قصة قصيرة .. بعنوان رحيق .. برديس أحمد

دقعت ساعة النوم ومازالت رحيق تفكر بكلام تلك العجوز التي قابلتها في طريقها الي المنزل؛ كانت رحيق يتيمة الأب والأم ولديها ابنه لكنها منفصلة عن زوجها من عشرة اعوام. ترسم رحيق كل ما تراه جميلا في الحياة وفي يوم قررت ان تأخذ دورات كي تجعلها اقوي في الرسم؛ لكن من حولها دائما يحبطون آمالها

لكن كانت تقوي بالله وبكلمات أمها قبل موتها عندما قالت لها يا رحيق سترين البعض يقفون امام نجاحك فلا تقفي واكملي حتي لو كانت دنيتك كالغابة فكوني انتي اسدا لا يهاب. فأتي يوما اشد من العذاب لم تجد مليما في حقيبتها لتشتري لابنتها الطعام؛ ابكت رحيق لبكاء إبنتها

فكانت تبحث عن وظيفة حتي تعول منها ابنتها؛ فرأت مكتوبا يريدون رسامه في بلده بعيدة عنها وستأخذ قيمة مادية كبيرة. فأخذت رقم الاعلان واتصلت علي الفور، فعرفت منهم انها تأتي دون اشخاص معها وستقعد لمدة شهر، فأبكت ثانية وقالت والي اين تذهب ابنتي، فخرجت تحضر بعض الطعام لإبنتها من بقال بجوارهم فقالت يا عم سأرهن عندك قلادتي حتي اعود بالمال، فأخذت كل ما تحتاجه الي إبنتها واطعمتها ونامت تلك الصغيرة عندما شبعت

وهنا قالت رحيق مثلا كانت أمها تردده ان جاع الصغير بكا وان شبعا غني. ومازالت تبحث عن عمل حتي تعول ابنتها، فرأت في احدي الوسائل انهم يردون جليسة لعجوز، فذهبت اليهم فعندما رأها صاحب الاعلان وهو شخصا في شركة التوظيف قال لها انتي لاتنفعي سوي ان تكوني فنانة يكتب عنها العالم فضحكت وقالت ربما يوما يتحقق ذلك، كانت رحيق جميلة كشمس النهار وقمرا بالليل، ذهبت رحيق ومعها ابنتها الي تلك العجوزة وقامت رحيق بشغلها وعمل كل شئ للعجوزة وعرفت العجوزة كل شيئا عنها واكرمتها وضاعفت المرتب حتي تشتري اشياء الناقصه للرسم وترسمها

عاشت رحيق وابنتها مع العجوزة الوحيدة لمدة عام كل يوم تنهي عملها وتهتم بإبنتها وفي الليل ترسم رسمت كثيرا من اللوحات وسعادتها العجوزة بنشر لوحاتها فربحت لوحة العجوزة المركز الأول واخذت رحيق وسام التميز وبعض المال لرسمتها فرحت رحيق وقامت الإذاعة والتليفزيون والجرائد بالكتابه عنها، فرحت العجوزة واشترت لوحتها وعملت لرحيق مرسما وجعلتها من جليسه الي ابنه ونجحت رحيق نجاحا باهرا وبدأ يتقرب كلا من قال عليها انها لا تنفع لشئ. مرضت العجوزة وقبل وفاتها كتبت ثروتها الي رحيق وابنتها وعاشت رحيق في سعادة ونجاح حتي عاد ابن العجوزة يطالب رحيق بثروته وحاول ان يشتكي عليها في مخبر الشروطه لكن العجوزة كتبت وصية أن إبنها لا يتعرض لثروة رحيق لإنها من علمني الصبر والحب وعطاني الإهتمام المفقود وجعلتني احس امومتي الضائعة .

post

وكتب لإبنها سامحتك يا ولدي بشرطا أن تجعل لإبنه رحيق ابا وزوجا لرحيق حتي لا يطمع فيها كل غريبا، فبكي الابن واعتذر من رحيق وذهب الي المقابر لأمه حتي يقول لها سأفعل كل ما قوليته يا أمي. مضي عامين ورحيق تنجح وتنجح ويزيدوا تلك المعجبين، وكان الابن قد احب رحيق ويغار عليها حتي اتي يوما وهي في حفلة تكريمها تقدم شاب غني لها وهو بقربها فقالت انا موافقة علي الغني فقام ابن العجوزة وذهب باكيا حينها عرفت رحيق انه من يستحقها عندما قال الغني ستضعين ابتك في ملجأ عندما اتزوجك فرد ابن العجوز لما الملجأ وانا بقربها

فردت رحيق علي الغني اسفة فأنا ملك شخصا يحب ابنتي قبلي واقتربت رحيق من ابن العجوزة وقالت اني احبك مثل ما تحبني وابنتي فأنا سمعتك في الليل وانت تنادي اسمي فتبسم ابن العجوزة وقبل رأسها وهنا سفق كل من كان في حفلة التكريم وعاشت رحيق مع زوجها وابنتها في عالم من الحب والحنان وكتب زوجها في اخر مذاكرته لقد جعلتني رحيق لين القلب بعد ما كنت كالحجر وجعلتني شخصا احببته واحبه كل من يعرفني ولا يعرفني فأنا فخورا بها واكتب تلك الكلمات حتي تقرأها عندما تخرج من غرفة العمليات لثاني مولدا لنا

زر الذهاب إلى الأعلى