حين يبتسم السراب

شاكر محمد المدهون

في زمن البؤس تتغير ملامح التاريخ
تصبح الاسماء حروف مستعارة
الباطن والظاهر صنفان
تغوص معاني الأفراد في وحل المشاعر
ذئب يتسلق ماعز
طيور من أسراب مختلفة تتمحور
سماء واحدة تظللها إبتسامات الليث
لاشيء حقيقي غير مشاعر الخوف
الإنتماء يبدو مطاطا
أسراب جراد تحلق في فضاء راكد
حين يبتسم السراب
تتغير ملامح الشمس
يبدو الكسوف أصدق ألوان الزيف
الهواء محمل برذاذ الخيانة
مناورات الغشم الحاقد
تتجمع صقور العرب لعلها تحظى بنصيب من الذراع
رصو الصفوف
فكل المؤشرات أضحت خادعة
من يؤم القوم ليس من جلدتهم
تقام صلاة الغائب على من حضر من ضمائر مشتتة
الكل يخفي سوءته
والريح بالمرصاد
تكشف ماوري عن بسطاء القوم
هذا الإرث المترامي الأطراف
لا حاجة إليه في زمن كثرت فيه الكبوات
حصان هزيل ذو عاهة
تسند خطواته نبرة إشفاق
لن يبق في المشهد
غير كل ذي عاهة يؤمن برجع السراب
———-
شاكر محمد المدهون

زر الذهاب إلى الأعلى