اللواء اشرف فوزى يكتب محاولة انقلاب السودان: هل هي “مسرحية” أم “مؤامرة ضد الثورة”؟

اللواء اشرف فوزى

أشعلت محاولة الانقلاب التي أعلنت السلطات السودانية عن فشلها الاراء السياسية فى بعض الدول العربية.

وكانت الحكومة السودانية قد أعلنت يوم الثلاثاء عن إحباط محاولة انقلاب قام بها ضباط ومدنيون مرتبطون بنظام الرئيس السابق عمر البشير.

وقال رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، إن محاولة الانقلاب الفاشلة “كانت تستهدف الثورة وما حققه الشعب السوداني من إنجازات”.
ووجه رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، انتقادات شديدة اللهجة للقوى السياسية، وقال “إنها كانت سببا في المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد”.
مسرحية أم مؤامرة ضد الثورة
آراء السياسيين شهدت انقساما كبيرا حول أهداف “الانقلاب” والمسؤولين عنه.

وأطلق ناشطون وسوما عدة أبرزها #محاولة_انقلاب_السودان ، #لا_للانقلاب_العسكري ، #انقلاب_عسكري لمناقشة وتحليل ما جرى.
واعتبر كثيرون أن محاولة الانقلاب لا تعد خبرا مفاجئا لمن يعرف تاريخ السودان منذ استقلاله
محاولة الانقلاب في السودان: هل تدفع نحو خطوات لانتقال ديمقراطي للسلطة؟ – صحف عربية
ناقشت صحف ومواقع عربية محاولة “الانقلاب الفاشلة” في السودان التي أعلنت عنها الحكومة في وقت تمر فيه البلاد بمرحلة انتقالية هشة منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في عام٢٠١٩.
وقالت الحكومة إن ضباطا ومدنيين مرتبطين بنظام الرئيس المخلوع، حاولوا الانقلاب لكن سرعان ما سيطرت الحكومة على الأمور.
وقال رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، إن محاولة الانقلاب الفاشلة “كانت تستهدف الثورة وما حققه الشعب السوداني من إنجازات”.
وتحكم السودان حاليا، بموجب اتفاق تقاسم السلطة المبرم في أغسطس/آب ٢٠١٩ ، حكومة انتقالية مؤلفة من ممثلين مدنيين وعسكريين، ومكلفة بالإشراف على عودة الحكم المدني الكامل.
“بناء الثقة بين شركاء الانتقال”
ويرى اللواء اشرف فوزى : “الانقلاب العسكري الفاشل، والتصعيد في الشرق، والانفلات الأمني، والضائقة المعيشية، وتعقيدات الاقتصاد، والاحتقان السياسي وغيرها من قضايا وأحداث ما هي إلا مظاهر لأزمة تدهور العلاقة بين المدنيين والعسكريين وانعدام الثقة في بعضهما البعض، وكل الأحداث اللاحقة ستكون نتاج هذا الصراع إذا لم يتم حسمه إيجابا. كل القضايا محل الصراع اليوم في حقيقتها يسهل حلها إذا ما عولجت القضية الرئيسية المتمثلة في بناء الثقة بين شركاء الانتقال”.
ويضيف : “هناك حقائق لا تقبل المزايدة في كل الدول، الاستعانة بالمدنيين للمشاركة في الشؤون العسكرية أمر طبيعي، وهناك أدوار كثيرة في المجال العسكري ليس بالضرورة الأنسب للاضطلاع بها العسكريين ، وكذلك الاستعانة بعسكريين في مواقع مدنية ليس بدعة وإنما واقع في كل دول العالم. بهذا المنطق فإن عملية هيكلة القطاع الأمني والعسكري لا تقتصر على العسكريين وإنما وجود المدنيين فيها مهم للغاية ويعطيها الزخم الديمقراطي ويؤمن استقرار الجيش بعيدا من الاستغلال السياسي”.

post

ويشير اللواء اشرف ” مجلس السيادة الانتقالي الذي يتوجب أنه الجهة الحاكمة في السودان حتى إشعار آخر تُستكمل عنده سلسلة التدابير الكفيلة بنقل البلد إلى مرحلة ديمقراطية متقدمة، وسواء كانت الواقعة انقلابا أم تمردا فإنها في كل حال تقرع جرس إنذار جديدا يحث على الانتقال السريع إلى دولة المؤسسات والقانون وفصل السلطات والحكم المدني”.

هناك آراء أن “حمدوك أحسن صنعا حين أشار إلى أن المحاولة الانقلابية تدفع إلى هيكلة المؤسسات المدنية وتلقي على عاتق السلطة واجب اتخاذ خطوات فورية لتأمين الانتقال الديمقراطي”.
” شراكة مؤامرات”
ويقول اللواء اشرف ” قد تكون الشراكة بين العسكريين والمدنيين فى السودان شراكة مؤامرات، وكل طرف يمكر للآخر، المدنيون في مختلف أنحاء السودان لا يكنون أي حب للعسكريين، والهوية السودانية الجامعة تنهار، والحكومة ومؤسساتها غائبة، والمستقبل قاتم، بل متفجر، حسب آراء السودانيون في الخرطوم وخارجها”.

وأضاف اللواء اشرف أن “حالة الفوضى العسكرية والأمنية والاقتصادية الحالية التي تعيشها السودان لا يجب أن تستمر رحمة بالشعب السوداني وإرثه التاريخي الوطني والراى ان”القوات المسلحة السودانية تحمي البلاد والشعب من مؤامرات النظام البشيري السابق، من خلال إحباط المحاولة الانقلابية التي قامت بها مجموعة بقيادة نحو ٢١ ضابطا من المدرعات والمظلات…

ويرى اللواء اشرف فوزى “مؤسسة الجيش السودانية، رغم كل الهجمات الإعلامية عليها، هي حجر الزاوية في صون الأمن الوطني، وهي السياج المتين في حماية وحدة البلاد وهويتها السياسية”ض

زر الذهاب إلى الأعلى