتٍ ، ولا يزالون ينظرون بعين الدعابة التى لا تخلو من سخرية إلى العالم من حولهم، فهم يسخرون من أحداث الحياة ومن أعدائهم ومن أنفسهم أيضا.

ويقول الناقد الأدبى المهندس ياسر أنور فى كلمته إن الشعر الفكاهي في الأدب الإنجليزي والذي عرف باسم limericks، أو الخماسيات والتي اشتهر بها الشاعر إدوارد لير ، قد تحدث عن ياسر قطامش باعتباره رمزا مصريا وعربيا كبيرا.

وقال إنه صاحب مشروع شعري وأدبي متنوع ومتفرد، وقال عن مؤلفات قطامش إنها تجاوزت ثلاثين كتابا شعرا ونثرا وتأريخا، وقد توقف أنور عند ملامح الفكاهة في شعر ياسر قطامش، وترتكز على فكرة الانزياح أو العدول وتكسير العلاقات المألوفة بين الأشياء، ومنها الانزياح الدلالي والتركيبي واللفظي، واستدل بأبيات منها: منمنمة بعنوان بوتاجاز الغرام .

كما تحدث عن بروز ظاهرة التناص في شعر ياسر قطامش وخاصة التناص القرآني، والتناص مع شعراء آخرين مثل المتنبي، وقد طالب أنور المؤسسات الرسمية للالتفات إلى شعر قطامش ومشروعه الأدبي الذي أضاف الكثير للثقافة المصرية والعربية ومنحه جائزة الدولة فى الأدب.

شارك فى مداخلات الندوة الشاعر الكبير ايهاب عبد السلام وشاعر الجنوب محمد المساعيدى والناقد الأدبى خالد جعفر وشاعر العامية أحمد المغربى والشاعرة الدكتورة شيماء عمارة والشاعر سامى سلوم والإعلامية خلود على القاضى والشاعر علاء المصرى والقاصة هدى مصطفى.

زر الذهاب إلى الأعلى