هالة يونس..تكتب..أتقن عملك حني تبلغ أملك

 

الإتقان في العمل : معناه الإخلاص في النية والتعلم والتحقق والكمال لكل عمل نقوم به مع الجهد والمثابرة حتى يبلغ الإنسان مرداه والوصول بعمله وإخراجه في أبهي صوره وأجمل وأدق وأجود صنعه له. فمن تعود علي مراقبة نفسه أمام الله تعالي في أي عمل يقوم به وبتذكيره دائمان بان الله ناظرة ورقيبة ومطلع عليه مع إحكامه وإتقانه في عمل خرج هذا العمل في أجمل صورة وأجود صنعته فنال القبول والمحبة من الله تعالي ورسوله صلى الله عليه وسلم, فلن نتصل إلي القبول والمحبة من الله تعالي ورسوله إلا إذا راعينا ضمائرنا واتقنا أعمالنا وف الحديث “إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه”, فالعمل المتقن مقبول عند الله تعالي وعند المجتمع, كما أن الملائكة بتباهي بصاحب العمل الصالح أو المتقن في السماء وبيكون اسمه مذكور في الملأ الأعلى , كما أن اسمه بيذكر في السماء يذكر أيضا في الأرض بجودة عمله وإتقانه وتميزه. فينول شكر الله له وشكر المجتمع. فالإنسان الناجح دائما بيكون سبب نجاحه إتقانه في عمله لولا إتقانه في عمله ما عرفته الملائكة في السماء ولا عرفة الناس في الأرض فهو مقبول, وتجد الإنسان الناجح ذو خلق وذو ضمير لأنه بيذكر نفسه بالله علي الدوام , قال تعالي : {إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا} [الكهف 30].
إن الله لا يغفل عن صاحب العمل الجيد المتميز فله أعلي الأجر من الله تعالي في الدنيا والآخرة
فاجرة في الدنيا بياتي علي هيئة رزق واسع أو صحة وعافيه أو ستر أو محبة الناس وتقديرهم له ولعمله أو نجاة من الأخطار وأما في الآخرة بيكون رفيق سيدنا النبي صل الله عليه وسلم في الجنة
لأن عمله الصالح المتقن بيعود علي صاحبة بالخير لأنه ثمرة عملة
وصاحب العمل المتقن بينهض بنفسه وبمجتمعه لأعلي المقامات وأشرفها في الدنيا
قال تعالي : {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[التوبة105), فجودة الإنسان المتقن في عمله يشهد له حتى بعد وفاته.
فالمسلم عند قيامه بالطاعات المفروضة عليه إذا أتقن صلاته وصل للخشوع والتذلل وقبول عمله عند الله تعالي وإذا أهمل صلاته فكانت مردودة عليه , فلا يصل لدرجة الخشوع إلا إذا أتقن الصلاة.
وإذا أتقن الصدقة في القيام بها بإخلاص النية أولا وتقوي الله وهو يخرجها للمحتاج والفقير ببشاشة وجه وكلمة طيبة فكانت مقبولة عند الله تعالي, فالعمل الصالح يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة.
قال تعالي {وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} [يونس 6]
المتقن في عمله أجره مستمر لا ينقطع, فحياة المتقن بتكون له مكافأة من رب العالمين لأنه يحى حياة سعيدة كلها سرور مليئة بالخير والبركة حياة طيبة.
وأخيرا إذا أتقن كل منا عمله واجتهد وراعي ضميره أمام الله ورسوله سيحيي حياة رغدة مليئة بالحب والسعادة ويكون متميز في الملأ الأعلى عند الملائكة والرسل والأنبياء والصديقين والشهداء ويكون مقبول العمل ومذكور فيمن عند الله ومقبول العمل في الأرض

زر الذهاب إلى الأعلى