اسماء عبد العال..تكتب..كيف تحمي ابنك من خطر التنمر

اصبح التنمر ظاهرة اجتماعية خطيرة جداا وتتزايد يوما بعد يوم فقد اصبح منتشر بين الشباب والمراهقين وحتي الاطفال ، وتظهر هذه الظاهرة في اماكن التواجد والتجمعات مثل المدارس والجامعات و النوادي ، و الغريب انه قد يحدث ايضا بين الاخوات والاقارب والجيران وقد وصل الامر الي شبكات التواصل الاجتماعي دون مراعاة لاساسيات الادب والذوق العام .الامر الذي يقلق الامهات والاباء كثيرا خوفا علي اطفالهم من اثاره الجسيمة علي الصحة النفسية والجسدية ايضا علي السواء ، ولكن القلق وحده لا يكفي فيجب مساعدة الابناء وتعليمهم كيف يواجهون هذا السلوك المشين بمنتهي العقلانية والثبات الانفعالي.
اعلمي عزيزتى الام ان التنمر ظاهرة قديمة وليست وليدة اليوم ولكنه لم يكن بهذا الانتشار ، اذن فعليك ان تعلمي كيف تواجهي هذه الظاهرة وتساعدي طفلك علي مواجهتها بطريقة علمية صحيحة .

ان التنمر هو حالة من الاستقواء او التسلط او الاساءة الي شخص ما بصورة متكررة سواء كانت الاساءة لفظية او اعتداء جسدي ويكون اما بالسخرية منه او تهديده او الاستقواء عليه واجباره علي القيام بعمل ما بصورة متكرره والهدف هو الاستقواء والسيطرة علي الشخص الضعيف .

اذن فلدينا هنا طرفان للمشكلة ؛ المتنمر(المستقوى) والمتنمرعليه( الضحية)
وللعلم ان الاثنان ضحيتان ويحتاجان للعلاج النفسي والتعامل بحكمة للخروج من المشكلة بسلام.
بالنسبة للمتنمر عليه ؛
يعتقد البعض ان التنمر لفظيا فقط اي يكون بالكلمة ولكن هناك التنمر الجسدي ويكون بالضرب او الركل او البصق والدفع والسرقة والاضرار بالممتلكات الشخصية.
وهناك التنمر اللفظي ويكون بالشتم او السخرية او اطلاق القاب غير مقبولة او المضايقة او الازلال او التهديد او التعليقات العنصرية .
وهناك التنمر الاجتماعي ويشمل الاحراج المستمر للشخص وتجاهله وابعاد الاخرين عنه عن طريق المقالب او الشاءعات الفيديوهات او الصور او التحريض ضده بسبب لونه او عرقه او شكله.
والجديد الان هو التنمر الالكترونى ويكون من خلال سرقة البريد الالكترونى وصفحات التواصل الاجتماعي من تجل تهديد الاشخاص بها وتدمير السمعات والعلاقات خاصة الشخصيات المشهورة.
اسباب وقوع طفلك ضحية للتنمر :
هناك اسباب جسدية واخرى نفسية مثل ؛ من حيث الشكل النحافة الشديدة او السمنة المفرطة ، لون البشرة واحيانا الاعاقات البدنية ، الخجل الشديد وقد يكون اسم الطفل الغير مالوف سببا للتنمر.

خطورة الامر ان للتنمر اثار وخيمة وضارة جدا علي
الضحية ومنها :
فقدان الثقة بالنفس ، وانعدام تقدير الذات حت لو كان طفلا مميزا ونجيبا ، العزلة والانطواءية والاحباط لفترات طويلة ، تدهور التحصيل الدراسي ، اللجوء الي العنف والتحول الي شخص متنمر عنيف متهور اندفاعي ، اللجوء الي الانتحار في بعض الحالات .

مايجب هلي الاباء فعله عند.وعرض ابنهم للتنمر :
التعامل مع الامر بجدية وعدم التقليل من حجم المشكلة. علم ابنك الثقة بالنفس واثبات ذاته باجتهاده والحرص علي نيل محبة الاخرين . مرافقة الطفل في الذهاب الي اىمدرسة حتي يشعر المتنمرين انك بحواره وتدعمه. ضرورة ابلاغ المشرفين والادارة المدرسية بهذا الامر حتي يتم التعامل معه بطريقة صحيحة. نبه طفلك بضرورة تكوين صداقات قوية مع اقرانه وتجنب الجلوس وحيدا ..ضرورة ان يتعلم طفلك رياضات الدفاع عن النفس وذلك لتجنب شعوره بالضعف الجسدي والنفسي .درب طفلك علي التحكم بمشاعره وضبط النفس والثبات الانفعالي وذلك لكي يزداد ثقته بنفسه علم طفلك اهمية التعامل ببرود مع المتنمر حتي يشعر انه لا قيمة له وان خطته التنمرية باءت بالفشل ويتوقف عن مضايقته.
حاول ان تعرف اسباب اختيار ابنك ضحية للتنمر وذلك بسؤال المتخصصين وساعده في التخلص من نقاط ضعفه.
و قد يكون الشخص المتنمر هو نفسه نتيجة لعوامل نفسية واحتماعية صنعت منه هذا الفعل مثل قلة ثقته بنفسه وشعوره انه اقل من الاخرين مما يجعله يسعب دوما للفت الانتباه وشعوره بانه الاقوى من وجهة نظره ايضا قد يكون احتياجه وشعوره بالنفص وافتقاده للحب والارتباط الاسري يشعره بالقسوة وذلك يجعله يشعر بالغيره من اىاطفال الاخرين المهذبين اللذين ينعمون بحب الاهل والدفذ الاسري ولذيك يسعي الي مضايقتهم، اذن او شعرت عزيزي الاب وعزيزتي الام ان طفلك متنمر فلا تقابل الامر بقسوة لانها قد.تزيد الامر سوءا بل حاول ان تجلس مع طفلك وتعلمه بعواقب فعله الوخيم وقص عليه القصص التربوية الجيدة التي تحث علي حسن معاملة الاخرين وحب الناس وعدم الافراط في تدليل طفلك لانه قد يكن سببا في غروره وشعوره انه الافضل عن اقرانه وعدم استيعابه ان يكون هناك من هو افضل منه علميا او اجتماعيا واخيرا . غرس المشاعر النبيلة والافكار البناءة فى نفوس الابناء يعود بالنفع علي الاسرة والمجتمع.

post
زر الذهاب إلى الأعلى