هل حقا من خاف سّلم؟!..

  بقلم :عبير ضاهر

 

مع أن الدراسات النفسية والتربوية لها رأيا أخر إلا أننا لاننسى  كم كنا ننكمش على أنفسنا ونمضى وقت ما قبل النوم مباشرة فى تخيل شكل هذا العفريت ذو الشكل الهلامى الغارق فى السواد وتلك الغولة المخيفة المختبئة فى الظلام  والتى ستنقض علينا ماأن نضع قدما خارج باب البيت عقب أذان المغرب ! غالت الأمهات فى الأمر وإن فتشنا عن السبب فلن نجد سوى الحرص الكبير على سلامة الأبناء من الأخطار أو للهمينة التى لاتخلو من النية فى إلحاق الضرر بهم فكل ماهو ثمين تحاطه هالة من خوف لحمايته من التلف أو الضياع

 

 وما من شك أنه لاأثمن وأغلى لدى الأباء والأمهات من الأبناء ولهذا ربما توارثنا تلك الأساطير وراعينا إنتقالها من جيل الى جيل لغرض تقويض إندفاع وفضول والعفوية اللامسؤلة لدى غالبية الصغار وعندما يكبرون يواجههم مثل الكبار ثمة أشياء وأمور لاننجو منها الا باستشعارنا شىء من الخوف فبه نفلت من الأخطار المحدقةفى بعض الأحيان وإن لم تستعمل الأم خاصة ذلك السلاح مع أطفالها لربما كان مصير عدد ليس بالقليل من الأطفال الضياع هائمون فى الطرقات أو الوقوع فى أيدى أشخاص غير أسوياء يسئون الى عفويتهم ووداعتهم وإنعدام خبرتهم بالأخرين وصروف الحياة من حولهم

post

هنا ولم نكن لنتخيل منذ المجىء الى تلك الحياة  الى أيامنا تلك أن يقال لنا أنا وأنت وكل سكان هذا الكوكب  مباشرة وفى وضوح تام لاتخرجوا من بيوتكم هناك فيروس قاتل !

أندهشنا وشعرنا بالخوف والبعض شكك فى الأمر كما سخر أخرين الى أن تيقن الجميع أن هناك خطر يتهدد الجميع يركض فى الهواء حرا يحصد الأرواح هنا أصاب الجميع الخوف الشديد الذى بفضله توجهت أنظارنا الى الأطباء والمواقع والصحف  والنشرات والبرامج نقرأ ونتابع ونفتش ونسمع لنعرف ماهذا الكوفيد -19 الذى لقب بالكورونا ؟!وعرفنا وملئنا الشعور بأهمية الحياة وضرورة المحافظة على أنفسنا وتسابقنا لوضع الماسكات الطبية وغسل اليدين بايا من المواد المعقمة والتباعد الإجتماعى مع ضرورة تناول الأطعمة التى تعزز المناعة كما وجهنا الأطباء ولم يبخل من لايعلمون بترويج بعض الشائعات عن طرق الإنتقال وأن كان هذا لابأس به فهذا رفع من مستويات الخوف لدى الناس فكان الإلتزام بتوصيات الأطباء أعلى !

 

رغم الخسارة التى حلت فى مختلف البلدان حول العالم  وفقدنا لأعداد كبيرة من الأرواح  التى قضت بسبب الفايرس اللعين أرواحهم وتسابقت الدول عقب ذلك فى إعلان الأغلاق الجزئى ثم العام لفترات متقطعة من أجل محاصرة إنتشار تنقل الفايرس بين الناس وتفجئنا بشكل الحياة المضطرب أثناء ذلك وبدت وكأنها مصابة بالشلل النصفى جانب مستمر بالعمل والثانى راقد متوقف بالكاد نقوم بما هو ضرورى فقط ليعين على أن نبقى أحياء وسط شعور بالذهول والتخبط والحيرة نتسائل ماتلك الحياة التى خلت من التزاور واللقاءات بأقاربنا وأصدقاء وإقامة الحفلات لكافة المناسبات فسكتت أصوات الموسيقى وغابت أجواء كافة الإحتفالات  ولاعزاء للمثل الشهير الجنة من غير ناس ماتنداس !..

 

فالمسائلة جد خطيرة والظرف إستثنائى ومعقد فتولت الحكومات دور أمهاتنا العظيمات  فى إصدار الأمر بالبقاء فى المنازل وألايسمح بالتواجد فى الشوراع والطرقات الا للعاملون فى أعمال حيوية على أن يتلتزموا بتوصيات الأطباء كما إتجهت لفرض الغرامات على كل من لايلتزم بوضع الماسك الطبى  للوجه والتهديد

بالحبس أيضا! لا ندرى متى سينتهى كل هذا  رغم توصل الباحثون والأطباء منذ شهور قليلة الى لقاح للفايرس تحت التجربة والمراجعة ومازالت رائحة الموت موزعة فى الطرقات والمطاعم والمقاهى والمدارس وكل مكان يتواجد به عدد من البشر فى مكان عام وحتى بداخل الأسرة لايغيب ذلك اللعين عن

 المشهد فمع تداول خبر ظهور الفايرس فى اواخر ديسمبر 2019 أرتبك الجميع وتلفتنا حولنا نستطلع الأمر لمعرفة كل ما يتعلق به وأهمها كيف نقى أنفسنا فوجدنا أن

المعلومات شحيحة كل ما كان يتردد أن يقتل الناس وأنه قادم من الصين وتم تبادل الأهتمامات بين أمريكا والصين  كل طرف يلقى باللائمة على الأخر أمريكا تتهم والصين تستنكر وتدافع عن نفسها وخرج علينا من يدافع عن الصين ليقول أن هذا القاتل خرج من المعامل والمختبرات البيولوجية  الأمريكية لتركيع أقتصاد التنين الأسيوى القوى  لنتأكد فيما بعد أن الأخوة الصينيون يداومون على تناول الحيوانات البرية بمختلف أنواعها ويرجع هذا لسنوات بعيدة قد توارثت الأجيال خلالها على ضمها لقوائم مأكولاتهم المفضلة وبالبحث عن الأسباب أتضح أن الصين كانت تضربها المجاعات المتوالية والتى أودت بحياه الملايين مما دفع أفراد الشعب الى الإقبال على تناول أى شيء من أجل البقاء على قيد الحياة وشمل ذلك كل ما تقع أعينهم عليه وتطاوله أيديهم قنصا وصيدا  وجرت الأمور على هذا النحو الى أن كان يظهر فيروسات شرسة لم يكن كوفيد-19 الأول منها  هو فقط فيروس مستجد من سلالة قديمة لنفس الفايروس اللعين ولأنه جديد لم يتمكن الخبراء من إيجاد الدواء والتوصل للقاح الملائم له فى أول ظهور له وكانت الضحايا تتساقط من حولنا والرعب يملاء قلوبنا جميعا وأغلقت دور العبادة شرقا وغربا وأختفت الناس من الشوراع وكأن القيامة توشك أن تقوم فى سابقة عايشناها جميعا ولن تمحى من ذاكرة الكبار والصغار والتى سوف يتناقلها الأجيال  بكل تفصيلة منها ومظاهر ما ألقته من ظلال على حياة البشر

وسط حالة السخط الكبير على الصين فاقه مستوى عاليا من الشعور بالتقزز عند إنكشاف بقية قوائم مأكولاتهم  المنوعة  ومطالبات بعقاب الصين وإلزام بدفع تعويضات عن الخسائر البشرية والإقتصادية الضخمة بسبب الإغلاق فلجأت الحكومة هناك الى التمويه والتملص من المسؤلية وقامت بمحاصرة الأسواق وأمرت بنشر قوات من الأمن لمنع أى شخص من تصوير ما يحدث  ويجرى تداوله عبر وكالات الأنباء والمواقع والقنوات  المختلفة  حيث أنه وبكل أسف مازالت الأسواق  مفتوحة جميعها ويعرض فيها الحيوانات البرية وعمليات الذبح مستمرة وحركة البيع والشراء  نشطة وأن فرضت عقوبات على الصين وتغريمها دفع تعويضات للدول المتضررة من الفايرس الصينى كيف نوقف ظهور سلالات جديدة من كوفيد-19 وهم مستمرون فيما يتناولونه وبارقة الأمل الوحيدة الأن هو توصل الخبراء الى اللقاح والذى يوزع حاليا بعدد محدود من الدول وخلال أقل من ثلاثة شهور سيكون متوفرا ليغطى أعداد أكبر تباعا  بمختلف دول العالم من أجل أنقاذ البشرية والتصدى لذلك الخطر

ونأمل أن يتوقف الصينيون عند هذا الحد وأن ينجح فى إقناعهم علماء النفس الإجتماع ومدربين التنمية الذاتية والحياتية من أجل سلامة البشرية فالأمر لن يجرى بسهولة ولكنه ممكن فلن يعجز الصينيون أن يبتكروا قوائم من الأطعمة تحل بديلا عن الحالية

والأن أنت أهم مسوؤل عن سلامتك والراعى الأمين على حياتك الغالية  من خاف أنتبه فسلم

سنعبر بكوكبنا تلك المحنة وتزهر الحياة به من جديد بطعم العافية والسلامة

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى