المتطفل

بقلم عبير مدين
نسيم البحر يداعب الأمواج الهادئة لتلك البحيرة البعيدة، والشمس ترسل أشعتها الذهبية تيقظ بها النائمين وتهمس في الأذان حي على العمل حي على الكفاح تسلل هذا الشعاع من بين إخوته وغاص في أعماق البحيرة يدفعه الفضول ليعرف ماذا تخفي صفحة الماء؟
كانت الأسماك تسبح بخفة كل منها كراقصة تباهي بزينتها بين الأخلاء بخيلاء، رقص الشعاع فرحا ودار في المكان يفيق الناعسين حتى أصابه التعب فسقط لأسفل حتى اصطدم بصخرة ضخمة.
فتحت الصخرة عيونها المتحجرة بغيظ ونظرت حيث كان شعاع الشمس جالسا يلتقط أنفاسه المتقطعة من التعب ثم صرخت من خلفه بصوت مكتوم وقالت من أنت أيها المتطفل؟! هب شعاع الشمس من الفزع واقفا واقترب من تلك العيون التي اشتعلت غضبا وقال بل من أنت يا هذه ولما لم تتحركي من مكانك كباقي الأسماك؟ قالت الصخرة ساخرة يا لك من غبي ربما كان جسمي الضخم السبب شعر الشعاع بالخجل ما كان له أن يتسرع بالسؤال كان عليه أن يتروى حتى لا يجرح أحدا بكلامه، ثم اعتذر للصخرة ببضع كلمات مهذبة فقالت بحزن كنت أتمنى أن أكون كالأسماك أتحرك بخفة، أسافر لعوالم أخرى و أسعى للنور لكن نصيبي في الحياة أن أبقى مكاني افتح عيني لحظات من وقت لأخر ارقبهم ثم أغلقها وابكي حسرة على حالي.
في هذه اللحظة سقطت من أعلى شبكة صيد كبيرة جمعت ما شاء الله لها أن تجمع من الأسماك ثم غابت عن العين في لمح البصر فأشار شعاع الشمس لها وقال للصخرة هل رأيت؟ هذا السمك الذي تمنيت حياته يوما اليوم مصيره وجبة على الموائد لو خيروه لاختار أن يكون مكانك يعيش في أمان وتتحطم عليه سفن الطامعين افتحي عينك واكتشفي الجانب المشرق من حياتك حتى الجماد له دور في هذه الحياة.

زر الذهاب إلى الأعلى