استجابة لدعوة الرئيس السيسي: ندوة مؤسسة رسالة السلام للتفكير وتنمية الوعي بمشاركة كبار المفكرين

 

وليد جمال

 

نظمت مؤسسة رسالة السلام للأبحاث والتنوير السبت 4 سبتمبر 2021، مؤتمر بعنوان «العقلانية والوعي والإبداع… أسلحة لمواجهة الإرهاب».

بدأت فعاليات المؤتمر بكلمة مؤسسة «رسالة السلام» ألقاها الأمين العام للمؤسسة، أسامة إبراهيم، وجاء في الكلمة:

post

 

هذا المؤتمر يأتي استجابة للدعوة التي تفضل بها الرئيس عبدالفتاح السيسي في مداخلته التلفزيونية لبرنامج «صالة التحرير» عن الوعي، والتي أوضح سيادته خلالها أن الفهم هو الطريق والقاعدة التي ينطلق منها الوعي الحقيقي. وهو ما نعتبره خارطة طريق لتحقيق الهدف الأسمى الذي يحمي ويؤمن مصر وشعبها من مخاطر التطرف والإرهاب، وهو ما يأتي عن طريق بناء الوعي الحقيقي.

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي قدم أيضًا رؤية ثاقبة اعتبرها مفتاح النجاة لهذا الوطن وهي أن على من يتصدى للحديث في الشأن العام أو القضايا والتحديات أو من يتحدث عمومًا للناس لا بد أن يتحلى بالفهم العميق وامتلاك العلم والمعلومات. فهناك فارق كبير بين التنظير والأسلوب العلمي السليم للتفكير. لأن الوعي هو من يُحرك ويتحكم في سلوك الإنسان وتعامله مع محيطه ومجتمعه وردود أفعاله حول مختلف القضايا.

 

لذلك فإن ما يطرحه الرئيس يحتاج إلى نقاش جاد من مثقفي مصر وعلمائها ومفكريها المستنيرين، لأن قضية الوعي من القضايا التي توليها الدولة اهتمامًا كبيرًا.. وقد أشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى هذه القضية في العديد من المناسبات، بهدف العبور بمصر إلى بر الأمان وتحقيق الاستقرار.. والنهوض بالوطن وبناء دولة قوية جديدة. بعد أن تمكن الجيش المصري الباسل وشرفاء هذا الوطن من إحباط كافة محاولات التدمير التابعة من قوى الشر وإخوان الشيطان.

240654191 4393882807335211 4446794748686785924 n.jpg? nc cat=104&ccb=1 5& nc sid=b9115d& nc ohc=adSRRcyehMsAX 0bnlw& nc ht=scontent.faly3 1

وفي ظروف كهذه تصبح مضاعفة جرعات الوعي الحقيقي والمعرفة الرشيدة مهمة قومية لازمة في بناء الإنسان وتحصين الوطن من الفكر المتطرف والإرهابي. ولن يتحقق شيء من ذلك إلا إذا نهضت المؤسسات المعنية ببناء العقل وصياغة الوجدان بدورها مؤمنة بأننا في حاجة لإحداث تغيير جذري في ثقافة شائعة ومغلوطة تغذي الخرافة والفكر المنحرف، وتغيير مفاهيم خاطئة صارت لطول بقائها مسلمات متوغلة في العقول وتضع العراقيل في طريق التطور، وكل ذلك يتطلب إحداث تغيير جذري يدحض الفتاوى المخربة والمتهافتة ويكرس للاجتهاد المستنير بأدواته وضوابطه المعتبرة من أهل التخصص ذوي الاعتبار والاستنارة.

 

وقال الدكتور سعد الدين الهلالي المفكر الإسلامي، إن الولاء والبراء يكون لقيم الخير والشر وليس للأشخاص والانتماءات الدينية والعرقية ولا يمكن نسبته إلى الله عز وجل.

وأضاف في كلمته خلال مؤتمر «العقلانية والوعي والإبداع… أسلحة لمواجهة الإرهاب» أن دعوة الرئيس السيسي الأخيرة والتي استجابت لها مؤسسة «رسالة السلام» لنشر الوعي ومن ضمنه محور الدين، وكلمة الرئيس الهاتفية مع صدى البلد إبراء لذمة الدولة المصرية أن تتحمل مسؤولية أحد في أمر الدين، وهو التفكير في المعتقد حتى يعلم حقيقته، لأننا سنلقى الله بقلوبنا وعقولنا وليس بشيوخنا، وعلينا أن نتدرب في الدنيا على الاستقلالية والدين هو بين المرء وربه.

 

وأشار د. الهلالي في كلمته في المؤتمر الذي أقامته مؤسسة «رسالة السلام للأبحاث والتنوير» أن حروب التنوير والعلم بمصطلحات توجه الألفاظ هذا التوجه لصالح الوصايا الدينية. مضيفًا أن مبدأ الولاء والبراء لا يمكن أن ننسبه إلى الله عز وجل والذي يقسم المجتمع إلى طوائف ومذاهب.

