الأمانة

 

بقلم شمس الأصيل العابد

إن للأمانة عددٌ من المعاني :

-لغة: يُقصد بها الصدق والإخلاص في فعل الشيء، والوفاء بالعهد، يقول ابن منظور: الأمانة تُناقض وتُقابل الخيانة.ويُقصد بالأمانة عند الأصفهاني الودائع بمختلف أشكالها لقوله -تعالى-: (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ)،[ ومن معاني الأمانة أيضاً العقل الذي يتفكّر به الإنسان ويعرف به الله -عز وجل-، وبه يستطيع الإتيان بمجريات العدالة وغيرها من الأمور.

-الأمانة في الاصطلاح: هي كلّ ما يلزم على الإنسان أداؤه وحفظه، وتشمل الأمانة في الإسلام جميع ما نصّ عليه الدين الإسلامي وما شرعه من أوامرٍ وتشريعاتٍ؛ كالصلاة والصيام والزكاة، وتشمل الأمانة أيضاً حفظ الأسرار وكتمانها كما يُقصد بالأمانة ما يثبت في نفس الإنسان من أخلاقٍ كريمةٍ تمنعه من أخذ ما لا حقّ له فيه أو التعدّي عليه، ويشمل مصطلح الأمانة عفاف الأمين عما ليس له ولا حقّ له فيه..كما يشمل أداء الأمين كلّ ما يجب عليه من حقوقٍ لغيره.

post

وكذلك حرص الأمين على كتمان وحفظ كل ما تمّ استئمانه عليه، مع ضرورة استشعار أهمية الأمر وعدم التساهل فيه.

ومن فضائل التحلي بالأمانة وأدائها على أكمل وجه ، أنّ خُلق الأمانة دليلٌ على كمال الإيمان وقوّته ،كما أنها تحقق السعادة. والرقي إلى الكمال لتشمل عدم اعتداء الإنسان على مال غيره أو أخذه بغير وجه حقٍ، ومنها أداء الحقوق الواجبة لذويه؛ كالوالدين، ولكلّ من له حقٌّ .

نتبين من خلال هذا التعريف لمعنى الأمانة،أنها قيمة أخلاقية كريمة وحسنة التي بها تسمو المجتمعات إلى الحضارة والرقي.

 

إذ تكرس معنى الألفة والود والمحبة بين الأفراد على اختلاف مستوياتهم، وتبث السلوك الحضاري الذي يتبلور من خلال العمل على صيانة حقوق الأفراد وحفظ أموال المواطن والشعب وتزكية مصالحهم واحترام خصوصياتهم، في سبيل تحقيق الصلاح في الدنيا والآخرة، وهنا تتحدد روح الأمانة وهي الأخلاق كقيمة ثابتة في المجتمع والدين تعمل على طمس التمييز بين الأفراد وتغرس المعنى الحقيقي للوفاء بالعهد والإخلاص في آداء الأمانة في العديد من جوانب الحياة وهذا الوعي السليم بمعنى الأمانة التي تمنح المرء الشعوربتحمّل المسؤولية كما تمنحه الإدراك بمدى ثقل وزنها .

 

ومن اسرار الأمانة أنها قد تحقق الالم وتعذيب الضمير عند إخلال المرء بمسؤولياته كراع للأمانة كما يمكن أن تحقّق الراحة والسكينة والطمأنينة في شعور كلّ فردٍ شريطة أن يتخلص من الأنانية وحبّ الذات ونختم بقول الله تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً} [سُ منورة “الأحزاب”، الآية:72.صدق الله العظيم

زر الذهاب إلى الأعلى