حقوقي يقدم مفوم للأمية الرقمية وسبيل إلى القضاء عليها

متابعه/بركات الضمراني
تعتبر الامية الرقمية من بين العقبات التي تواجه الحكومات والأفراد، وتساهم بشكل كبير فى التأخر بلحق ركب التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي، ومشكلة من أكبر مشاكل الفجوة الرقمية
وهذا ما تطرقت إليه الباحثة الإجتماعية بحماية لحقوق الإنسان أ/ أمل الشاورى أدت التطورات المتسارعة في مجالي العلم والتكنولوجيا إلى بروز مفاهيم جديدة تجاوزت المصطلح التقليدي للأمية , إلى تعريف الأمي في بعض البلدان بأنه ذلك الشخص الذي لا يجيد التعامل مع التكنولوجيا الحديثة و يفتقد إلى المعارف والمهارات الأساسية للتعامل مع الآلات والأجهزة والمخترعات الحديثة وفي مقدمتها الكمبيوتر.
ويطلق على مفهوم الأمية الرقمية مصطلحات عدة ” الامية الالكترونية ,الامية المعلوماتية و الامية الحديثة” تمييزاً لها عن الأمية الأبجدية، التي تعني عدم القدرة على القراءة والكتابة
# ومع ذلك ترتبط مشكلة الأمية الرقمية على نحو وثيق بجميع عناصر الأمية الأبجدية، فكيف لشخص أمي” لا يجيد القراءة والكتابة ” أن يبحث في وسائل الاتصال الحديثة ويتعامل مع الوسائط التكنولوجيا المختلفة؟
# الأمية الرقمية …. تتلخص في عدم القدرة على التعامل مع واستعمال الحاسوب والانترنت والمنتجات الرقمية الاخرى والاستفادة منها نظريا وكيفية تطبيقها عمليا للوصول والحصول على المعلومات والمعرفة، والتواصل مع الاخرين في أي مكان وزمان، أي توفر “القدرة على اكتشاف المعلومة وقت الحاجة لها، والقدرة على تحديد مكانها، وتقييمها، والاستعمال الفعال لها عند الحاجة أليها .”.
# الامية الرقمية : تكمن بشكل كبير بين طبقات المجتمعات النامية، ومع مرور الوقت تزداد الهوة بينها وبين المجتمعات المتقدمة . ولكي يستطيع الأفراد التعايش في بيئة رقمية لابد من امتلاك الذكاء الرقمي والذي يقسمه البعض إلى ثلاثة مستويات: # المستوى الأول: المواطنة الرقمية :……………….. وهي القدرة على استخدام التقنية الرقمية ووسائل الإعلام بطرق آمنة ومسؤولة وفاعلة. والتي تنشأ منذ سن مبكرة حيث يبدأ الطفل في تعلم المواطنة الرقمية في مراحل مبكرة لمساندته عندما يبدأ باستخدام الألعاب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعية أو أي جهاز رقمي. وكجزء من المواطنة الرقمية لابد للأفراد من أن يكونوا قادرين على:
• بناء هوية رقمية صحية وإدارتها سواء بوجود اتصال على الإنترنت أو عدمه
• إدارة الوقت الذي يقضيه الشخص خلف الشاشة
• اكتشاف حالات التنمر عبر الإنترنت والتعامل معها بحكمة.
• حماية البيانات من خلال إنشاء كلمات مرور قوية وإدارة الهجمات الإلكترونية المختلفة
• التعامل مع جميع المعلومات الشخصية المشتركة على الإنترنت لحماية خصوصية المرء والآخرين
• التمييز بين المعلومات الحقيقية والخاطئة والمحتوى الجيد والضار وجهات التواصل الموثوقة والمشكوك فيها عبر الإنترنت.
• فهم طبيعة البصمة الرقمية وعواقبها في الحياة العملية وإدارتها بمسؤولية.
• إظهار التعاطف تجاه احتياجات ومشاعر الفرد والآخرين عبر الإنترنت.
# المستوى الثاني: الإبداع الرقمي :……………… الإبداع” صناعة تنافسية، وهو ما يطلق عليه حاليا بـ “تصنيع الإبداع”، ويعتبر الإبداع الرقمي وهي قدرة الفرد على أن يصبح جزءا من النظام البيئي الرقمي من خلال المشاركة في إنشاء محتوى جديد وتحويل الأفكار إلى واقع ملموس باستخدام الأدوات الرقمية.
# المستوى الثالث: ريادة الأعمال الرقمية:………..
وهي القدرة على استخدام وسائل الإعلام الرقمية والتقنية لحل التحديات العالمية أو لخلق فرص جديدة.