 

ولفت د. الهلالي إلى أن تصويب ذلك الفكر بأن الولاء يكون للحق والبراء من الباطل، الولاء للعدل والبراء من الظلم، الولاء للخير والبراء من الشر الولاء للرحمة والبراء من القسوة؛ فيجب تفسير الولاء والبراء بشكل موضوعي بحيث يكون الولاء للامانة والبراء من الخيانة، فلا نساعد الخائن حتى لو كان الابن وفي الوقت نفسه نتعاون مع الامين ولو كان من غير ملتنا.

 

وأشار إلى ضرورة تربية الأبناء على ثقافة الولاء والبراء الحقيقية من قيم الخير والشر وليس من الأشخاص والانتماءات الدينية والعرقية.

خدعة الدولة الإسلامية
وأكد الدكتور الهلالي أن الحاكمية لله معناها أنها لكل الناس وأن وصف الدولة بأنها إسلامية هو خداع وليس حقيقة لأننا لو وصفنا الدولة بانها إسلامية تعطى شهادة بانها آمنة من حساب الله.
ولكنها متاجرة بالدين لأنها ستحاسب يوم القيامة عما قدمته . فوصف الدولة بأنها إسلامية يعتبر من الخداع إذ أنها شخص اعتباري غير مكلف والأشخاص الطبيعيون هم المكلفون ويسألوا يوم القيامة عن أعمالهم.
يوم القيامة ستكون العلاقة فردية بين المرء وربه، فلماذا نجعلها علاقة جماعية في الدنيا؟
قال الدكتور وسيم السيسي الباحث في تاريخ مصر القديمة أن القانون هو أساس التقدم وهو الذي حول الإنسان البدائي إلى القدرة على صنع حضارة.
جاء هذا في كلمته خلال مؤتمر «العقلانية والوعي والإبداع… أسلحة مواجهة الإرهاب» والذي أقامته مؤسسة «رسالة السلام للأبحاث والتنوير» اليوم السبت الموافق 4 سبتمبر 2021 استجابة لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإعمال الفكر والوعي في المعتقد.
240655944 4393883984001760 1539855600895342282 n.jpg? nc cat=102&ccb=1 5& nc sid=b9115d& nc ohc=8jY9MWv2uZEAX FXd5G& nc ht=scontent.faly3 1

 

وأضاف أن المصري القديم كان لديه القانون السماوي الذي يتوعده بدخول النار إذا فعل الشر ولم يتبع طريق الحق وقانون أرضي يتوعده بالعقاب إذا لم يلتزم بقواعد القانون .

 

 

وأشار د. وسيم إلى كتاب «فلسفة القانون والتاريخ المصري القديم» للدكتور محمود السقا الذي يؤكد فيه أن هذه الحضارة العظيمة لازالت موجودة حتى الآن، وكذلك شهادة عمدة برلين بقوله «كيف سيكون شكل العالم لو لم تكن الحضارة المصرية القديمة؟» والباحث البريطاني في التاريخ المصري القديم وارس مانش، يقول: «نحن في حاجة إلى قرنين من الزمان حتى نصل إلى هذا المستوى الرفيع من الحضارة المصرية القديمة».

 

وقال د. وسيم أن المصري القديم كان مثاليًا في قواعده عادلًا في أحكامه فكان دهشة للمؤرخين وذلك بسبب قيام حضارته على دعامتين «العدل أساس الملك» بين الحاكم والمحكوم و«العدالة الاجتماعية» بمعنى أن الكل أمام القانون سواء.

 

ويستشهد بمؤسس الإمبراطورية المصرية القديمة التي امتدت ما بين النهرين شمالًا إالى إثيوبيا جنوبًا وهو الملك «تحتمس الثالث» الذي أراد أن يغير فقرة في القانون فاعترض كبير القضاة وقال له «لا يجب أن تعلو كلمة الحاكم على كلمة القانون»، فاعتذر الملك تحتمس الثالث.

 

فكان الكل أمام القانون سواء مشيرًا إلى انجلترا التي تتفاخر بتأميم الطب بناء على كلام برنارد شو، مصر وصلت له من أكثر من 5000 عام. حيث يقول برنارد شو «مهنة الطب لن تتقدم إلا بإعمال القانون بوضع حائل بين يد الطبيب وجيب المريض».

 

على أن تكفل الدولة حياة كريمة للطبيب وهذا ما وصلت له مصر منذ آلاف السنين فكان الطبيب إذا جاءت له هدية من أحد المرضى سلمها إلى بيت الحياة (كلية الطب) التي تخرج منها حتى يعزل ما بين المصلحة للمريض مع أي طبيب.

 

وأكد د. وسيم السيسي على أن القانون هو الذي يؤسس الحكم في البلاد فلا يمكن أن تكون هناك دولة دون قانون

“مبادرة الرئيس السيسي التي جاءت في إحدى الامسيات منذ عدة أيام لم تات مصادفة أو حالة استثنائية؛ وإنما جاءت في سياق سلسلة من الرؤية العميقة للواقع.”

