د.غاده محمد ..تكنب تأثير لغة الجسد على نجاح العملية التدريبية

من المعروف أن لغة الجسد في التدريب تلعب دورا هاما ، يفوق دور الكلمات ، فإذا كانت الكلمة المنطوقة تمثل حوالي 7% عند التواصل مع المتدربين .. فإن لغة الجسد تمثل حوالي 93% من عملية الاتصال .

 

ونظرا لأهمية لغة الجسد في كل مجالات الحياة كذلك في مجال التدريب، يجب على كل مدرب أن يتعلم أسرار لغة الجسد ليستطيع بناء جسر من التواصل الفعال بينه وبين المتدربين.

 

ولغة الجسد تعني تلك الحركات والإشارات والإيماءات التي تصدرعن جسد المدرب سواء أكانت شعورية أو لا شعورية أثناء عملية التدريب، لذلك على المدرب لكي ينجح في التأثيرعلى المتدربين أن يوظف لغة جسده بشكل إيجابي ، يمنحه ثقة كبيرة في نفسه أثناء التدريب ويستطيع من خلالها توصيل المعلومة بشكل أفضل وأكثر مصداقية .

 

إذن فماهي أسرار لغة الجسد التي يجب على كل مدرب أن يتقنها؟

 

– تعابير الوجه تُظهر مشاعر الفرد الحقيقية تجاه موقف أو حدث معيّن. ففي الوقت الذي تقول فيه مثلاً أنّك بخير ، قد تُظهر تعابير وجهك غير ذلك، وتكشف عن حقيقة مشاعرك. لذلك تعابير وجهك المشرق، ومحافظتك على الابتسامة الدائمة لها سحر خاص في التأثير على متدربينك. لأن أهميّة تعابير الوجه تكمن في أنها تساعد على تحديد ما إذا كان يجدر بنا الوثوق بهذا المدرب وتصديق ما يقوله أم لا.

 

– العين هي أقوى عناصر الاتصال الغير مباشر ، لغة العين من أقدم القراءات التي عرفت قديمًا قبل أن تعرف لغة الجسد، كما أنها أقوى أدوات لغة الجسد، ومن خلال نظرة العين تستطيع أن تتعرف على رد فعل المتدربين على رسالتك سواء كان إيجابيا أو سلبيا أو محايدا أو غير مهتمين ، وتستطيع من خلال فهم هذه اللغة أن ترسل رسائل مختلفة إلى طلابك، سواء بإبداء الدهشة أو الفزع أو الرفض أو القبول. لذلك استخدام الاتصال بالعينين عند التحدث مع المتدربين، يمنحهم الشعور بالاهتمام ويجذب انتباههم طوال الوقت.

 

– طريقة الوقوف تكون بشكل منتصباً عند التحدث، أما عند الاستماع للمتدربين فعليك إمالة جسمك للأمام.

– عليك ترك مسافة معينة بينك وبين المتدربين أثناء الحديث، فإن ذلك من شأنه أن يبعث الشعور بالارتياح هذه المسافة الاجتماعية هي بالضبط المسافة التي يُنصح بالالتزام بها حاليًا خلال فترة انتشار وباء كورونا، والتي يُشار إليها عادة بمصطلح “التباعد الاجتماعي”. تترواح المسافة العامة ما بين (3-7 أمتار)، وهي المسافة التي نجدها عادة خلال مواقف التحدث أمام الجمهور، أو التي تكون بين المدرّب وطلاّبه، أو خلال عرض تقديمي يُعرضه عليهم .

– تعتبر إيماءات الجسد من أكثر إشارات لغة الجسد وضوحًا. التلويح باليدين، التأشير واستخدام الأصابع للتعبير جميعها إيماءات واضحة سهلة الفهم. لذلك عليك استخدام الإيماءات المتوازنة والمعبرة، مع إبقاء أصابع اليد مغلقة ، كما يُنصح بعدم ثني الذراعين أمام الصدر، قد تشير الأذرع المضمومة إلى أنّ الشخص منغلق على نفسه، يتخذ موقفًا دفاعيًا، أو أنه يريد حماية نفسه من الآخرين. أيضا عند تشبيك القدمين أثناء الوقوف قد تعبّر الأرجل المتقاطعة على أنّ الشخص يشعر بأنه منغلق أو أنّه بحاجة إلى بعض الخصوصية.

– استخدام حركات الرأس لثلاث مرات عند التحدث، أما عند الاستماع للمتدربين ينصح بإمالة الرأس، مع المحافظة على وضعية الذقن للأعلى.

لغة الجسد ليست بالشيء الجديد ، فقد وجدت مع بداية البشر والحوار بينهم ، وورد في القرآن والسنة ما يشير إلى ذلك.  حتى تفهم لغة جسد الآخرين، لابدّ لك أوّلاً من فهم تعابير الوجه، وتفسيرها بناءً على بقية إيماءات الجسد ووضعية الجسم ومقدار المسافة الشخصية بينك وبينهم. إنّها عملية متكاملة عليك تحليلها ككلّ والتفكير فيها مع الأخذ بعين الاعتبار جانب التواصل اللفظي أيضًا، وتحتاج منك إلى الكثير من التدريب والتمرين قبل أن تتقنها تمامًا.

غا