(. نماذج من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم )

بقلم سلوى النجار

 

 

إن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أحد منا أن يحصيها او يثني عليها ‏خيرا مما اثني عليه الله عز وجل في قوله تعالى وإنك لعلي خلق عظيم ‏كلام يتلى إلى يوم الدين وإن من أخلاقه صلى الله عليه وسلم مما يجب أن يحتذى به المسلم ،والداعي إلى الله أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم ،وعمله ‏فهي نور على نور للسالك طريق الحق ،والهداية.

وفي رواية جابر أن المشرك قال للرسول صلى الله عليه وسلم “تخافني “قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا ” فقال فمن يمنعك مني ؟ قال “الله”

post

 

وجاءت رواية اخرى فسقط السيف من يده.

: ما وراه عباده بن الصامت : 1 – يا بُنَيَّ، إنَّك لن تَجِدَ طَعمَ حقيقةِ الإيمانِ حتى تعلَمَ أنَّ ما أصابَك لم يكُنْ لِيُخْطِئَك، وما أخطَأَك لم يكُنْ لِيُصيبَك، وهنا تمام الإيمان وقوته الرادعة للنفس التي تجزع من المفاجأة.

فاذا تسلح الداعي بقوة الايمان والاستسلام لله احسن التصرف فيما يعترضه من أحداث.

 

ثانيا: ‏العفو عند المقدرة وهنا ملاحظة مهمه عند المقدرة فلا يكون العفو عن ضعف أو مجاملة وهذا يجعل الضعيف يشتد ضعفاً .لان المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف.

 

المثال الثاني: روى البخاري عن سهل بن سعد:

– جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ببُرْدَةٍ، فَقالَ سَهْلٌ لِلْقَوْمِ: أتَدْرُونَ ما البُرْدَةُ؟ فَقالَ القَوْمُ: هي الشَّمْلَةُ، فَقالَ سَهْلٌ: هي شَمْلَةٌ مَنْسُوجَةٌ فِيهَا حَاشِيَتُهَا، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، أكْسُوكَ هذِه، فأخَذَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُحْتَاجًا إلَيْهَا فَلَبِسَهَا، فَرَآهَا عليه رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما أحْسَنَ هذِه، فَاكْسُنِيهَا، فَقالَ: نَعَمْ فَلَمَّا قَامَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَامَهُ أصْحَابُهُ، قالوا: ما أحْسَنْتَ حِينَ رَأَيْتَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخَذَهَا مُحْتَاجًا إلَيْهَا، ثُمَّ سَأَلْتَهُ إيَّاهَا، وقدْ عَرَفْتَ أنَّه لا يُسْأَلُ شيئًا فَيَمْنَعَهُ، فَقالَ: رَجَوْتُ بَرَكَتَهَا حِينَ لَبِسَهَا النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لَعَلِّي أُكَفَّنُ فِيهَا.

 

و ‏في هذا المثال حديث سهل بن سعد بذل النساء وكرمهم بتقديم أعمال من صنع ايديهن هدية إلى رسول الله وحبا في رضاه صلى الله عليه وسلم بتقديم هدية إليه .

 

‏نقطة ثانية من تواضعه صلى الله عليه وسلم قبول الهدية ولبس الثوب وهذا يدل على حسن خلقه بقبول الهدية وفيه جبر لخاطر هذه المرأة .

 

‏نقطة ثالثة من حسن خلقه صلى الله عليه وسلم عدم رد السائل الذي طلبه البرد منه وفيه ابراز لصفات السخاء العظيمة والإيثار على نفسه وهو في اشد الحاجة اليه.

 

‏نقطة رابعة : لابد من ‏حسن الظن بالسائل ربما يكون محتاجا وربما يكون له غرض آخر غير أن يكون طامعاً.

المثال الثالث: روى البخاري عن انس بن مالك رضي الله عنه قال:

كُنْتُ أَمْشِي مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعليه بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ، فأدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَذَبَهُ جَذْبَةً شَدِيدَةً، حتَّى نَظَرْتُ إلى صَفْحَةِ عَاتِقِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ أَثَّرَتْ به حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِن شِدَّةِ جَذْبَتِهِ، ثُمَّ قالَ: مُرْ لي مِن مَالِ اللَّهِ الذي عِنْدَكَ، فَالْتَفَتَ إلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ له بعَطَاءٍ.

 

‏ونرى في هذا الحديث كيف قدم كيف قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره غيره غيره بل واحسن عندما ضحك صلى الله عليه وسلم هنا امتصاص الغضب هذا السائل العنيف أولا،‏ثم أعطاه ما أراد .

 

‏إن هذه الأمثلة الحية وغيرها من الأمثلة الحية التي جسدها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أكثرها وما أعظمها لو وقفنا على كل مثال لوجدنا خير معلم للبشرية . سلوى النجار

زر الذهاب إلى الأعلى