عناصر الدمار الأربعة للعلاقة الزوجية في منهج جوتمان:

مها فتحي 

أولًا: الانتقاد

هو مهاجمة شخصية أو سمات شريك الحياة، وخاصة بهدف جعله يبدو خاطئا، فالنقد القاسي هو علامة التحذير المبكر في الزواج المهدد، والنقد القاسي هو تعبير عن انفعال الغضب بأسلوب هدام وذلك بالهجوم على شخصية الزوجة أو الزوج بدلاً من التعبير عن مجرد الاستياء في الموقف المحدد الذي أدى إلى الشعور بالغضب.

يذكر جوتمان أن العامل الرئيسي في فشل الحياة الزوجية هو كثرة تبادل الانتقادات بين الزوجين، وغياب التسامح، وأن يشعر أحد الزوجين أنه في موقف الاتهام دائما، فيتحفز للدفاع عن نفسه بأن لا يترك مجالا لشريكه للنقاش، أو يلجأ إلى الافتراء عليه ووصفه بأشياء ليست فيه.

 

post

ثانيًا: الاستجابة الدفاعية الحادة لأي نقد أو توجيه

وبالرغم أن من المتوقع أن يكون الشخص حساسا ودفاعيا عندما يواجه دائما بالنقد والتقليل من شأنه، فإن الدفاع بطريقة انفعالية مماثلة سيؤدي إلى مزيد من تفاقم المشكلات التي تتحول العلاقات بمقتضاها إلى علاقات خاسرة لكل الطرفين. فكل منهما الآن يشعر بأنه ضحية للطرف الآخر. ويقترح “جوتمان” أن الخروج من حلقة التدمير الزواجي تكمن في معالجة الخلافات مهما اشتدت بطريقة تحمي من التدمير الكامل للعلاقة الزوجية بعدم المبالغة في الاستجابة الانفعالية لتوجيهات أو انتقادات الطرف الآخر.

 

ثالثًا: الاحتقار

ويقصد به مهاجمة شعور الطرف الآخر أو شريك العلاقة بذاته بقصد إهانته أو الإساءة إليه نفسيا والتقليل الدائم من شأن الطرف الآخر، فبدلا من أن يرى الشريك صاحبه مثله ويترفق أحدهما بالآخر، يراه أقل منه.

إذا استمر هذا الاحتقار بين الزوجين في لحظات الغضب، فإنه يزرع داخل الزوجين شعور بالإحباط يتنامى مع الوقت، وهو انفعال مدمر، عادة لا يعبر عنه بالألفاظ ولكن بنبرة صوت غاضبة أو بسخرية مريرة كما يظهر في تعبيرات الوجه التي تشي بالازدراء، وقد يصل الأمر إلى التفوه بالشتائم والسباب، وهذا السلوك السلبي العدائي يؤدي بطبيعة الحال إلى هجوم مضاد.

 

رابعًا: المماطلة

وتعني الانسحاب من العلاقة باعتبارها وسيلة لتجنب الصراع. قد يعتقد الشركاء أنهم يحاولون الوقوف على الحياد. لكن المماطلة تؤدي إلى الشعور بالرفض، وتؤدي إلى حدوث البرودة والانفصال بين الزوجين.

أحد أشكال المماطلة هو افتقاد الرغبة في التواصل وهي من الأمور التي تساهم في تفاقم الصراع بين الزوجين، ومن العلامات المرتبطة بافتقاد الرغبة في التواصل: التزام الصمت الكامل والتوقف عن الاستجابة الدالة على تبادل التفاعل والتواصل. وبالرغم من أن هذا يمكن علاجه في بعض الزيجات فإن الوصول لهذه المرحلة السلبية في العلاقة الزوجية تبدو مؤشرا للدخول في أسوأ مراحل العلاقات المؤدية إلى الانفصال.

زر الذهاب إلى الأعلى