 

جاء هذا في كلمة د. حسن حماد أستاذ الفلسفة –عميد كلية آداب الزقازيق السابق خلال كلمته في مؤتمر «العقلانية والوعي والإبداع… أسلحة مقاومة الإرهاب» الذي أقامته اليو مؤسسة «رسالة السلام للأبحاث والتنوير» استجابة لدعوة الرئيس السيسي لإعمال العقل والتفكير.

وأضاف أن مبادرة الرئيس جاءت في سياق مشروع سياسي ووطني كبير جدًا وهو تجفيف هذا الواقع الذي نعيشه من كافة العناصر الظلامية والتكفيرية.

 

 

ولفت إلى أنه يستخدم هذه المصطلحات التي تغطي أفكارا كثيرة سواء في المؤسسات الرسمية أو في الجماعات المارقة خارج مؤسسات الدولة .

وقال د. حماد أن الرئيس بدأ هذه السلسلة من المشروع بالقضاء على جماعة الإخوان الإرهابية وعندما تم هذا في 2013 شعرت بالأمل بأن مصر لن تركع ولن تسقط ولن تضيع مثلما ضاعت سوريا وليبيا واليمن أو غيرها من الدول.

 

وقالت د. نجوى الشافعي، عضو مجلس الشيوخ، أمين عام نقابة أطباء مصر، أنه من الضروري مشاركة كافة المؤسسات التعليمية والتثقيفية في تثقيف الدعاة وعدم ترك ذلك لمؤسسة الأزهر والأوقاف فقط.

وأضافت د. نجوى في كلمتها خلال مؤتمر «العقلانية والوعي والإبداع… أسلحة مواجهة الإرهاب» يجب تنوع المؤسسات التي تساهم في تثقيف الدعاة وتكوين الوعي لدى القائمين على الدعوة مشيرة إلى تأثيرهم القوي على المستوى الشعبي من خلال خطب الجمعة خاصة في القرى والأماكن الشعبية.

وأشارت إلى أن مضمون الخطب التي توجه للعامة تثير التخبط والحيرة خاصة لدى الشباب بين ما يسمعونه من الشيخ في المسجد وما يتم معايشته سواء في البيت أو مع الأصدقاء من سلوكيات بسبب إقحام الدين في تفاصيل الحياة العادية.

 

 

تثقيف الدعاة والأسرة للمساهمة في نشر الوعي

ولفتت د. نجوى إلى أهمية الوعي ومعناه وهو ضم الشيء واحتوائه، متسائلة: نريد أن نعلم ما هي العوامل التي تجعل الفرد في المشاركة في المجتمع إيجابيا أو سلبيًا.

وأكدت قائلة: لا يمكن أن ننسى دورالأسرة في زرع الوعي في نفوس الطفل، لأنه يستقي منهم كل ما هو يجعله يختلط بالآخرين، والأم مدرسة ودورها خرافي في زرع كل ما هو جيد في نفوس الطفل وتعطيه القدوة في الأفعال والأقوال، وتصل إلى الطفل بشكل غير مباشر.

وهناك أيضًا المدرسة وهي مؤسسة ثقافية وتعلمنا كيف نحب القراءة، ويجب أن تستعيد المدرسة صورتها القديمة.

 

وأشارت إلى دور المسجد، ومسؤولية الخطيب الكبيرة في انحراف الفكر أو تقويمه، وأنه أحيانا يتسبب في وضع الناس في حيرة، وكم من المهازل توضع في خطب الجمعة ويظهر نفسه أنه راعي الدين، مؤكدة على أنه يجب وضع المكون الفكري لهؤلاء الدعاة وتوعيتهم بشكل مناسب.

كما أكدت على دور الفرد، وأنه مهما تعرض لأفكار ضالة عليه مسؤولية فردية وهي إعمال العقل تجاه الأمور؛ لأن الله ميز الإنسان بالعقل، ويجب استخدامه بشكل جيد.

 

 

وقال الدكتور سامي عبد العزيز أستاذ الإعلام –العميد الأسبق لكلية إعلام القاهرة: «الإعلام يحتاج مدخلات حتى يلعب دور في المجتمع، فلا يجوز للإعلامي أن يتحدث في قضية وهو لا يعرف تفاصيلها».

وأضاف في كلمته خلال مؤتمر «العقلانية والوعي والإبداع.. أسلحة في مواجهة الإرهاب» الذي أقامته مؤسسة «رسالة السلام للأبحاث والتنوير»، أنه يجب التأهيل والتدريب والتثقيف للإعلاميين والقائمين على المحتوى الإعلامي لكي يؤدوا دورهم لنشر الوعي بين الناس.

 

وأكد د. عبد العزيز أنه لابد أن يتوفر للإعلامي بدوره كوسيط حقائق ومعلومات كاملة للقيام بهذا الدور لأنه بدون توافر تلك المعلومات لا يستطيع إيصال رسالته التي يقوم بها.

 

 

الدكتور سامي عبد العزيز يطالب بتثقيف الشباب

وفي مداخلة مع الحضور سأل دكتور سامي عبد العزيز إحدى الطالبات عن عمرها ومعلوماتها عما حدث منذ عشر سنوات في أحداث يناير 2011 وكان سنها وقتئذ لا يتعدى العشر سنوات، وخلص من تلك المداخلة بأن هذا الجيل من الشباب لابد وأن يتم تثقيفه حتى نستطيع أن نجعله على الوعي الكافي بما يحدث على أرض مصر.

