الشواكيش فى غيابات الجب
بقلم د. ياسر جلال زاهر
يعد نادى الترسانة من أعرق الأندية فى تاريخ الكرة المصرية، حيث تأسس فى عام 1921، بعدما نجح الميجور سلاوتر مدير هيئة الترسانة البحرية آن ذاك فى جمع موظفى وعمال الهيئة ووعدهم بإنشاء ناد جديد ستكون له مكانته وبطولاته.. وستكون له جماهيره أيضا.
وحقق سلاوتر كل وعوده بإنشاء النادى الذى حقق إنجازات فاقت التوقعات، وأصبح بين أندية الكبار، وأحد صائدى الجوائز الرياضية والبطولات، حيث حصل على بطولة كأس مصر لأول مرة فى تاريخه عام 1923م، لتتوالى الانتصارات بعدها بتحقيقه البطولة ذاتها 6 مرات، حتى إنه لقب ببعبع الأهلى والزمالك فى فترة الخمسينات والستينات، بقيادة نجومه الأبرز فى عالم كرة القدم، مثل حسن الشاذلى ومصطفى رياض..
وهنا نسلط الضوء على النادى العريق ونحتفل معه بمئويته..
بدأ نادى الترسانة فى الاشتراك ببطولة الدورى الممتاز منذ نشأة المسابقة عام 1948، حيث حصل على المركز الثانى وراء الأهلى بعد منافسه ثنائية بينهما. وحصد مركز الوصيف 5 مرات بعد ذلك. وحقق إنجاز الفوز بأول بطولة دورى فى تاريخه موسم 1962-1963 بقيادة هداف الفريق ونجمه الأول حسن الشاذلى ومصطفى رياض الملقب بالغزال وهداف الدورى هذا الموسم، ومحمد رياض وبدوى عبدالفتاح وعميرة حسن عميرة الذى أصبح فيما بعد عضو مجلس الإدارة والذى أسهم بشكل كبير فى الارتقاء بالمستوى الرياضى كافة ورياضة كرة القدم خاصة لأنه كان أحد أهم نجوم اللعبة فى فترة الأربعينات من القرن الماضى.
وفى بطولة كأس مصر حقق الفريق لقبه الأول موسم 1922-1923، وأتبعه باللقب الثانى فى موسم 1928-1929. وفاز الفريق بلقبه الثالث موسم 1953-1954، قبل أن يضيف 3 ألقاب أخرى فى البطولة فى المواسم التالية، وبالتحديد 1964-1965، و1966-1967 و 1985-1986، ليصل بألقابه فى البطولة إلى الرقم 6، كثالث أكثر الفرق تتويجا فى المسابقة بعد الأهلى والزمالك بالتساوى مع الاتحاد السكندرى.
فقد كان الترسانة فى قلب المنافسة على البطولات دائما سواء الدورى أو الكأس، وكان دائما فى المربع الذهبى، وأحيانا فى المركز الثانى والثالث حتى تحقق حلمه.
ورسم محبو النادى ونجومه تاريخا من صفحات الوفاء، وبذلوا جهدا كبيرا لتحقيق بطولات له وتذليل كل العواقب التى يمر بها. ومن المواقف الطريفة التى جمعت بين مصطفى رياض والترسانة أنه أقرض النادى مبلغ 600 جنيه من جيبه الخاص بعد أن علم أن خزينة النادى ليست بها أى مبالغ لنقل اللاعبين بالحافلة لخوض مباراة فى مدينة السويس، كما عرض حسن الشاذلى بيع سيارته الخاصة لنفس السبب، وهما من عرفا بثنائى العصر الذهبى فى ذلك الوقت.
وكان مصطفى رياض حصل على لقب هداف الأولمبياد الذى أقيم بالعاصمة اليابانية طوكيو عام 1964 برصيد 6 أهداف، وحصل على لقب هداف بطولة الأمم الأفريقية التى أقيمت بغانا عام 1963.
ظل بعد ذلك نادى الترسانة متألقا باحثا طول الوقت عن الصمود بين الكبار والتحدى بإمكانياته المتواضعة، ليظل بين الصفوف داعما لنفسه ومدعوما من أبنائه ومشجعيه الذين أصبح لهم ناد يحلمون معه بمزيد من الإنجازات.
لكن الإهمال زحف على النادى وعلى قرراته خلال السنوات التالية، وتلاشت أحلام مشجعيه فى التألق وتحقيق البطولات، بسبب ذلك الإهمال والشللية على حساب اسم الشواكيش. فترة طويلة اهتز فيها نادى الترسانة منذ أواخر الثمانينات حتى موسم 2000-2001، عندما صعد النادى للدورى الممتاز من جديد، واستطاع البقاء به حتى هبط لدورى المظاليم فى عام 2004- 2005، ثم هبط مرة أخرى. وعاد مجددا فى موسم 2006-2007، وهو الموسم الأخير للشواكيش فى دورى الأضواء والشهرة وما زال الترسانة حاليا حبيساً بدورى القسم الثالث
ومنذ ذلك التاريخ والإهمال يزحف على النادى وأنشطته الرياضية كالسباحة واليد والطائرة ورياضات أخرى لم يكن للترسانة فيها من وجود، حتى مبانى النادى وإنشاءاته أصبحت مشوهة قديمة، مما دعا أبناء النادى للخروج باحثين عن حلم يسترجعون به عصرهم الذهبى مرة أخرى، بعد أن عزف أعضاؤه ومحبوه عنه تاركين إياه يواجه أزماته بمفرده، ورغم ذلك بقى عدد من المخلصين القلائل الذين حاولوا جاهدين تحسين الحالة العامة للنادى بكل حب وتفان حبا فى الشواكيش، أمثال حسن فريد وصلاح عبدالفتاح وآخرين.
ودبت الروح فى نادى الترسانة من جديد خلال الفترة الأخيرة، بعدما شهد تطويرا فى كل المنشآت والألعاب الرياضية داخله، فى ظل اهتمام القيادة بالرياضة والرياضيين والاهتمام بالأندية الشعبية التى تفرز نجوما يرفعون من شأن الرياضة فى مصر .
كما كان هناك دعم مالى ومعنوى للنادى، وعودة للطيور المهاجرة له من جديد، واهتمام من الأندية الأخرى بالترسانة والتطوير الذى يحدث فيه ومواكبته للكبار حوله، ليعود الشواكيش فى ثوبه الجديد بالكامل عام 2021 بقيادة رئيسه طارق سعيد حسانين، ومجلس إدارته، الذين يسعون لتحقيق المأمول والمرجو من أعضائه فيما يخص تطوير النادى وبالأخص الاهتمام بالأنشطة الرياضية الأخرى وعلى رأسها كرة القدم، حيث بات كثيرون يحلمون بعودة الشواكيش مرة أخرى إلى المربع الذهبى للدورى والكأس بعد أن اهتموا بأيديهم بتطوير النادى وأدق تفاصيله.
مبروك لجماهير نادي الزمالك انتخاب مجلس اداره جديد ؛نأمل أن تنتهي حقبه من الفوضي الاداريه والاخلاقيه وان يعود نادي الزمالك قلعه رياضيه كبيره ؛وارجو من مجلس اداره النادي الأهلي التعاون مع المجلس الجديد لما فيه مصلحه الكرة المصريه.