البشارة النبوية في معركة العاشر من رمضان ودور الأزهر في تحقيقها

د.عمرو حلمي

لقد تجلت البشارة النبوية واضحة في معركة العاشر من رمضان , إذ رأى الشيخ /عبد الحليم محمود شيخ الأزهر في المنام أن النبي صلى الله عليه وسلم يعبر قناة السويس ومعه علماءُ المسلمين وقواتنا المسلحة، وكان ذلك قبيل معركة العاشر من رمضان المجيدة فاستبشر خيراً وأيقن بالنصر، وأخبر الرئيس السادات بتلك البشارة، واقترح عليه أن يأخذ قرار الحرب مطمئنًا إياه بالنصر.

وكانت نتيجةُ الإعداد الجيد الذي قام به الجيش المصري، مضافاً إليه طمأنة الشيخ / عبد الحليم محمود لرئيس البلاد وتحفْيزه إياه على شن الحرب ضد قوات الصهاينة، التي تحتل جزءًا غاليًا من تراب مصر، هي ما أسفرت عنه الحرب الرمضانية المجيدة من نصر مبين.

وكان للأزهر الشريف وكذلك الإذاعة المصرية عظيم الدور في معركة العاشر من رمضان :

فها هي آيات الجهاد والشهادة تخترق أسماعَ الجماهير المصرية في ربوعِ مصر الأبية , كما تخترق أسماع الجنود على الجبهة في سيناء وذلك في فجر العاشر من رمضان.

post

فلم يكن الأزهر بعيداً عن خطة الخداع الإستراتيجي التي اتخذتها القوات المسلحة , لقد اتفقت الشئون المعنوية بالقوات المسلحة مع شيخ الأزهر / الشيخ عبد الحليم محمود حول آياتٍ قرآنية سيتم تلاوتها عبر البث المباشر عبر أثير الإذاعة المصرية فجرَ العاشر من رمضان من مسجد الإمام الحسين بصوت القارئ أحمد محمد شبيب.

حيث كان يقرأ من سورةِ آل عمران آيات الشهادة في سبيل الله وحملت الآيات بشارة النصر للجيش المصري، حيث أخذ الشيخ يكررُ عدداً من آيات سورة آل عمران منها ، {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} , وقوله : {وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.

ثم انطلق الشيخ عقب اشتعال الحرب إلى منبر الأزهر الشريف ، وألقى خطبة عصماء توجه فيها إلى الجماهير والحكام مبينًا أن حربنا مع الصهاينة هي حربُ في سبيل الله ، وأن الذي يموت فيها شهيدٌ وله الجنة ، أما من تخلف عنها ثم مات فإنه يموت على شعبة من شعب النفاق.

ولقد تضمنت هذه الخطبة دروساً وعبر منها :

دعوةُ فضيلة الإمام الأكبر إلى وحدة الصف واجتماع كلمة المسلمين على قلب رجل واحد.

كما بين فضيلته أن الأزهر الشريف منبر الدعوة والإعلام الأول في العالم وهو الملجأ والملاذ الآمن للأمة الإسلامية إذ يعلن من خلاله أن هذه الحربُ هي حربٌ إسلاميةٌ مقدسةٌ وهي جهاد في سبيل الله.

كما ذكر فضيلتُه بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر.

كما وجه فضيلته النداء للأمة الإسلامية جمعاء للمشاركة في معركة العبور والتي يصفها بالمعركة الإسلامية.

كما وصف فضيلتُه مصر بأنها معقلُ الإسلام وحصنُهُ الحصين بل هي قلب الإسلام النابض.

كما دعا فضيلتُه جموع المصريين إلى الاقتصاد في المعيشة واعتبر ذلك من الجهاد في سبيل الله.

واختتم فضيلتُه كلامه بالدعاء إلى الله بأن يوفق القائد الأعلى الرئيس السادات إلي قيادة المعركة في حكمة

ولأن الشيخ /عبد الحليم محمود كان مهتما بإسهام الأزهر في المعركة. فلقد استعان في هذا الصدد بعلماء الأزهر ورجال الدعوة لتعبئة الروح المعنوية لأبناءِ قواتِنَا المسلحة ، وأنه عند لقاء العلماء بأبناء الجيش في شهر رمضان أثناءِ المعركة أفتى بعضهم للجنود بأنه ، نظرًا لحرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم، من المستحب الأخذ برخصة الفطر لتكون عوناً لهم في الانتصار على العدو الصهيوني ، بيد أن بعض الجنود أجابوا قائلين : «لا نريد أن نفطرَ إلا في الجنة!».

زر الذهاب إلى الأعلى