مدير الدعوة بأوقاف الأسكندرية.. يشهد ختام الاسبوع الثقافى بمسجد رياض الصالحين بالفلكى

حماده مبارك
في إطار خطة وزارة الأوقاف لنشر الوعى الدينى والثقافى والفكر الوسطى المستنير، يتوجيهات ا . د اسامة السيد الأزهرى وزير الأوقاف ، ورعاية وإشراف الدكتور نجاح عبد الرحمن راجح وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية.
اختتمت فعاليات اليوم الأخير من الأسبوع الثقافي بمديرية أوقاف الإسكندرية، اليوم الثلاثاء الموافق ٢٠٢٥/٥/١٣ تحت عنوان “ لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام : جريمة الفتوى بغير علم ” بمسجد رياض الصالحين بمنطقة الفلكي التابعة لإدارة أوقاف الرمل.
بحضور كل من :-
الشيخ هاشم سعد الفقى مدير الدعوة محاضراً،
أ .د ابراهيم سند ابراهيم الشيخ استاذ النحو والصرف بكلية دار العلوم جامعة المنيا وعميد المعهد الثقافى بمحرم بك محاضرا،
الشيخ ياسر غازى حبلص مدير إدارة أوقاف الرمل،
في ضيافة الشيخ فايز أبو طالب إمام وخطيب المسجد مقدما.
وتناول اللقاء الحديث عن جريمة الفتوى بدون علم، فينبغي على كل عاقل أن يحذر القول على الله تعالى بغير علم، فإن القول على الله تعالى بغير علم من أكبر الكبائر وأعظم الذنوب، وقد جعله الله سبحانه وتعالى عديل الشرك، وتوعد عليه بالعذاب الأليم، فقال سبحانه: {وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال جل قائلا عليما: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
قال ابن القيم رحمه الله: “وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء، وجعله من أعظم المحرمات، بل جعله في المرتبة العليا منها فقال جل في علاه: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}.
فرتب المحرمات أربعَ مراتب: وبدأ بأسهلها وهو الفواحش، ثم بما هو أشد تحريما منها وهو الإثم والظلم، ثم بما هو أعظم تحريما منها وهو الشركُ به سبحانه، ثم ما هو أشد تحريما من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم، وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه”.
وقال رحمه الله تعالى: “ومما يدل أيضا على أنه من كبائر الإثم قول الله تعالى: {وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
فتقدم إليهم سبحانه بالوعيد على الكذب عليه في أحكامه، وقولهم لما لم يحرمه: هذا حرام، ولما لم يحله: هذا حلال ، وهذا بيان منه سبحانه أنه لا يجوز للعبد أن يقول هذا حلال وهذا حرام إلا بما علم أن الله سبحانه وتعالى أحله وحرمه” .
وقد أفاض العلماء في الكلام على خطورة القول على الله بغير علم، وفي النكير على من يتجرأ عليه، وأنه أشد المحرمات تحريما، وأعظمها إثما، وهو مما اتفقت على تحريمه جميع الشرائع والأديان.