الخوف من الله

سلوى النجار
الخوف من الله عبادة نتقرب بها إليه يقول سبحانه وتعالى: {تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ} السجدة

ترتفع جنوب هؤلاء الذين يؤمنون بآيات الله عن فراش النوم، يتهجدون لربهم في صلاة الليل، يدعون ربهم خوفًا من العذاب وطمعًا في الثواب، ومما رزقناهم ينفقون في طاعة الله وفي سبيله.

ولهذا قال: { يَدْعُونَ رَبَّهُمْ } أي: في جلب مصالحهم الدينية والدنيوية، ودفع مضارهما. { خَوْفًا وَطَمَعًا } أي: جامعين بين الوصفين، خوفًا أن ترد أعمالهم، وطمعًا في قبولها، خوفًا من عذاب اللّه، وطمعًا في ثوابه.
إنَّهده الصفة صفة الخوف وصفة الطمع في جناب الله عز وجل هي من ادق صفات المؤمن الحق ،فإذا تعرف على الله بصفاته وجلاله وعظمته خافه،خاف من تقصيره من سوء عمله ،من كسله ، وهذا الخوف إنما يقربه آلى الله بالأعمال الصالحة ، ودائماً يكون وجلاً ألا يتقبل منه لذا يجد ويسعى ويبادر ويتقرب ويخشى ،لايكون مثل هؤلاء الذين يتراخون ويتساهلون وينامون على جنوبهم ،بل ويفعلون المعاصي ، اتكالًا وتكاسلًا عى رحمته،ولو يعلم المسلم الحق أن الحق أحق أن يتقرب اليه بما افترضه عليه ،وبالاعمال الصالحة كيف لا!!وهو نفسه هذا المسلم اذا ذهب الى ذو جاه او منصب ،قدر له قدره وتقرب اليه بكل ماينال به رضاه ،كيف يكون هذا مع بشر ؛أليس من الأجل أن يجل الجليل!!
أما هؤلاء الذين أنعم الله عليهم من المؤمنين الصادقين ، يخافونه ويرجون رحمته.

أن هؤلاء المؤمنين الصادقين ، تتنحى وترتفع أجسامهم ، عن أماكن نومهم ، وراحتهم ، حالة كونهم يدعون ربهم بإخلاص وإنابة ( خَوْفاً ) من سخطه عليهم ، ( وَطَمَعاً ) فى رضاه عنهم . ليس هذا فحسب ،ولكن يبادرون بالإنفاق .
( وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ) من فضلنا وخيرنا ( يُنفِقُونَ ) فى وجوه البر والخير .
وكل هذا رغبة ورهبة إليه . انظر قول الشاعر:

أتيتك عاريًا خلقًا ثيابي
على خوفٍ تُظَنّ بيا الظنونا
آنٍّ المؤمن لايستقر به حال ولامآل حتى يدخل الجنة.
عن ابن مسعود قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” عجب ربنا من رجلين : رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حيه وأهله إلى صلاته ” ، فيقول الله لملائكته : انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حيه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي ، ورجل غزا في سبيل الله فانهزم معه أصحابه ، فعلم ما عليه في الانهزام وما له في الرجوع ، فرجع فقاتل حتى أهريق دمه ، فيقول الله لملائكته : ” انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي وشفقا مما عندي حتى أهريق دمه ” ]
اذا استحق هؤلاء رحمة ربهم وعطائه الواسع عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، أعدها الله لمن ألان الكلام ، وأطعم الطعام ، وتابع الصيام ، وصلى بالليل والناس نيام ”
اللهم اجعلنا منهم يارب .
وكتبته:سلوى النجار.

post
زر الذهاب إلى الأعلى