تعريف الشعر السياسي: حسبما ورد في كتاب تصنيف الشعر السياسي للأديب لزهر دخان

تعريف الشعر السياسي

لي أن أنتهي مِن تعريفِ الشعر السِياسي وليس لي أن أبدأ بتعريفهِ . هذا لآني أخط مخطوطا في القرن ال21 ، بعد الميلاد

. ولرأي ما يأخره قليلاً في ظل وجود تعريفات قديمة لما أراه ( النواة الأساسية لكل ثورة ، الأغنية الحماسية التحفزية لكل جيش أو مليشا أو شعب أو أمة أو أقلية أو أسرة أو قبيلة ، الإختزال الأنسب لعلوم الإنسان وأهم شيء في مكتبته…إلخ ) .
ويقول الكاتب شوقي ضيف في – تعريف الشعر السياسي – (تأثّر الشعر تأثّرًا كبيرًا في الأحداث السياسية في كلّ العُصور، ويُمكن أن يكون تقسيم العُصورالأدبية في كتب تاريخ الأدب دليلا على الأثر الكبير الذي تحدثه التغيرات السياسية في الأدب.

فالعصر الإسلامي، والأموي، والعباسي، وغيرها كلها عصور أدبية سميت بإسم المرحلة السياسية التي كانت تحكم في ذلك الوقت-1-) ولهذا المعنى كلام وجدل لا بد أن يُثار وغبار فوق أفكار لا بد أن يُنفض مرة أخرى وبإستمرار . لآنه وفي تلك الفترة لم يكـُن هناك مكان للشعر السياسي بأتم معنى الكلمة . أو بمعنى أصح كان هناك شعر السياسات . لأن الأمراء والخلفاء والشعراء والأثرياء والأدباء آن ذاك ، كانت لهم سوقهم التي يتفقون ولا يختلفون على التعامل فيما بينهم بقانونها .

وكان القانون يسمح بشراء كبار الشعراء وإنتاج شعر السياسات وبالتالي ظهرت القصائد العَباسية والأموية وحتى القصائد الراشدة مع إحْترامنا للخلفاء الراشدين وشعرائهم .
ويُضيف الكاتب شوقي ضيف (يمكن تعريف الشعر السياسي بأنه شعر يعبر عن الأحداث السياسية في عصر من العصور أو هو شعر يتصل بمدح أحد الحكام، أو رثائهم، أو هجائهم، وظهر هذا الأمر جليًّا في العصور الماضية؛ إذ كان الشعر هو السبيل الوحيد للدفاع عن أمير معين، أو قبيلة معينة، فقد كان الشعر يُخلد الإنتصارات، ويتحدث عنها، ويبالغ في تصويرها، ومن الأمثلة على ذلك: المتنبي وسيف الدولة الحمداني بالإضافة إلى أبي تمام والخليفة المعتصم) وهنا أيضاً يبقى التعريف بعيداً عن معنى الشعر السياسي، الذي نفهمه ونفضل أن يبقى مفهومه جلياً واضحاً يمثل لنا نضال وكفاح السياسي بشعره ضد الأنظمة والإستعمار والسياسات الخاطئة. التي يرى نفسه كفيلاً بتغيرها بلسانهِ

post

ولا علاقة لما قام به الشعراء المذكورين بين القوسيين الأخيرين بما هو شعر سِياسي . وهم كما أشرنا كانوا ملوك شعر السياسات بدون منازع . أضف إليهم الفرزدق وجرير وأبو فراس الحمداني وشاعر الخمر أبو نواس وغيرهم .
أما عندما يقول الكاتب شوقي ضيف (ولم يَكن الشعر القديم هو الذي يَهتمّ بالحديث عن الأحوال السياسيّة فقط، إنمّا كان الشعر في العصر الحديث مُعبّرًا عمّا يحدُثُ في هذا العصر أيضًا، فهو عصر النهضة على أصعدة الحياة جميعها: الأدبية والسياسية وغيرها-1-) فهذا معناه أنه إستفاق من الإغمائة التي سببتها له سياسات الأولين وإستمع عن قرب للشعر السياسي ليفهم ما بين الظالم والمظلوم من القدر المحتوم.

