سلوى النجار..تكتب ..أثر المنهج الصحيح في الدعوة إلى الله تعالى

 

إن المنهج الصحيح في الدعوة إلى الله ،. هو المنهج الذي إذا سار عليه الداعية جنى الثمار الطيبة وسار على طريق النصر الذي وعده الله عباده الاصفياء من الرسل ،وإتباعهم إلى يوم الدين ، لقوله تعالى: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) غافر

والمنهج هو:كما جاء في في معجم المعاني: منهج :مفرد مناهج اِنتَهَجَ: (فعل)

* انتهجَ ينتهج ، انتِهاجًا ، فهو مُنتَهِج ، والمفعول مُنتهَج

* انْتَهَجَ الطَّريقَ: استبانه وسلكهاِستَنهَجَ: (فعل)

post

* اسْتَنْهَجَ الطَّريقُ: صار نَهْجًا

* اسْتَنْهَجَ سبيلُ فلانٌ: سَلَكَ مسلكه . ناهِج: (اسم)

طَرِيقٌ نَاهِجٌ : سَالِكٌ، وَاضِحٌ .

ونستنتج أن المنهج أي منهج الدعوة هو: الطريق الواضح البيِّن لتبليغ الإسلام ونشره في الناس.

والمنهج السوي المستقيم الطيب الذي سار عليه الأنبياء جميعًا إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،اهو الصراط المستقيم والنور المبين الدال على هداية العالمين ،وله

آثار طيبة، ونتائج حميدة: على الداعي إلى الله تعالى وعلى المدعوين .

قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)

وقوله تعالى

{وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (153)الأنعام

وحتى يكون الداعية إلى الله على هدي الأنبياء ،ليكون له النصر والعزة في الدنيا والآخرة لابد من رسم الطريق والإقتداء بمن سبقوه من الأنبياء ،والسير على خطى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ،ولايسأم من قلة السالكين ، ولا من فتور المبطئين .

وحتى يكون الداعية على النهج القويم لابد من عدة أمور تجعله على بصيرة من الأمر الذي يدعو إليه:

أولا : الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك والضلال . ومثاله جميع الأنبياء كانت دعوتهم اعبدوا الله ولاتشركوا به شيئا.

 

ثانيًا:الاقتداء بسيرة الأنبياء والمرسلين في في الدعوة إلى الله بكل الوسائل الطرق المناسبة لعصرنا.

ثالثًا: اقتفاء أثر النبي صلى الله عليه وسلم واتباعه ، والسير على نهجه ونهج أصحابه وأتباعه . لقوله تعالى:

 

: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} فأتباع الرسول صلى الله عليه وسلم يدعون إلى الله على بصيرة كما دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على بصيرة، ”

كتاب المنهج الصحيح وأثره في الدعوة إلى الله تعالى

 

رابعًا: من المناهج التي يجب اتباعها أيضا : الحكمة والموعظة الحسنة

{ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }(125)سورة النحل

خامسًا:تعلم مسائل الأصول والفروع، ومايجب تقديمه في الدعوة ، ومايجب تأخيره،

سادسًا :القدوة الحسنة : وخير قدوة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21) الأحزاب

والداعي لابد أن يكون قدوة يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ،يُجسّد الأخلاق الحميدة والصفات المؤثرة ،عمليًا ، ويبدو أثره في عمله ،وفي هذا لابد من دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم دراسة تدبرية تأملية تعليمية لتصحيح مسارالدعوة إلى الله .

 

هذه بعض المسائل التي يجب الإلمام بها والسير على نهج أصحابها مع مراعاة فروق الزمان والمكان ،ومايجب أن يِبدأ به ومايجب أن يؤجل وإن في السير على المنهج السليم والخلق القويم ،والعمل الرشيد الذي كان عليه النبي وأصحابه لتُؤتى ا ثماره ليلًا ونهارًا صباحًا ومساءًا.

ومن آثار اتباع المنهج الصحيح ثمار عديدة نذكر بعضها ولانحصرها:

١- الصلاح والفلاح في التمسك بمنهج الله ومنهج رسوله صلي الله عليه وسلم وانبيائه.

في قوله: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} آل عمران

 

٢-حب الله وحب رسوله صلى الله ورضاه .

قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} 2.

 

قال ابن كثير رحمه الله -: “هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله.

 

٣- التمكين في الأرض .وسيادة الكون بإعلاءكلمة الله سبحانه وتعالى .

 

♦ الآية: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}٥٥النور

 

إنَّ من ينظر آلى حالة الأمة الاسلامية اليوم ليجد الأهوال العظام التى تحدث لنا ؛وماسبب ذلك إلا التخلي عن منهج رب العباد وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ومن يعرض عن منهج الله تعالى فما له آلا المعيشة الضنك والشدة ، والهوان والذل ،أمام الأعداء

إنٍّ أمة يُشتم نبيها ويُساء إليه وإلى أزواجه وأصحابه لأمة تستحق هذا الذل وهذا الهوان ، ولن يرفع هذا الذل وهذا الهوان إلا بالرجوع إلى شرع الله والبعد عن الخلط ،والعلمانية المشؤمه التي فرغت الدين من محتواه ليفسدوا في الأرض ، ويتبعوا أهواءهم ويسيرون على خطى الشيطان إن أمة تركت شرع ربها وسنة نبيها لن تقوم إلا بالرجوع إلى ماكان عليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين على خطاه ،فسادوا الدنيا لما سادهم شرع الله وسنة نبيه واتبعوا منهج ربهم فاهتدوا وهدوا جميع الأمم إلى الطريق المستقيم.

سلوى محمود النجار

زر الذهاب إلى الأعلى