كل هذه التقنية تحتوي على مخاطر سواء على مستوى الدول أو الأفراد مما يتطلب العمل على توفير فضاء رقمي آمن يحترم الحقوق الأساسية ويصب في خدمة التنمية وهذا الفضاء يعتمد بالدرجة الأولى على جهود محود الأمية الرقمية المبذولة من قبل المؤسسات والحكومات
لذا يجب على الحكومات ومؤسسات المجتمع المدنى أن تكثف الجهد………… أولا : للمساهمة فى محو الأمية الأبجدية ” حجر الأساس للأمية بكل أنواعاها ” ثانيا : المساهمة بجدية فى إبتكار الحلول الواقعية للتغلب على الأمية الرقمية
(( الحلول المقترحة للقضاء على الأمية الرقمية )) # اولا: وضع السياسات والخطط والبرامج من قبل خبراء متخصصين يعملون تحت مظلة جهات عامة وبمشاركة القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني للتغلب الجزئي او الكلى على الامية الحديثة ” الرقمية “
# ثانيا: إعادة هيكلة التعليم بكل مراحله بحيث تكون التكنولوجيا جزء أساسي به, ومن أساسيات ذلك :………….. (( جعل مادة الكمبيوتر مادة أساسية نجاح ورسوب فى المرحلة الإبتدائية , ونجاح ورسوب وتضاف للمجموع ” مرحلة إعدادى وثانوى ” وهذا يتفق مع المنظومة الحديثة فى التعليم )) وقد ظهر هذا واضحا بعد جائحة كرونا : حيث اصبح التعليم عن بعد عبر المنصات الالكترونية ,وهذا أظهر مقدار معاناة الطلبة من استخدام هذه الالية الى جانب عدم امتلاك بعض الطلبة فى مراحل معينة لأجهزة ذكية بسبب العوامل الاقتصادية , ومن جانب اخر فان تجربة التعليم الالكتروني اظهرت مدى اميتهم في ما يتعلق بالجانب التكنولوجي, اذا لم يكونوا مطلعين او مهتمين بالتعليم عن بعد, وذلك لأن مادة الحاسب الآلى ” غير أساسية ” مهمشة فى التعليم ” الامر الذي عزز مسالة تذمر الطلبة وتأخر دخولهم الى المنصات الالكترونية , لتبرز الامية التكنولوجية على ارض الواقع بسرعة كبيرة.
# ثالثا: توفر اماكن تدريب مجهزة بالمعدات اللازمة وكذلك المدربين القادرين على نقل المعرفة لكل متدرب
# رابعا: إتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من قبل الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى لتوفير أجهزة الحاسب وملحقاتها بأسعار يمكن لأغلب المواطنين اقتنائها وخاصة لطلاب المدارس ” إبتدائى وإعدادى ” ، وتجهيز البنية التحتية المعلوماتية الحديثة، وتوفر الانترنت بكل مكان وبتكاليف منخفضة وخاصة فى جميع المدارس ولجميع المراحل .
# خامسا: العمل على ان يكون النشء الجديد المحور الأساسي اذ بخروجه وتغلبه على الامية الرقمية سيكون له دور كبير في تطبيقات مجالات التكنولوجيا المختلفة، وهو من يساعد في محو امية الاخرين وخاصة من هم الاقرب إليه، ويكون عماد مستقبل التكنولوجيا.
# سادسا: الاستمرارية في التعلم والاستعمال والاستفادة والافادة من كل ما هو حديث ليكون هناك وعى معلوماتي رقمي يساهم في التعامل مع المحتوى الرقمي، والتطبيقات الرقمية، والبرامج والالعاب الرقمية، والكتاب الرقمي، وغير ذلك مما تجود به التكنولوجيا الحديثة، وخاصة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ولا شك في أن التعامل مع الوسائط التكنولوجية يظل محفوفاً بالمخاطر ما لم يتم التمكن من امتلاك تلك الوسائط من ناحية، وكيفية التعامل معها من ناحية أخرى.
((مخاطر التكنولوجيا الحديثة )) ……………….
# فقدان مهارات التواصل : قلّلت الهواتف النقالة ورسائل البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي من الاتصال المباشر بين الأشخاص” على محيط الأسرة والمجتمع وفى مجال العمل
# التعرّض للقرصنة : على الرغم من الجهود الأمنية المتزايدة، فإنّ هنالك الكثير من المخاطر الخارجية والداخلية التي تؤدي إلى سرقة المعلومات والبيانات ” التى تخص الأشخاص أو تخص مؤسسات العمل”
# إجهاد العين : إستخدام الأجهزة التكنولوجية الحديثة بمختلف أنواعها تؤدى إلى جفاف العيون والصداع وعدم وضوح الرؤية وصعوبة التركيز وآلام في الرقبة أو الكتفين، وللتقليل من ذلك يُوصى بأخذ استراحة لمدة 20 ثانية كلّ 20 دقيقة.
# اضطرابات النوم : من خلال الدراسات وجد أن 44% من الأشخاص يتركون هواتفهم إلى جانبهم عند النوم وهذا يؤدى إلى” اضطرابات النوم “حيث أنه يؤدى إلى إيقاف إفراز هرمون الميلاتونين المعزز للنوم، بناءً لما قاله الدكتور تشارلز تشيزلر من جامعة هارفارد.
# الخمول البدني : هناك مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تربط بين الاستخدام المفرط للأجهزة الرقمية، وانخفاض مستوى اللياقة البدنية
((تأثير التكنولوجيا على الأطفال )) ………………….. على الرغم من أن التكنولوجيا تساعد الأطفال على الحصول على كميات هائلة من المعرفة، من خلال سهولة الوصول إلى المعلومات، إلا أن لها الكثير من الآثار السلبية عليهم؛ مثل العزلة الاجتماعية، والإصابة بالأمراض كالسمنة، والاكتئاب , ضعف النظر , وكثير من المخاطر الآخرى التى تؤثر سلبيا عليهم
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏حجاب‏‏

زر الذهاب إلى الأعلى