ولفت د. سامي إلى ضرورة نشر الوعي بين جميع فئات المجتمع وخاصة الشباب في العشرينات مؤكدًا على دور الإعلام في بيان كيف تحولت مصر من مرحلة الاختطاف إلى مرحلة الالتفاف، مشيرًا إلى الفترة التي عاشها الشعب المصري فاقدًا لعناصر الأمان بسبب حوادث الإرهاب والعنف.

 

 

وأكد أستاذ الإعلام في حديثه أنه لا نستطيع أن نضع اللوم على الإعلام إلا في حال توفير الملفات التي تحتوي على المعلومات والحقائق التي تساعده في القيام بهذا الدور الهام في نشر الوعي.

وإذا تم توفير هذا يبقى على الإعلام الإبداع في تقديم هذه المادة للمتلقي حتى يستطيع إيصال المعلومة التي تحقق له المعرفة الكاملة بما يدور حوله من خلال تلك الحقائق والمعلومات.

 

وقال د. عبد العزيز أن قضايا الوعي قضايا جافة لذلك هي تحتاج إلى الإبداع، ودون البحوث سيظل الأمر مجرد تخطيط، مؤكدًا على أننا إذا أردنا إعلامًا فاعلًا، فيجب منحه محتوى متجدد ومتطور.

وأشار إلى أنه يجب أن نخرج بأول قاموس للمصطلحات المستنيرة يصاغ برشاقة، ونرسله لهذا الجيل في شكل كبسولات موجزة.

 

وقال د. طلعت عبدالحميد، الخبير التربوي وأستاذ العلوم التربوية بجامعة عين شمس، إن مضمون التعليم هو إعطاء الفرد مهارات وتربية، كما أن ومنطق العلم يقوم على وحدة وتكامل المعرفة والتطبيق العملي للعلم، مشيرًا إلى أن الهدف من أي تعليم أو تربية، هو عدم اختزاله في المعلومات فقط بل معلومات وقيم ومهارات.

لفت إلى أنه بدلا من الخطط الموجودة والهدف منها اجتياز الامتحان، هو الوصول إلى تنمية الطلاب القدرة على التعلم الذاتي وليس حفظ بعض النصوص وحل الامتحانات، حيث إن التربية تعتمد على نمو متكامل لكافة جوانب الشخصية.

 

وشدد على أنه يجب تكوين مواطن وليس تلميذ يحل الامتحان، ومن ثم يجب وضع اختبارات قبول قبل الالتحاق بالجامعة، موضحا أن كارثة التعليم العربي أنها تعطي معلومات على أنها حقائق، مما يخرج أفكار أحادية واشخاص متعصبة ويصبحون ارهابيين.

 

وطالب بإعادة النظر في السياسة التعليمية الموجودة وتكون باستشارة الخبراء.

وقال د. محمد المرصفي، استاذ العلوم التربوية ووكيل كلية التربية بجامعة بني سويف، إنه يوجد مؤشرات واضحة وملموسة تمت بشكل مبهر في مجال الصحة والعشوائيات والدولة أصبحت موجودة ويتم محاسبة أي اعتداء على الدولة.

وأوضح أنه كان هناك رغبة حقيقية من القيادة السياسية أن يتم فتح ملف التعليم، وهو مشروع قومي وأعطت الملف لوزر التعليم الحالي.

 

وذكر أن التعليم تم ضربه في مقتل عندما أصبح مهنة من لا مهنة له.

وشدد على أنه يجب إعداد المعلم نفسيًا حتى يستطيع أن يربي شخصية بشكل سليم.

وأكد أن الوعي هو الاستطاعة في التمييز بين السيء والجيد، وعندما يتحول السلوك إلى عادة يكون صعب جدًا تغييره، والأمر يحتاج جهد منظم ومستمر وواعٍ.

 

وقال المفكر د. عادل نعمان، المفكر المصري، إن الهدف من التعليم، هو إخراج إنسان سوي يؤمن بالعلم والعمل وتبعد الخرافات عن طريقه ويؤمن بحرية الفكر والعقيدة والاختيار والمجادلة والمناقشة مع الآخر والتعامل مع العالم الخارجي.

وتساءل: هل التعليم الديني يخرج هذا المنتج الجيد؟

ورأى أنه بالعكس، فاحيانً يجعل الشخص مخالف مع القانون.

 

 

وأكد أن مناهج الأزهر بها الكثير من الأمور الخاطئة والتي ترسخ لعدم قبول الآخر وتخرج منتج متناقض مع نفسه، وهو منتج فاسد غير متصالح مع نفسه ولا المجتمع وعدواني ولا يرى غير السيف والقتل.

وشدد على أنه يجب أن نصل إلى تظام تعليمي متصالح مع نفسه ويبتعد عن كل شيء مدمر للإنسان.