بينما وجدّتُ في تعريف الشعر السياسي للكاتب إبراهيم خليل ما أقنعني . ويُمكن بالإعتماد على ما قاله التفريق بين الشِعرين، فيصبح المأجور لبناء السياسات والمقهور المغدور لتعبيد طريق التمرد والعصيان القبلي والمدني والثورات .
ويقول إبراهيم خليل :(ففي العصر الحديث ظهرت الحركات السياسية، الفكرية، والقومية، وظهرت الأحزاب السياسية المختلفة، وقد أثر ذلك في الشعر العربي؛ إذ إستخدم الشعراء الشعر وسيلة للإقناع والتأثير والتحريض -2- )
وأود أن أشير إلى أن رموز وأبطال هذا الشعر لديهم قيمة كبيرة أدمياً. فهم مميزون بمقاومة الإغراء ورفض الرشوة. وهذا هو سبب إنتهاء وإنحصار دور شعر السياسات الذي كان مُستخدماً في البدايات .

-1- شوقي ضيف في النقد الأدبي (الطبعة السابعة)، القاهرة: دار المعارف، صفحة 194- 196. بتصرّف.
-2- إبراهيم خليل (2007)، مدخل لدراسة الشعر العربي الحديث (الطبعة الثانية)، عمّان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، صفحة 45- 46. بتصرّف.

كذلك إختلفت تعريفات الشعر السياسي وإقترب الباحثين والمثقفين بنتائجهم من تعريف شعر السياسات ،قاذمين بخلاصاتهم حُدود تعريف الشعر السياسي. الذي يُعَرَفُ في موقع وكيبيديا الموسوعة الحُرة بالأتي:( هو الشعر الذي يتضمن آراء وتوجهات سياسية، مع الحِفاظ على القيمة الأدبية أو الفنية )

ويعني هذا أن الغاية والمقاصد تختلف على باقي فروع وأنواع الشعر ،فيتضمن رأي وتوجيه سياسي بإستخدام قصيدة عادية القيمة أدبياً وفنياً . ويُقبل هذا التعريف لآنه يُحَافظ على مَعنى التسمية

الشعر السياسي 

الذي تظهره الموسوعة أيضاً فيما يلي:(وعادة ما يعبر الشاعر من خلال أشعاره السياسية عن مناصرته لمبدأ أو تكتل معين، فنجد الشعر السياسي في العصر الجاهلي يتمثل في مناصرة القبيلة) وتعرف من قبائل العرب الكثير من العشائر التي أنهكتها السياسات الجاهلية الظالمة.

(والشعر في صدر الإسلام بالإمكان إعتباره شعراً سياسياً، نظراً لأن الإسلام يُنظر إليه أيضاً كحركة سياسية.) وقد يَكون هذا نسبياً منطقياً ومقنعاً إذا أبعدنا سياسات الإسلام نفسها عن الشعر . وقربنا الإسلام من سياسات الشعراء الذين رأوا فيه الدين القيم ،فتواصوا وتناصحوا به . بإستخدام ما يستطيعون تسيسهُ آن ذاك . كالفروسية والشعر. و إستمر “الشعر السياسي” (خلال عصور الشعر العربي كلها كمنبر لنشر الدعاية لكل الأطراف السياسية المتصارعة بحيث كانت السجالات الشعرية مثالاً حياً للصراعات السياسية )

أما الأهم في تعريف موقع ويكيبديا للشعر السياسي فيأتي فيما يلي(العصر الحالي إرتبط الشعر السياسي بالديموقراطية والمنادات بحرية التعبير والنضال ضد الإستعمار والأنظمة الفاسدة والطاغية. ومن أمثلة الشعراء السياسيون العرب في التاريخ المعاصر أحمد مطر الذي إكتسب شهرة شاسعة في أرجاء الوطن العربي)
وكانت فعلاً أغنيات وأغنيات بدرجة قصيدة في السياسة ،لآحمد مطر الذي قال عن صَوتهِ :
إختفى صوتي
فراجعت طبيبي في الخفاء.
قال لي: ما فيك داء.
حبسه في الصوت لا أكثر
أدعوك لأن تدعو عليها بالبقاء!
قَدَرٌ حكمته أنجتك من حكم القضاء
حبسه الصوت
ستعفيك من الحبس وتعفيك من الموت
وتعفيك من الإرهاق ما بين هروبٍ واختباء،
وعلى أسوأ فرض
سوف لن تهتف بعد اليوم صبحًا و مساء بحياة اللقطاء
بإختصار أنت يا هذا مصابٌ بالشفاء!

زر الذهاب إلى الأعلى