فضائل يـوم عـاشـوراء ومكانته التاريخية

بقلم : د .عمرو حلمي

«عاشوراء» : بالمد وزنه فاعولاء وهمزته للتأنيث معدول عن عاشرة للمبالغة والتعظيم وهو في الأصل صفة لليلة العاشرة لأنه مأخوذ من العشر الذي هو اسم العقد الأول واليوم مضاف إليها فإذا قيل : يوم عاشوراء فكأنه قيل يوم الليلة العاشرة إلا أنهم لما عدلوا به عن الصفة غلبت.

يوم عاشوراء يوم التوبة ويوم الزينة
فيه تاب الله على آدم عليه السلام, وعلى قوم يونس عليه السلام , ويتوب فيه على قوم غيرهم.
فيه استوت سفينة نوح عليه السلام, على الجودي, وفيه نجي الله تعالى موسى عليه السلام, من الغرق فصامه شكرا لله.
وفيه أخرج يوسف عليه السلام, من السجن وفيه أخرج يونس عليه السلام, من بطن الحوت.
فيه كسوة الكعبة فهو يوم كانت تعظمه العرب في الجاهلية وكانت تستر فيه الكعبة.
وفيه استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنهما سنة 61هـ.

صيام يوم عاشوراء ثابت عن الأمم السابقة للإسلام
ورد أن النبي نوح عليه السلام صامه, كما ثبت أن النبي موسى عليه السلام صامه كذلك شكراً لله, فهو يوم الزينة الذي أظهر الله فيه موسى عليه السلام على فرعون , وفيه نجاه الله تعالى من الغرق.
كما ثبت كذلك أن قريشاً كانت تصومه كذلك في الجاهلية. قال القرطبي : «لعلهم كانوا يستندون في صومه إلى أنه من شريعة إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام فإنهم كانوا ينتسبون إليهما ويستندون في كثير من أحكام الحج وغيره إليهما ثم أمر رسول الله صلي الله عليه وسلم بصيامه».
وكان صيام عاشوراء فرضاً على المسلمين قبل رمضان فلما فرض صيام رمضان نسخ صيام عاشوراء من الفرضية إلى الاستحباب فمن شاء صام ومن شاء ترك.

تعظيم النبي صلي الله عليه وسلم ليوم عاشوراء
لما هاجر النبي صلي الله عليه وسلم إلى المدينة وجد اليهود يعظمون يوم عاشوراء ويصومونه فقال النبي صلي الله عليه وسلم : «نحن أولى بصومه فأمر بصومه. وفي«صحيح مسلم»:«يوم تعظمه اليهود والنصارى».

post

فضل صيام يوم عاشوراء
قال عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما): «ما رأيت النبي صلي الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم – يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان».

صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة الماضية
فقد سئل النبي عليه السلام عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله». والتكفير هنا إنما يكون للصغائر دون الكبائر, أما الكبائر فتحتاج إلى توبة.

تعظيم السلف الصالح ليوم عاشوراء
كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون يوم عاشوراء, ويُصَوِّمُون فيه صبيانهم تعويداً لهم على الفضل, فعن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل النبي صلي الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: «من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم» قالت: «فكنا نصومه بعد ونصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار».

كما كان بعض السلف يصومون يوم عاشوراء في السفر، ومنهم: ابن عباس, وأبو إسحاق السبيعي والزهري. وكان الزهري يقول: «رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت»، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر.
الحكمة من صيام التاسع مع العاشر والحادي عشر.
وقال بعض أهل العلم قوله صلى الله عليه وسلم في «صحيح مسلم»:«لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع» : يحتمل أمرين:
أحدهما : أنه أراد نقل العاشر إلى التاسع.
والثاني : أراد أن يضيفه إليه في الصوم فلما توفي صلي الله عليه وسلم قبل بيان ذلك كان الاحتياط صوم اليومين.
وعلى هذا فصيام عاشوراء على ثلاث مراتب أدناها: أن يصام وحده. وفوقه: أن يصام التاسع معه. وفوقه: أن يصام التاسع والحادي عشر.
فمن المستحب صيام اليوم الحادي عشر، احتياطاً لليوم العاشر، فقد يخطئ الناس في هلال محرم، فلا يُدرى أي يوم بالضبط هو اليوم العاشر.
قال الإمام أحمد : من أراد أن يصوم عاشوراء صام التاسع والعاشر إلا أن تشكل الشهور فيصوم ثلاثة أيام، ابن سيرين يقول ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى