آية ومثال

د/منى أحمد تقي
ضرب الله المثل في سورة البقرة في قوله تعالى: “أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ ۚ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ۖ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُم مَّشَوْا فِيهِ …(20)” جاء هذا المثل موضحا لحال صنف من أصناف المنافقين، وهو المنافق الذي في قلبه شعبة من نفاق وشعبة من إيمان، أي في قلبه شك في الدين وتردد، وليس منافقا خالصا.
ومثل هذا النوع من المنافقين كمثل قوم نزل عليهم المطر في ليلة مظلمة، ومع هذا المطر رعد وبرق، فمن شدة خوفهم من أن تنزل عليهم الصواعق من السماء وضعوا أصابعهم في آذانهم خوفا من الموت، إلا أن ذلك لن يغني عنهم من الله شيئا، وكانوا إذا أضاء لهم البرق مشوا في هذا النور مستأنسين وفرحين به ، وعندما يظلم يقفوا مكانهم مُتَحَيرين ومترددين.
وفي هذه الآية ضرب الله المثل بالصيب أي المطر ليدل على القرآن الكريم، والرعد الذي يُخَوف المنافقين هو الآيات التي بينت العذاب الذي أعده الله لهم، أما البرق فهو الآيات التي تكشف حقيقتهم، وقال البعض أن البرق هو شدة نور الحق، وقيل أيضا أنه ما في القرآن من حُجج مبهرة.
كما أن مثل مشيهم في ضوء البرق كمثلهم عندما يصيبهم خير في الإسلام فيقولون: دين محمد دين مبارك، ومثلهم عندما يُظلِم عليهم كمثلهم عندما تصيبهم شدة في الإسلام فيتشككون في الدين، ولو شاء الله لكشف للمسلمين حقيقتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى