حق المرأة في اختيار شريك حياتها 

شهد شريف 

 

من مظاهر المعاناة التي تعيشها نساء كثيرات في عالمنا العربي تدخل الآخرين في أهم حق من

حقوق المرأة وفرض وصاية غير لازمه عليها في أمر زواجها، فبعض الآباء يزوج ابنته من دون

رغبتها وموافقتها على شريك حياتها، وهو ما يؤدي إلى كوارث لها في “سجن الزوجية”حيث تعيش حياة صعبة وكئيبة مع من فرضوه عليها، ومع ذلك قد يرفض الأب

post

تطليقها بعد الزواج وتخليصها من الزوج الذي حول حياتها إلى جحيم.

 

و لكن هذا يرفضه الإسلام ويدينه حرصاً على حق المرأة في أن تختار بحرية ومن دون ضغوط شريك حياتها، وهنا يجب الاكتفاء بتقديم النصيحة الصادقة من جانب الأسرة حتى لا تحكم المرأة عاطفتها فقط وتختار بعيداً عن الموضوعية ويأتي الاختيار في غير صالحها.

 

وقاية وحماية من الإكراه على الزواج، ولو تأملنا قول الحق سبحانه: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ” لوجدنا أن الخالق – سبحانه وتعالى – رسم للحياة الزوجية طريقا سويا يحقق كل معاني الألفة والتعاون والتفاهم والحب بين الزوجين.

 

فالأساس الأول للعلاقة الزوجية هو السكن النفسي، وهو أول وسائل الاستقرار العاطفي بين الزوجين حتى يشعر كل طرف من طرفي العلاقة الزوجية بالطمأنينة والأمان النفسي.

المودة والرحمة

 

والأساس الثاني الذي أرشدت إليه الآية الكريمة لبناء أسرة متماسكة هو «المودة» وهي تعني الحب الذي يربط بين القلوب ويؤلف بينها، والحب من أسمى العواطف التي ينبغي أن تشيع في العلاقة بين الزوجين.. وقد ظلمت العادات والتقاليد السائدة في مجتمعاتنا العربية هذه العاطفة النبيلة واعتبرت الحديث عنها في كثير من الأحيان من الأمور غير المرغوب فيها، كما لو كانت عورة من العورات ينبغي إخفاؤها.

 

أما الأساس الثالث الذي تشير إليه الآية الكريمة في الصلة بين الزوجين، والذي من شأنه أن يصون هذه العلاقة من الشوائب، فهو «الرحمة». وعندما تسود هذه المعاني النبيلة (السكن النفسي – والمودة – والرحمة) بين الزوجين فستختفي الخلافات والمشاحنات والجرائم التي اقتحمت الحياة الزوجية، وحوّلت حياة كثير من الأزواج والزوجات إلى جحيم.

 

و من هنا يتم رفض بناء البيوت على الكراهية، إذ لا بد من احترام مشاعر الطرفين، ولذلك كان من توجيهات الإسلام منذ البداية استطلاع رأي المرأة وعدم تزويجها إلا برغبتها، وأن تترك لها حرية الاختيار كاملة من دون تأثير من أحد.

 

أهم حقوق المرأة اختيار شريك حياتها و في الموضوع سنُسلط الضوء علي أهم الأسس التي تُساعد المرأه في اختيار شريك حياتها

 

يجب عليكِ عِند أختيار شريك حياتك أن تتأكدي من :-

 

اولاً: وجود القدرة علي النقاش و التفاوض معه لحل الخلافات و أداره المشكلات ، و أن تكون التنازلات مشتركة بينكما لكي تسير مركب الحياه.

 

ثانياً: وجود إحساس عام بالأمان ؛ كما يقول متخصصون في علم النفس أن شعور المرأه بالأمان شرط أساسي لمشاعر و سلوكات أخرى و تُعزز العلاقة و ترفع من نسبة الرضا فيها ، مثل : الإفصاح عن الذات دون خجل أو خوف ، و تصورها بوجود داعم دائم من شريك حياتها حتى عند الخطأ و التقصير ، و كأن كل هذا يؤكد النصيحة التي تقول ” اقترب عندما تطمئن لا عندما تنبهر ” .

 

ثالثاً: الصداقة تؤدي دوراً مهماً في زيادة نسب الرضا و السعادة بين الرجل والمرأه، فإذا وجدتِ “الصداقه” عند أختيارك إعلمي أن نسبة نجاح العلاقه ستكون كبيره، و هذا أمر أُثبت حرفياً في دراسة تحليليه استخدمت قواعد بيانات تحتوي علي إجابات مئات آلاف البشر ، و وجدت أن من تزوجوا أشخاصاً يعتبرونهم “الصديق المفضل” كانت نسبة الرضا بينهم مضاعفة مقارنة بغيرهم،

فالصداقه عندما تدخل بين الرجل و المرأه في الزواج تعني وجود ثقة متبادله و متعة في إمضاء الوقت و إهتمامات و تجارب مشتركة و يعُم أحترام عميق بينهم .

 

رابعاً: التكافؤ أي أن تكون الاعتمادية متبادلة، وألا يكون هناك اختلال في التوازن العام ، بحيث ألا يشعر احدكما أنه يقدم الكثير دون أن يأخذ و هذا أمر يتضح أكثر بعد دخول العلاقه، و اكن بعض المؤشرات قد تظهر قبل ذلك .

 

خامساً: كانت نتائج بعض الأبحاث متواترة بشأن الصفات التي يجب توافرها عند اختيار شريك حياتك و لكن اجتموعوا علي حسّ الفكاهة، حيث أن وجودها بين الطرفين دون تعقيد هذا يُعزز من شعوركما بالرضا .

 

سادساً: يجب أن يكون هُناك تشابه في الطبقه الإجتماعية و الوضع المادب لأن هذا يؤدي دوراً في زيادة نسبه نجاح العلاقه.

زر الذهاب إلى الأعلى