على حساب الموتى.قصة قصيرة.

خالد الورفلي.
ليبيا
عندما استلمت عملي منذ عشرون عاما. لم أكن معتاد في بداية العمل على تراكمات لنفسيه والتعب الجسدي المصحبان له. لكن بعد هذه المدة لطويلة من لحفر. خمسة حفر يوميا. سبعة حفر يوميا. حفرة واحدة. لم يكن صعبا آهم شيء في النهاية هو المقابل الذي أتقاضه مازلت أتذكر ذلك الرجل الذي قال بالحرف الواحد (إن كل شخص تحفر حفرته ثم تهيل عليه التراب تأخذ مقابله مبلغ من المال. فأنت تعمل لدينا بنسبة معينه وليست براتب شهري. وأهم شيء في عملك هو الصمت استمريت في ذلك العمل كل هذه المدة من الساعة السابعة حتى السابعة :عشرون عاما لم أعد أ تذكر كم حفرة حفرت اوكم شخص أهلت عليه التراب، نسيتهم جميعا إلاشخصا واحد لازالت أتذكره واسمع صوته…
في ذلك الأسبوع لم يأتي أحد ليهيل عليه التراب في اليوم الأول ولا في الثاني ولا في الثالث،في اليوم الرابع أتت سيارة وكان في صندوقها الخلفي رجلان وجثه، قاما برميها أمامي ورحلا، نظرة للجثة وحملته الي الحفرة التي كنت قد جهزته، منذ ثلاث أيام وانا اتذكر ابنتي التي لها ثلاثة أيام لم تأكل شيء الا بقايا خبز أجمعه من الازقه وأنا ذاهب إلى البيت.
عملي كان في البدايات مزادهر، كانت أدفن سبعة أشخاص، لكن بعد أن انتهت الحرب وعمت الديمقراطية لم يعد يقتلون أحدا بشكل واضح. شخص شخصان في الأسبوع قد تردى عملي لعنة الله على الديمقراطية
بدأت أهيل التراب على الجثة، في لحظات سمعت أنينا،
وفي لحظات بت أزيد من سرعتي لكن الأمر تأزم حينما وقفت الجثة، تلك الجثة، وبدأت تفك القماش الأبيض على وجهها، لم أحاول أن انقض ذلك الرجل أو أن أخرجه من تلك الحفرة او حتى أن أهرب، نزلت في الحفرة بجوارها من دون وعي أوتفكير وبدت بضربه بكل ما أجده أمامي، حتى وقع على الأرض ميتا. نظرت له. وقلت لن تضعين مني