د. شمس الأصيل تكتب ..علاقة المثقف بالتنمية المستدامة

يعتبر الفكر منارة تضيء درب الانسان فترشده إلى ينابيع المعارف والتجارب والأفكار فيستقي منها ويصقل سلوكياته وينصهر مع الآخر ويقبل الاختلاف ويدعو إلى الفعل الرشيد ويتعايش مع العالم بسلام فيمتزج الفكر بالسلوك ويتحقق المعنى الحقيقي للثقافة والدور الفعال للمثقف الذي يتحدد في بث المساواة والحرية والعدالة للتطور والحداثة .
المثقف هو الذي يشيد مجتمعايرتكز على العلم والأدب والفنون فهي الاوتاد التي يشد وثاقها المثقف كي يستقيم التعايش السلمي وتصقل النفوس وتدرك المعنى الحقيقي للتحرر والتطور في ظل السلام الفكري والروحي ،فلا نقيم الشعوب المثقفة بما تملكه من رفاه العيش وعدد السيارات والارصدة في البنوك بل في نجاحها في تحقيق السلام والمساواة والعدالة والديمقراطية ويمكن أن تتحقق هذه الرهانات بعد الوعي بالواقع وعقلنته وتخليصه من الشوائب والغشاوات والايديولوجيات التي تعيق تحديث الفكر وتمنع من التفكير حتى لا يعي الفرد بما حوله ولا يدرك الواقع كما هو و،،”هذا لغاية في نفس يعقوب”.
المسؤولية المثقف ينبغي أن تنبني على مقومات اذكاء النقد البناء للظواهر الاجتماعية وتغذية روح العقلنة والتحليل الموضوعي لكل المستجدات وتنمية الطاقات المجتمعية لتشارك في صناعة القرار وبث العدالة وتجسيدها على أرض الواقع والسعي إلى نشر الديمقراطية في بعدها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي .ويعتبر الصراع التقليدي بين المثقف والسياسي من أوكد التحديات التي ينبغي أن يزيحها المثقف من طريقه كي يتحرر .
من تشابك العراقيل التي تعيق دوره التحرري ومفعوله البارز في مسا التنمية المستدامة . ويمكن أن يتفعل دور المثقف بالاستمرار والصبر والأداء المكثف لتغيير العقول وتنقيتها من الشوائب ونقل كل ما اكتنزه من ثقافة و معارف وتجارب وخبرات حياتية الى الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي المنابر الثقافية .وندعو إلى تشريك المثقف في صناعة كل قرار سياسي حتى لا تطغى الأهداف الأيديولوجية على حساب المصلحة الجماعية .
مع تحيات شمس الأصيل العابد من تونس الخضراء

زر الذهاب إلى الأعلى