 

وقال د. أبو الفضل الإسناوي، مدير مركز رع للدراسات الاستراتيجية، إن جماعة الإخوان الإرهابية خلال ٢٠٢٠ استهدفت مجموعة من القطاعات لتزييف الوعي، ومنها قطاع التعليم والصحة والاقتصاد.

وأوضح أن هذه الاستهدافات لا تقتصر على هذه القطاعات فقط، وكان شهر إبريل هو الأكثر استهدافًا.

وذكر أن هذه الجماعة التي تشكل العدو الأول في البلاد، تسعى إلى نشر الشائعات وكلما قل استخدامها العنف زادت من استخدام الشائعات وتزييف الوعي.

240658056 4393881967335295 7040410008931667736 n.jpg? nc cat=100&ccb=1 5& nc sid=b9115d& nc ohc=mgCD6grr7hgAX S56wr& nc ht=scontent.faly3 1
وتحدث د. مصطفى عبد الرازق، مدير تحرير جريدة الوفد، عن إشكالية العلاقة بين الإيمان والعقل وأزمة العقل المسلم، حيث قال إن قضية العلاقة بين الإيمان والعقل تعد من بين القضايا الأساسية في الفكر الإنساني حيث احتلت مرتبة مهمة ظهرت بشكل واضح فيما قدمه العديد من الفلاسفة والمفكرين سواء في الغرب أم في الإطار الإسلامي. ويتمحور السؤال بشأن هذه الإشكالية في التساؤل حول أيهما له الأولوية في تحديد رؤية الإنسان للعالم الذي يعيش فيه : العقل أم الإيمان، أم أنهما صنوان لا يفترقان ولا يمكن أن تنتظم مسيرة الإنسان دون توازيهما؟
وتعود هذه القضية الى الواجهة مع كل نقاش يتعلق بالعقائد وغيرها من القضايا الإيمانية حيث يصعد للواجهة السؤال أيهما ياتي أولا: العقل أم الإيمان؟
وقد برزت هذه الإشكالية مؤخرا إثر المداخلة التي قام بها الرئيس السيسي لأحد البرامج التليفزيونية وطرح خلالها ضمن ما طرحه قضية الوعي خاصة الوعي الديني وتأكيده على أن من مقومات هذا الوعي ادراك المرء لحقيقة دينه ليس من منطلق العادة وإنما من منطلق الفكر والتأمل فيما وجد نفسه عليه من معتقدات دينية.
وفي ذلك الصدد قال الرئيس: أتصور أن القضية الأهم هي الوعي بمفهومها الشامل سواء الوعي بالدين معقبا كلنا اتولدنا المسلم مسلم والمسيحي مسيحي حد عارف أنه المفروض نصيغ فهمنا للمعتقد وعلينا اعادة صياغة فهمنا للمعتقد الذي نحن فيه ، عندك استعداد تمشي بمسيرة بحث في المسار ده لتصل للحقيقة ، كلام كبير أوي”.
لقد راح البعض فيما بدا نوعا من تزييف الوعي يحاول تحميل هذه الدعوى مضامين ليست جزءا من طبيعتها بشكل يبدو معه وكأنها دعوة للخروج على الدين أو من الدين! وتناسي هذا البعض أن هذه الدعوة تتوافق مع ما أكد عليه القرآن ذاته في بعض آياته ومن ذلك قوله تعالي : “وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا أباءنا على أمة وإنا على أثارهم مقتدون” . وقوله تعالي : “ما هذه التماثيل التي انتم لها عاكفون قالوا وجدنا أباءنا لها عابدين”.. إن المضمون الحقيقي لهذه الآيات هي التفكير فيما يتلقاه الإنسان ومناقشته والتعامل النقدي معه للوصول إلى إيمان حقيقي بما يتم دعوته إليه.
وإذا كان البعض يذهب إلى أن هذه القضية لم تجد طريقها الى الفلسفة اليونانية لغياب دور الدين في نشأة هذه الفلسفة، إلا أن آخرين يذهبون إلى أنها كانت محل نقاش وجدل حيث رأي افلاطون بأن المعرفة هي ببساطة الذاكرة الأبدية فيما وضع أرسطو قواعد يمكن من خلالها اكتشاف المعرفة ع طريق العقل. ومع ذلك يمكن القول بأن هذه القضية بدأت وبشكل يتسم بالإلحاح مع ظهور المسيحية على نحو احتلت معه مكانة مهمة في فكر العصور الوسطى والنهضة والعصر الحديث، وهي ذات الأهمية التي حظيت بها في الفكر الإسلامي حيث كانت موضوعا رئيسيا في كتابات العديد من المفكرين والفلاسفة المسلمين.
قبل استعراض مسيرة هذه الإشكالية في الفكرين الغربي والإسلامي نشير إلى أن طبيعة المشكلة تتأتي مما يبدو من تعارض العقل والإيمان على مستوى التعريف، فالإيمان في أكثر التعريفات تبسيطاهو نوع معين من الإعتقاد دون وجود سبب أو دليل، في حين أن تعريف العقل ينصرف إلى أن تحديد الحقيقة إنما يتم عبر التحليل المنطقي والواقعي وعلى هذا كانت النظرة للإيمان باعتباره مناقض للعقلانية.
