نجلاء محجوب تكتب : اللقاء الاول والأخير

 

ينطلق القطار ..

بعد خمسة دقائق فأسرع عمرو للحاق به ، وأثناء جريه مسرعاً تعسر ، وكان علي وشك السقوط ، لحقته من ذراعه سيدة في أواخر الأربعينات ، تمسك يا بني نجوت لم تسقط ، فتركتني مسرعة لتلحق بالقطار ،،

فجلست ..

فإذا بالسيدة التي أنقذتني من السقوط بالكرسي المقابل ،

post

ابتسمت ..

ثم وضعت رأسها في اوراقها ، وأنا أحب القراءة أخرجت كتاب لأنيس منصور وبدأت في القراءة ، ولم التفت أنها ترسم لوحات ..

رسمتني وأنا أقرأ ، لوحة من أبدع ما رأيت ،

وتوقف القطار ..

فقلت لها تفضلي ، اعطتني الورقة التي رسمتني فيها وشكرتها ، وانصرفت ، توجهت للبيت ..

وما ان بدأت باخراج المفاتيح من جيبي ، حتي سمعت اصوات أقدام تصعد درجات السلم ،

نظرت ..

أنها السيدة التي قابلتها بالقطار ، تفتح الشقة المقابلة ،

قالت : هل انت تسكن هنا ؟؟

قلت: نعم

قالت: أنا الساكنة الجديدة في الشقة المقابلة ،

رحبت بها ثم أستاذنتها ودخلت متعب ، أخذت حمامي ، ثم بدات أتناول الطعام ،

فإذا بصوت يتألم ..

إنها السيدة في الشقة المقابلة ، خرجت مسرع ..

فوجدت الباب فتوح ، كانت تتألم ، سقطت علي الارض تلتقط انفاسها بصعوبه ، تحتضر ..

فقالت ..

خذ هذا الظرف اعطه لابنتي ريم في هذا العنوان ، وهذا الظرف لك ، فاذا بمبلغ كبير نظرت إليه ولم أرغب في عده ،

وفارقت الحياه ..

ذهبت علي عجل إلي العنوان ، وطرقت الباب ، فإذا برجل في الثلاثينات يفتح الباب ، طلبت منه ان أقابل ريم لأنني أحمل لها أمانة ، خرجت من الغرفة المقابلة فتاة في أوائل العشرينات ، وإبنها الصغير ذا الثلاث سنوات تقريبا ، أخبرتها أنني أسكن في الشقة المقابلة لشقة والدتها ، وهي أصابها تعب مفاجئ ، وعليها الأسراع في الذهاب لها ، وأعطتها الظرف والاوراق ، واستأذنت للانصراف ، ولم اخبرها بأن والدتها فارقت الحياة ، واتصلت بالعمل اطلب اجازة ، ورجعت إلي شقتي انتظر وصول ابنتها ، كانت لدى رغبة في المشاركة في توديعها قبل وصولها لمثواها الاخير ،

وبعد انتهاء هذا اليوم الحزين ، شعرت بتأثر شديد ، وادركت ان بعض الاشخاص التي نقابلها تترك اثر ، فملامحها الطيبة لا تغيب عن عيناي ،

وفي اليوم التالي ..

طرق الباب ، انها ريم تريد ان تتحدث معي ، فقصصت عليها كل ماحدث ، رغبت ان تعطيني جزء من المال الموجود في الظرف ، لتنفيذ رغبة والدتها ، لكنني رفضت ، ثم ذهبت إلي عملي وأنا سعيد ، لأنني عبرت عن الامانة في أجمل صورها ، بعد إنتهاء العمل ، ذهبت إلي بيتي ونظرت إلي الصورة التي رسمتها لي

متحدثا ..

أوصلت الأمانة ولا أرغب في أخذ النقود .

زر الذهاب إلى الأعلى