وجعل بينكم مودة ورحمة
هاله يونس.. داعيه اسلاميه
قال تعالي (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) سورة الروم آية (٢١).
والمعني : أن الحياة الزوجيهاة مقسمة بينكم بالتساوي، أيها الزوج وأيتها الزوجة.
وهذا يعني أن هناك مشاركة بينكم في كل شيء ، مشاركة في الحب ، ومشاركة في الود ، ومشاركة في التراحم ، ومشاركة في إنجاب الأولاد وتربيتهم، ومشاركة في نشر السعادة والفرحة ، حتي في الحزن بينهما مشاركة يتحملون جميعاً آلام الفراق وقسوة المصائب يقفون بجانب بعضهم البعض.
(وَجَعَلَ بَيْنَكُم) : يعني بينكم أنتم الاثنين ، ليس الزوج وحده وليست الزوجة وحدها.
(وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) : مقسمة بينكم بالتساوي.
ومن هنا بدأت مسؤلية الزوج تجاه زوجته ومسؤلية الزوجة تجاه زوجها.
وعلى هذا فإن مسؤولية رعاية الأسرة بما فيها الزوج والأولاد تقع على عاتق الزوجة.
كما أن الزوج مطالب بتوفير حياة كريمة آمنة لكافة أفراد الأسرة – زوجته وأولاده ، على قدر استطاعته بلا إفراط ولا تفريط.
(وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) : أي أن
الحب مقسم بينكم والود مقسم بينكم أيضاً وكذلك الرحمة والحنان والاحترام والتقدير.
هذا ومفهوم الآية عميق جداً إذا تبحرنا في فهمها سنكتب فيها مجلدات.
(مَّوَدَّةً) : فالمودة من الود وهو مشتق من اسم الله الودود ، والله تعالى يتودد لعباده بقربه منهم ، يحنو عليهم بالحب ، فهو يحبهم وهم يحبونه ، حب متواصل بين العبد وربه ، مبني على الطاعة والسير على الحق.
(وَرَحْمَةً) : والرحمة : مشتقة من اسم الله الرحمن ، والله تعالى هو أرحم بعباده من أنفسهم.
فأنتم تعيشون وبينكم بركة أسماء الله الحسني تعيشون بفضلها عليكم وبأنوارها التي تضيء لكم بيوتكم فلا تنسوا الود والرحمة التي جاءت من الرحمن الودود.
اللهم افتح لنا واياكم فتوح العارفين.
اللهم اجعل الحب والود والرحمة والسكن في بيوتنا جميعاً.
اللهم احفظ بيوت المسلمين أجمعين واجعل يا رب بينهم رحمة وود وسكن وسكينة اللهم آمين يا رب العالمين.
