سلوى النجار/ تكتب :كيف يهدي الله قومًا كفروا بعد ايمانهم

سلوى النجار
نرى الفتن من حولنا كالجراد المنتشر ،لايسلم منها صغير ولاكبير إلا من رحم ربي ، ومن قبض على دينه كالقابض على جمر ،خشية الفتنة والانزلاق عن طريق الحق والثبات،كما أن دعاة الفتن والتشويش على أهل الدين وعلى ثوابت الدين ، ينعقون في كل بوق ؛لينالوا من دين الله فهم يزينون لضعفاء الايمان سوء العمل ، ويهونون قبح المعاصي ،حتى تكون سائغة ثم تكون مألوفة ، ولكن الله ناصر دينه لامحالة ،وأهل الايمان والهدى هم المخاطبون بالشريعة وغيرهم مُبلغون بها لكي لايكون لهم حجة عند الله ،فالمعرضون عن شرع الله وتعاليمه استهوتهم انفسهم وزين لهم الشيطان سوء عملهم فرأوه حسنًا جميلًا ،بل يروجون له بكل طاقاتهم،والله تعالى يقول في كتابه العزيز:
{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }فاطر “٨
والقول في تأويل الآية: كما جاء عند المفسرين.
يقول تعالى ذكره: أفمن حسَّن له الشيطان أعماله السيئة من معاصي الله والكفر به، وعبادة ما دونه من الآلهة والأوثان، فرآه حسنًا فحسب سيئ ذلك حسنًا، وظن أن قبحه جميل، لتزيين الشيطان ذلك له. وهنا القول لسيدنا محمدعلى الله عليه وسلم فلاتذهب نفسك عليهم حسرات، وحذف من الكلام: ذهبت نفسك عليهم حسرات اكتفاء بدلالة قوله (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ) وقوله (فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ) يقول: فإن الله يخذل من يشاء عن الإيمان به واتباعك وتصديقك، فيضله عن الرشاد إلى الحق في ذلك، ويهدي من يشاء، يقول: ويوفق من يشاء للإيمان به واتباعك والقبول منك، فتهديه إلى سبيل الرشاد ( فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ) يقول: فلا تهلك نفسك حزنًا على ضلالتهم وكفرهم بالله وتكذيبهم لك.
؛ولأن هؤلاء ضالون ومضلون ،ومن اتبعهم ،وسار على دربهم ،لن يجنوا الا الخسران المبين في الدنيا والاخرة.
والحذر الحذر ياأيهاالذين اتبعتم الهدى واتبعتم سبيل المؤمنين من الردة والتقهقر عن طريق الله الطريق المستقيم ،طريق الهدى والنور ،اتباعًا لافكار الغوغاء من البشر المدلسين في دين الله الملبسين الحق بالباطل،
كيف لكم يامن اتبعتم النور وذقتم الهدي ،الردة عن الطريق،فكيف تكفرون بعد ايمانكم.؟وكيف تتركون تعاليم دينكم ،وما أمركم به الله،ومانهاكم عنه سبحانه،فالله سبحانه عليم بنا ،عليم بما نصنع
وتفسير قوله تعالى( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) يقول تعالى ذكره: إن الله يا محمد ذو علم بما يصنع هؤلاء الذين زين لهم الشيطان سوء أعمالهم، وهو محصيه عليهم، ومجازيهم به جزاءهم.
فهل من عقل رشيد ، وهل من متدبر ،لما يصنع كل واحد بنفسه ،ومع غيره،؟فهلا رجعنا إلى الله
حتى ننال الهدى من الله ،والرضا بالله ،والسعادة الدائمة،{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ }(108)هود
وكتبته سلوى النجار

زر الذهاب إلى الأعلى