نـهى حمــزه .. تكتب..قضايا فكريه فى الشعر العربى

 

يطرح الشعر بصفه عامه قضايا فكريه لا تبتعد عن الفكر الفلسفى كثيراً وتدخل الحاله الوجدانيه فى العمق مؤثره ومتأثره .

وكنا فى مقال سابق قد تحدثنا فى مقال آخر عن الشاعر الكبير محمد إقبال وكيف أنه ركز على الروح فى شعره وكانت فكرة السمو الروحى حاضره بوضوح وبشكل دائم فى وجدانه

ثمة شاعر آخر وشعر من تلك السلاله الروحانيه النقيه … ومبحثنا عن الشاعر عبد الفتاح مصطفى وقصيدة التوبه وقد طرح فى القصيده قضيه فكريه غايه فى الدقه سافر بنا الى الحاله الوجدانيه التى يعيشها التواق الى التوبه حتى أحسست وأنا أقرأ شعره فى قصيدة ( التوبه ) و خصوصاً فى هذا المقطع … عانق الشيطان في صدري الملاك وتحيرت بهذا وبذاك ثم صاح الوهم كن طوع هواك جمح الإثم بأمسي فارتمى حاضري يمسح جرح الألم …. وكأنى أطبق على رقبتى بيد وأضع الأخرى على صدرى فى عراك نفسى حاد .

شعره تسلل الى الى جسدى ونفسى فى تهادىٍ مع نبع صفاء شعرى أرسل ضفائره وأهداها الى روحى المتعبه يغوص بكلماته فى بحر الوجدان والإحساس فأوجعت المشاعر بسياط الماضى التائب مستخرجاً من الجسد كل ألوان النبض وصرخة تعلو مقبله لا مدبره تشق غمام الأيام حتى تصل إلى عنان السماء .

post

وجدتنى أمام قصيده مغرقه فى الإنسانيه والذات الوجدانيه مفعمه بصدق العاطفه والتوهج العاطفى وتشكل خطوط الحياه الخاصه بكل تلوناتها القاتمه والغابره والغير واضحه موتيفا وموضوعاً أساسياً فيها ثم تعلو صرخة التوبه فى رجاء وإنحناء أمام المنعم .

الصراخ الذاتى هنا يعبر عن حجم الإثم الذى إرتكبه التائب مقارناً بعفو الله سبحانه وتنتفى المقارنه فيغوص وينال من الهدوءوالصفاء والحلم قسطاً فيرى قيمة الجزاء مقارنة بحلاوة الإثم الذى هئ أو تهيأ له وإستمتع بحلاوته و وقد صور شاعرنا عملية إنسلاخ الإثم من الجسد فى صرخة ً يشق لها الفضاء الفسيح لتنطلق الى الرحمن بتصريح صريح … فتكون إكسير الحياه وإعادة الروح للجسد الذى عانقه الشيطان عناق الموت .

الشاعر عبد الفتاح مصطفى ما نطق إلا تفاصيل الغوص فى عمق الوجدان فى تجربه شعريه رائده متفرده فى قصيدته التوبه :

تائب تجري دموعي ندما يالقلبي من دموع الندم ليتني ذبت حياءً كلما جدد العفو عطاءً المنعم عانق الشيطان في صدري الملاك وتحيرت بهذا وبذاك ثم صاح الوهم كن طوع هواك جمح الإثم بأمسي فارتمى حاضري يمسح جرح الألم قد زهدت الإثم شوقاً للسلام أين ظل الله من زيف الحطام؟ أين نور الحق من وهم الظلام أشرقت روحي فذابت نغما وصفا قلبي صفاء الملهَم يا إلهي شاقني هذا الوجود تلك دنياك فما بال الخلود؟عز قدري بك في ذل السجود أنت ان ترضى كفاني مغنما ليس بعد الله لى من مغنم .

رحله وجدانيه عشتها مع هذه القصيده بكل خلجاتى وكل نفس خرج منى وكل آةٍ إندفعت من داخلى لخارجى وكل غصة إختنق بها حلقى …. يا لها من رحله

زر الذهاب إلى الأعلى