الإيمان والعقل في السياق المسيحي
ويعمق تحليل تناول مسار الفكر الغربي لهذه القضية هذه الرؤية حيث انصرف جهد عدد من المفكرين بداية من توما الإكويني إلى محاولة تحديد طبيعة العلاقة بين المفهومين وتباينت النظرة بين فيلسوف وآخر. وقد انطلق توما من محاولة التوفيق بين الإثنين باعتبار أن العقل ينسجم مع الإيمان بشكل كامل تقريباو تنصب فلسفته على الإيمان الذي يعتمد على العقل أي الإيمان الطبيعي متأثرا بالأرسطية ولعل مقولته : اعقل كي أؤمن” تلخص موقفه في هذا الشأن.
وهو الموقف ذاته الذي اتخذه عدد أخر من الفلاسفة والمفكرين في العالم الغربي متجهين الى تبني نظرية الإنسجام بين العقل والإيمان ومن بينهم فلاسفة مدرسة ديكارت وغيرهم ولكنهم مع ذلك اختلفوا فيما بينهم في حدود هذا الإنسجام، فرأي بعضهم وجوب الإيمان بالقواعد الأساسية للديانة المسيحية ، فيما رأى الآخر أن جميع التعاليم الدينية تنسجم مع العقل
وعلى المنوال ذاته حاول الفيلسوف ليبنتز أن يقيم نوعا من التوافق العقلي بين الإيمان والعقل فعاد بالفلسفة الحديثة إلى فلسفة العصور الوسطى اذ سعى مقدما إلى تأسيس الإيمان على العقل انطلاقا من نظريته في المعرفة إلا أنه اصطدم بعقائد المسيحية النوعية . وإن كان البعض يأخذ على ما قدمه ليبنتز في هذا الصدد من أن علاقة الإيمان والعقل عنده كشفت عن عقلانية تبريرية تستهدف تقديم اجابات تبريرية للإشكاليات الدينية حتى يستكين لها المؤمن بعيدا عن تلك العقلانية النقدية التي تنتهج النقد والتفسير والفحص والتأويل والتفسير ناشدة الحقيقة لذاتها ونازعة القداسة الزائفة عن كل ما هو دنيوي.
وعلى نحو مغاير وفي إطار الفلسفة الغربية جاءت رؤية كانط فرغم بعض الأراء التي تذهب إلى أنه حاول التوفيق بين الإيمان والعقل إلا أن مجمل أفكاره إنما تقدم العقل على الإيمان ربما إلى حد تحييد دور الإيمان تماما حتى أنه اعتبر مثلا في كتابه الدين في حدود مجرد العقل أن الأخلاق ليست بحاجة الى الدين من أجل قيامها بل هي مكتفية بذاتها بحكم طبيعة العقل نفسه. وفي ذلك يقول كانط: إن دينا يعلن الحرب على العقل سيصبح مع مرور الزمن غير قادر على الصمود أمامه. ويفرق بين نوعين من الدين دين طقوسي مصلحي أناني قائم على اقامة الصلوات وتصنع الإبتهالات ودين اخلاقي يتجسد في الأعمال السلوكية الطيبة الحسنة. إن الدين الذي يدعو اليه كانط مؤسس على الأخلاق الفاضلة مخالف تماما لكل العقائد والملل والنحل التاريخية التي نقرأ عنها الفرقة والإختلاف والغلبة والحروب.
على خلاف هذه الرؤية وفيما يشير إلى التنوع في النظر لهذه الإشكالية يأتي موقف الفيلسوف الدانماركي كيركغارد أبو المذهب الوجودي والذي يرى أن الإيمان وليس العقل اسمى فضيلة يستطيع الإنسان الوصول إليها ، فالإيمان هو أمر ضروري لإرضاء أعمق المتطلبات الإنسانية فإذا كان كانط دافع عن شعار الدين في حدود العقل فإن كيركغارد يدافع عن شعاره العقل ضمن حدود الدين المجرد وهو يري أن الإيمان أسمى من العقل وأفضل منه والإيمان وحده هو الذي يبشر بالسعادة الأبدية في مسير الإنسان نحو التكامل.. باختصار العقل تابع للإيمان وعبد له ويجب أن يكون كذلك لأننا جميعا يتكون لدينا في البداية ايمان اساسي بشئ ما ومن ثم يتحرك العقل ويأخذ دوره لعقلنة المشاهدات والإلتزامات.
الإيمان والعقل في السياق الإسلامي:
