الذباب الإلكتروني

بقلم د/ شيرين العدوي

إن ظاهرة القنوات التي امتلأت بها مواقع السوشيال ميديا كشفت عن سوءات تسيطر على العقول وتتحكم فيها عن بعد؛ بل وتجعل المواطن البسيط في حيرة من أمره مع من يكون ؟! فما بين المؤيدين والمعارضين، والمحللين “الجهابذة”ومن يدعون امتلاك الحقيقة تتوه العقول وتختفي البوصلة، فما الغرض من ذلك؟ التشكيك في القرار السياسي حتى تقضي علي استقرارمصر الآن.

إن مصر تخوض حربا غير معلنة،إنها حرب تكسير العظام بالكروت المكشوفة: كسد النهضة، وكشف الدول اللاعبة مع مصر وضدها. ورغم معاناة مصرتقف شامخة تسد الفُرَج وتجابه المؤامرات التي تُحيكها القوى المعادية. ومن تلك الحروب إعلان أمريكا في الأمس القريب القبض على “بيير جرجس” جاسوس مصر، وكان هذا ردا على كشف الصحفية “جين كاين” للموقع الذي يعمل ضد مصر على الأراضي البريطانية. إنها حرب تكسير العظام إذا صح التعبير، والرئيس السيسي ليس لقمة هينة بل شوكة قوية تعرف أين تضع قدمها، ومع من تتعامل.

وإن الحرب العالمية الثالثة على الأبواب وإن قامت فستكون من أجل تنافس الوحوش التكنولوجية والبيولوجية الضارية، إننا مقدمون على عصر الإنسان الهجين وعصرالروبوتات وما بعد الإنسان. وستستخدم هذه الحرب كل ما يتخيله عقل وما لا يتخيله حتى تتنافس الدول من أجل إيجاد مكانة لها على الخريطة العالمية القادمة. وإشارة الرئيس في مؤتمر الشباب الأخير لسعي مصر كي تصبح دولة قوية قول يتبعه عمل لا يتوقف بليل أو نهار.

أما ما يروجه المدعون من أن الرئيس يحارب الدين الإسلامي و يضع يده في يد الأعداء فكذب بين، والبرهان: لماذا يحاربونه إذن؟! مشكلة الرئيس السيسي أنه يحارب أعداء الدين والشيطان وأولياءه، ويحارب بذكاء بارع لم يتوقعه الأعداء. كما أن توقيت تطهير الفساد كانت أيضا حالة من إظهار الكروت المكشوفة التى ترصدها مصر وتتحرك بها في الوقت المحدد لها. إن الذباب الإلكتروني المدفوع الأجر أو المناصر بإيمان للجانب الآخر هدفه الرئيسي كسر ظهر مصر بتضخيم الصورة لدى المواطن العادي عن طريق الشحن المعنوي السلبي. ولأن مصر تعاني اقتصاديا فإن المواطن البسيط قد يشعر بالسخط أو يتأثر إذا لم يكن لديه الوعي الكافي. أقول هذا وأتمنى أن تتغير الخريطة الإعلامية والثقافية فانتبهوا أيها السادة حماية لشعب مصر وتاريخها.

post

وعلينا أن نخوض الحرب الإعلامية بمنتهى القوة والحكمة والحنكة المهنية. إنه الأمن القومي لا جدال في ذلك. ولابد من إعادة هيكلة الإعلام ووضع القوانين المنظمة وتدريب عناصر تعرف كيف تقود المسيرة. إننا نشهد الآن حرب السوق الإلكترونية: الكل فيها صاحب رأي ومحلل سياسي و اقتصادي واجتماعي “فذ”.

إنه إعلام حزب الكنبة الإلكتروني حيث إن كل من لديه “موبايل” يستطيع قول ما يريد في أي وقت يشاء ويتابعه الملايين فعلينا ألا نستخف بالموقف. فمثلا مثال على هذا ما يروج له الذباب الإلكتروني من أن المعونة الأمريكية قد تم حجب جزء منها بسبب فيديوهات السجون المسربة، فأين منظمات حقوق الإنسان من فيديوهات سجن أبو غريب وغيره من جرائم الإبادة الجماعية؟! لقد حجبت أمريكا جزءا من المعونة لتعادل خفض المعونة الإسرائيلية ذلك لأنها ببساطة تعاني اقتصاديا وقد أعلنت عن خفض المعونة من قبل من أول ما أتي جو بايدن؛ فضلا عن أنها ضد قوة مصر العسكرية.

زر الذهاب إلى الأعلى