آيات الله في الكون

بقلم سلوى النجار

تعددت آيات الله في الكون لتدل على أنه هو الواحد الأحد المتفرد بالعبودية والربوبية وآياته هذه يتعرف عليها الصغير والكبير ،إنها الفطرة السوية التي تتأمل وتنظر وتدقق في هذا الكون العظيم انظر الى الماء ينزل من السماء ثم انظر ماترتب عليه نزوله من نبات وثمار وامتلاء اودية به ؛لينتفع الناس بها فوائد لاحصر لها ثم انظر لو لم ينزل هذا الماء ،فماهي العواقب؟؟!إنه نوع من أنواع الاستدلال على نعم الله العظيمةالتي نتبين بها الحق من الباطل
يقول تعالى:
﴿هُوَ الَّذي يُريكُم آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِنَ السَّماءِ رِزقًا وَما يَتَذَكَّرُ إِلّا مَن يُنيبُ﴾ [غافر: ١٣]
يذكر تعالى نعمه العظيمة على عباده، بتبيين الحق من الباطل، بما يُرِي عباده من آياته النفسية والآفاقية والقرآنية، الدالة على كل مطلوب مقصود، الموضحة للهدى من الضلال، بحيث لا يبقى عند الناظر فيها والمتأمل لها أدنى شك في معرفة الحقائق، وهذا من أكبر نعمه على عباده، حيث لم يُبْقِ الحق مشتبهًا ولا الصواب ملتبسًا، بل نوَّع الدلالات ووضح الآيات، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حي عن بينة وكلما كانت المسائل أجل وأكبر، كانت الدلائل عليها أكثر وأيسر، فانظر إلى التوحيد لما كانت مسألته من أكبر المسائل، بل أكبرها، كثرت الأدلة عليها العقلية والنقلية وتنوعت، وضرب الله لها الأمثال وأكثر لها من الاستدلال، ولهذا ذكرها في هذا الموضع، ونبه على جملة من أدلتها فقال: ﴿فَادْعُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾
ولما ذكر أنه يُرِي عباده آياته، نبه على آية عظيمة فقال: ﴿وينزل لكم من السماء رزقا﴾ أي: مطرًا به ترزقون وتعيشون أنتم وبهائمكم، وذلك يدل على أن النعم كلها منه، فمنه نعم الدين، وهي المسائل الدينية والأدلة عليها، وما يتبع ذلك من العمل بها. والنعم الدنيوية كلها، كالنعم الناشئة عن الغيث، الذي تحيا به البلاد والعباد. وهذا يدل دلالة قاطعة أنه وحده هو المعبود، الذي يتعين إخلاص الدين له، كما أنه -وحده- المنعم.
﴿وَمَا يَتَذَكَّرُ﴾ بالآيات حين يذكر بها ﴿إِلَّا مَنْ يُنِيبُ﴾ إلى الله تعالى، بالإقبال على محبته وخشيته وطاعته والتضرع إليه، فهذا الذي ينتفع بالآيات، وتصير رحمة في حقه، ويزداد بها بصيرة.
– تفسير السعدي
﴿هُوَ الَّذي يُريكُم آياتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِنَ السَّماءِ رِزقًا وَما يَتَذَكَّرُ إِلّا مَن يُنيبُ﴾ [غافر: ١٣]
الله هو الذي يريكم آياته في الآفاق والأنفس؛ لتدلّكم على قدرته ووحدانيته، وينزل لكم من السماء ماء المطر ليكون سببًا لما ترزقون به من النبات والزروع وغيرهما، وما يتّعظ بآيات الله إلا من يرجع إليه تائبًا مخلصًا.
والتوبة والصدق والإخلاص والتفكر في ملكوت الله إنما هي سمات المؤمن الصادق الذي يتدبر معاني هذا الكون ويتعظ بما يمر عليه من آيات
سلوى النجار

زر الذهاب إلى الأعلى