كذلك احتلت قضية الإيمان والعقل مكانة مركزية في فكر المفكرين والفلاسفة المسلمين وتباينت مواقفهم منها تباينا حادا فقد مال الكندي الى كفة الإيمان، ففيما احتلت الإشكالية موقفا ملتبسا في كتابات الغزالي وابن تيمية، وإن كان جوهر موقفيهما يتمثل في أولوية الإيمان على العقل. فقد رأي الغزالي أن العقل عاجز عن إدراك الغيبيات ويعتبر أن وظيفة العقل وفائدته تكمن في التصديق بما قاله الأنبياء عن هذه الأمور الغيبية. وأضاف بعد أخر للمعرفة وهو الكشف الصوفي. كما أن الغزالي يجعل المنقول أصلا والمعقول تابعا بالرغم من أن موقفه المبدئي هو التوفيق بين الفلسفة والدين. لكنه ينتصر للشريعة على حساب الفلسفة كلما حصل تصادم وتناقض سواء بين ما يبرهن عليه العقل وما ينص عليه.
ويأتي إبن تيمية في ذات المنحي الذي اتخذه الغزالي حيث ذهب إلى أن الرسل جاءت بما يعجز العقل عن دركه ولم تأت بما يعلم بالعقل امتناعه.. ويقول أن الرسول لا يجوز عليه أن يخالف شيئا من الحق ولا يخبر بما تحيله العقول وتنفيه لكن يخبر بما تعجز العقول عن معرفته فيخبر بمحارات العقول لا بمجالات العقول.
240657548 4393881167335375 3613149812994210829 n.jpg? nc cat=109&ccb=1 5& nc sid=b9115d& nc ohc=Px8Xa1ff9aMAX IXtGx& nc ht=scontent.faly3 1
وقدم ابن تيمية في مجال سعيه للتوفيق بين الإثين كتابه درء تعارض العقل والنقل، وفيه يذهب إلى أن كل ما يدل عليه الكتاب والسنة موافق لصريح المعقول وأن العقل الصريح لا يخالف النقل الصحيح ولكن كثيرا من الناس يغلطون إما في هذا وإما في هذا فمن عرف قول الرسول ومراده كان عارفا بالأدلة الشرعية وليس في المعقول ما يخالف المنقول وكذلك العقليات الصريحة اذا كانت مقدماتها وترتيبها صحيحا لم تكن الا حقا لا تناقض شيئا مما قاله الرسول. ومنطق ابن تيمية هو دفع التعارض الذي أقامه المتكلمون والفلاسفة بين العقل والنقل فيقرر بالأدلة السمعية ويبره على إفادتها القطع واليقين وفي ذلك يقول: أما كتابنا هذا فهو في بيان انتفاء المعارض العقلي وإبطال قول من زعم تقديم الأدلة العقلية مطلقا.
ولا يعني ذلك أن القضية حظيت برأي موحد في السياق الإسلامي حيث ذهب الفارابي وابن سينا الى ترجيح كفة العقل بسبب تأثرهم بالفلسفة اليونانية وبخاصة فلسفة ارسطو. وهو ذات المذهب الذي رجحه ابن باجة بالإشارة إلى طريق العقل في المعرفة أهم من طريق النقل أو الإيمان. وكانت ذروة هذا الموقف علي يد الفيلسوف ابن رشد وتتمثل نقطة انطلاقه في أن الشرع يوجب النظر العقلي ويوجب استعمال البرهان لمعرفة الله تعالي وموجوداته طالما غاية الفلسفة بلوغ الحقيقة والكشف عن ماهية الأشياء التي يقوم الدين على أساسها فإن الغاية النهائية للفلسفة والدين هي تمكين الإنسان من الحقيقة وبلوغ السعادة بواسطة تصويب مساره في علاقته بالوجود والعالم .. وعلى ذلك يأخذ بمبدأ التوفيق بين الدين والفلسفة.
ويبقي السؤال : كيف يمكن النظر لطبيعة العلاقة بين الإيمان والعقل في ظل التطورات المختلفة التي يعيشها المسلم؟
نميل في هذا الصدد إلى الأخذ بذلك المبدأ التوفيقي الذي يرى أنه يجب أن ينظر إليهما على أنهما ضروريان للعمل معا فالإيمان بدون اعمال العقل يقود الى الخرافات في حين يؤدي اعمال العقل بدون الإيمان الى العدمية والنسبية. ولا يجب أن يتم وضع الإثنين في وضع المواجهة فاستخدام العقل على شكل التفلسف كما يقول توفيق الطويل، لا يقتضي بالضرورة الإلحاد ، والإيمان لا يمنع الإبتكار والإبداع. ربما تأتت هذه الصورة من التحرر الذي أوغل فيه مفكرو عصر النهضة .. وفيه لم يستطع مفكرو ذلك العصر أن يبدعوا فلسفة جديدة متبكرة أما الفلسفة المبتكرة حقا لم تولد إلا في مطلع العصر الحديث في القرن ١٧ الذي اشتد فيه الإيمان بشريعة العقل مع الإبقاء على قدسية الدين وحرمة تعاليمه.
