في اليوم العالمي للمعلم الأزهر يضع ميثاقاً عالمياً للتعليم بالفاتيكان

د.عمرو حلمي

تحت رعاية الفاتيكان تعقد قمة قادة الأديان بشأن التعليم والتي تنظمها لجنة التوافق العالمي بشأن التعليم مع مجمع التعليم الكاثوليكي ، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر/ أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر , وممثلي الأديان حول العالم ، بهدف تعزیـز میثـاق عالمي للتعلـیم، يضع في الاعتبـار التحديات الراهنة التي تخص التعليم والمعلم في وقتنا المعاصر. وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للمعلم ، والذي یوافـق 5 أكتوبر من كل عام، وهو التاريخ الذي حددته الیونیسكو منذ عام ١٩٩٤ للاحتفال بالمعلم.

FB IMG 1633438046681
وفي هذا اليوم التاريخي قام فضيلة الإمام الأكبر/ أحمد الطيب بتوجيه تحية خاصة للمعلمين في يوم المعلم العالمي , كما طالب فضيلته بإعادة تقييم أوضاع المعلمين بما يتناسب مع التحديات العالمية , وقال : إن المعلم هو الأساس الأول في تقدم المجتمعات ورقيها وإنسانيتها.

كما دعى فضيلته بضرورة الاهتمام بالمناهج التعليمية وخلق توازن بين حداثة العلم وقيم الدين, وأضاف : آن الأوان لكي تعيد المؤسسات العلمية الدولية الكبرى نظرها في الاهتمام بقضية التعليم ، وإدارة حوار جاد حول التحديات التي تواجهه، وتواجه المعلم معا في عالمنا اليوم، فهذا المحور ينبني عليه، وعليه وحده ، تقدم الدول ورقيها وإنسانيتها”.FB IMG 1633438049803

كما طالب فضيلته لجنة التوافق العالمي بشأن التعليم، خلال كلمته في قمة قادة الأديان بشأن التعليم ، والتي تعقد بالتزامن مع يوم المعلم العالمي بالفاتيكان ، بضرورة الاهتمام بالمناهج التعليمية، مؤكدا أنه من المحزن أن نرى هذه المناهج وقد بدأت تتآكل في الآونة الأخيرة وتتفكك تحت حداثة مفتوحة وحرية بلا سقف ولا كوابح ، وهي التي تتولى تشكيل عقول الشباب ، ومعارفهم وأذواقهم وأنماط سلوكهم وتصرفاتهم.

post

وتابع : إننا كممثلين للأديان لا نستشعر الخطر من قبل المعلم بقدر ما نستشعره من المناهج التعليمية التي اختارت عن عمد ، أن تمشي على ساق واحدة ، حين استبدلت الإنسان بالإله والمادة بالروح، فهذه المناهج قد اكتسبها المعلمون تحت تأثير فلسفات مادية وفيزيقية خالصة، طال عليها الزمن، حتى استبدت بالسيطرة على مفاصل العقل الإنساني وشعوره وحواسه، وشلت قدرته على التفكير خارج أطرها الحداثية أو التغريد خارج سربها.

كما كشف فضيلته عن أحد الأسئلة التي طالما شغلت ذهنه وتفكيره ، وهو كيفية التقريب بين حداثة الغرب الفكرية والعلمية، التي تحاول جاهدة بكل ما أوتيت من دعم وقوة أن تفرض نفسها على التلاميذ والشباب في ربوع العالم شرقا وغربا وجنوبا، وبين مناهج أخرى جمعت في جنباتها مقررات العلم وتقنياته مع قيم الدين وأخلاقه جنبا إلى جنب، وحتى امتزجت في ظلالها مطالب الجسد وأشواق الروح، مؤكدا أن هذا التقريب غاية في الصعوبة لأنه يشبه مواجهة للعالم بأسره ، ومراجعة لأهم مقومات حضارته وثقافته لكنه، وبكل تأكيد ليس أمراً مستحيلاً ولا مستبعداً على القدرة الإلهية.

زر الذهاب إلى الأعلى