السيد عبد اللطيف..يكتب..حين يتقدم العمر بنا ..

 

لن نعُد بحاجة ماسّة إلى حب يقلقنا..
او مشاعر عبثيّة تهُز مهد التجاعيد..
أو علاقات تبيح لنا ما قد يهدد ما تبقّى منا ، أو ذكريات تؤجّج ما طمرتهُ الأعوام من عاطفة ، أو انقباضات ترفع من ضغط دم الحياة بداخلنا ، أحاديث , وأخبار لا تشفِق علينا
صورا تفتح عبثاً وتستعرِض تلك الأفكار التى قد ترتجِف منها أطرافنا ..
بل سنكون بحاجة أكثر إلى من يحتوينا دون ارهاق , ومن يحتضننا دون مغامرة ، من يرتّب وِحدتنا دون ضجيج
ومن يتقبّلنا بما نحن عليه دون تململ ، من يترك لنا سبيل مساحة محدودة من الرضى ..
نحتاج لتجنب المنافسة , والمواجهة مع النفس والأخرين
إلى توازن العجز الذى تفرضه إحداثيات الجسد ، مع إمكانياتنا
إلى فنجان قهوة ، وجريدة ، وبعضا من الإبتسامات ..
إلى نوم رغم تقطّعهِ ، إلا أنه لا يجازينا بالقلق ..
إلى نسيان ، يختصر ما اختبرناه من ألم..
إلى رؤية من أحببناهم بخير ، لذاك الشعور بالطمأنينة والسكون لبقاء يستمر حتى نهايته دون بكاء..
لرحيل ناعم لا يخدش جوارح من سيبقى..

زر الذهاب إلى الأعلى