ويصل إلى حد القول بأنه في وسع الإنسان ان يكون فيلسوفا مبدعا مع وفائه لعقيدته الدينية وايمانه بوحيها.. على النحو الذي مثله كبار المدرسيين في أوروبا وعلماء الكلام في الإسلام فإن في مثل هؤلاء يكتمل الجمع بين التفلسف الصادق والتدين العميق. لكن المشكلة على أرض الواقع في سياق تفكير المسلمين هو تغليب جانب الإيمان على العقل الأمر الذي ربما أوجدته قرون من التراجع والتأخر شهدها العالم الإسلامي أدت إلى تعزيز هذا المنحي في النظر للأمور إلى الحد الذي تبدو معه حكمة تلك المقولة للمفكر التونسي الراحل هشام جعيط والتي يشير فيها إلى إن حالنا الآن ينبئ بأزمة توحي للناظر بأن المنطقة العربية التي ظلت لمدة طويلة مركز الخلافة والحضارة والثقافة ترتد إلى شكل من التوحش وكأن الإسلام لم يصبها بدعوته.
وعلى ذلك وعودة إلى نقطة انطلاق بحثنا المتعلقة باعادة تأمل معتقداتنا فإنه من المؤكد أنه من الجيد للمؤمن، كما يذهب ريتشارد سوينبيرن في كتابه الإيمان والعقل أن يقوم بالمزيد من البحث لتأكيد معتقده وعلى ذلك فإن البحث امر أخلاقي لإثبات صحة المعتقد. وفي ظل انتشار عملية التشكيك في الأديان فإن الإيمان يحتاج إلى حجج مبرهنة على وجود الرب ومن ثم فالمؤمن مطالب بالبحث عن معايير مشتركة بينه وبين الملحد لإثبات وجود الرب فالحقائق الدينية تحتاج الى الحجج الإستقرائية بدءا من المعلومات التاريخية حتى المعلومات الكونية والعلمية حتى يتوازي برهان الدين مع البرهان العلمي فالرب لن يمنحنا اثبات قاطعا وحاسما على وجوده من دون عناء البحث لأن الإيمان قائم على الطوعية والإختيار.
وكما ذهب البعض في معرض تدليله على صحة هذا التوجه فإننا عندما ندرك بالمنطق والعقل سبب إيماننا فإننا سنكون أكثر استقرارا من الناحية الروحية وستتحول ممارساتنا لشعائر الدين من طقوس يومية تخلو من معنى وتأثير الى قناعة وثقافة تغير واقع الفرد والأمة ، كما أننا لن نتهاوي عند أول سؤال يطرح أمامنا عن حقيقة الإسلام ومعتقداته الكبرى .. من يعرف يكون أكثر تسامحا لأن نفسه مطمئنة بما توصله اليه عقله من حقيقة ومن يجهل يكون أكثر تعصبا لأنه لا يملك من المعرفة شيئا فيستعيض عنها بالعاطفة.
وتتضح أهمية هذا التحول في النظر لهذه القضية على أرض الواقع من حقيقة انعكاس هذا النمط من التفكير الذي يغلب الديني على العقلي على حياتنا ووضعنا كمسلمين في العالم تراجع حجم مساهمتنا في الحضارة العالمية إلى أدنى مستوياته على نحو اصبحنا معه عاجزين عن المشاركة في إبداع التكنولوجيا وفي تقدم العلم وحتى في نمو اقتصادي ذي بال لأسباب عميقة منها ما يرجع الى الى الوضعية العالمية ومنها ما يتجذر في الواقع الداخلي.
ومرة ثانية وكما يذهب جعيط في كتابه “ازمة الثقافة الإسلامية” فإن العالم الإسلامي ما زال بعيدا عن المستوى الإقتصادي والعلمي والتقني والعسكري للعالم الغربي والمسافة ما زالت هائلة رغم اتخاذنا الكثير من وسائل الحداثة بث التعليم والتقدم الصحي والإعلام الجديد والألات الحديثة في الفلاحة والمضي في عملية التصنيع.. كل ذلك يفرض علينا تعزيز نهج التفكير القائم على تعزيز دور العقل ومنحه قدر أكبر من الإهتمام إن لم يكن الأولوية .. إذا أردنا بحق أن يكون لنا موطأ قديم حقيقي في حضارة العالم.
يذكر أن «مؤتمر «العقلانية والوعي والإبداع… أسلحة في مواجهة الإرهاب» الذي نظمته مؤسسة «رسالة السلام للأبحاث والتنوير» بدأت فعالياته السبت 4 سبتمبر 2021، وشارك فيه كوكبة من المفكرين وأساتذة الجامعات في مختلف التخصصات والإعلاميين والشخصيات العامة على النحو التالي:
الافتتاح والجلسة الأولى:
التقديم: الإعلامي والكاتب الصحفي: محمد الغيطي
أدار الجلسة: أ.د. حسن حماد، العميد الأسبق لكلية آداب الزقازيق، أستاذ كرسي الفلسفة لليونسكو
المتحدثون:
أسامة إبراهيم، كاتب وإعلامي، أمين عام مؤسسة رسالة السلام
كلمة مؤسسة رسالة السلام.
أ.د. سعد الدين الهلالي، المفكر الإسلامي الكبير
الطريق إلى تجديد الخطاب الديني.
د. وسيم السيسي، الباحث في تاريخ مصر القديمة، أستاذ الجراحة
كيف تتقدم مصر؟
الأستاذ الدكتور حسن حماد
قراءة فلسفية لمبادرة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

زر الذهاب إلى الأعلى