اعلام القاهرة تنظيم ندوة “إثراء الحوار بين الحضارات”

احمد سلامه

نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة صباح اليوم الاثنين ٣١ يوليو وبحضور كوكبة من أساتذة وخبراء الإعلام العرب والأجانب الملتقى العلمي الذي يقام ضمن فعاليات اتحاد كليات الإعلام العربية تحت عنوان “دور الإعلام في إثراء الحوار بين الحضارات”.

ويأتي انعقاد الملتقى العلمي وفي اطار التعاون بين كلية الإعلام جامعة القاهرة وبين كل من رابطة الجامعات الإسلامية واتحاد الجامعات العربية، ( جمعية كليات الإعلام العربية) برعاية ا.د محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، وا.د. محمد بن عبد الكريم العيسي رئيس رابطة الجامعات الاسلامية، وا .د عمرو عزت سلامه امين عام اتحاد الجامعات العربية، و ا.د سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية وا.د.حنان جنيد عميدة كلية الإعلامجامعة القاهرة وامين عام جمعية كليات الإعلام .

وفي انطلاق فعاليات الملتقى، رحبت ا.د حنان جنيد عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة، بضيوف الندوة من الحضور للمنصة، معبرة عن بالغ تقديرها لرعاية ا.د محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة كما تقدمت ببالغ الشكر لرعاية ندوة اليوم من ا.د محمد عبد الكريم العيسى رئيس رابطة الجامعات الاسلامية، وا.د عمرو عزت سلامة امين عام اتحاد الجامعات العربية.

و صرحت ا.د.حنان جنيد عميدة الكلية وامين عام جمعية كليات الإعلام بأن الملتقى يتضمن خلال جلستي انعقاده مناقشة عدة محاور تؤكد أهمية الدور الذى يؤديه الإعلام فى تجسير الهوة بين الحضارات للتكامل وتتوطد علاقاتها لصالح الإنسانية، ةمشيرة إلى أن الملتقى يهدف إلى التركيز على محاور عدة من بينها، العلاقات بين الحضارات صدام أم تكامل؟، الصور المتبادلة بين الشرق والغرب.. الأسباب وسبل الإصلاح، وسائل الإعلام العابرة للقارات وتوظيفها لخدمة الحوار بين الحضارات، استراتيجية إعلامية لدعم فكرة الحوار والتكامل بين الحضارات ،المشتركات الإنسانية بين الشرائع السماوية ودور الإعلام في إثرائها .

post

ونوهت عميدة كلية الإعلام وأمين عام جمعية كليات الإعلام العربية إلى أن الحوار بين الثقافات يلعب الإعلام فيه دورا، موصية بعدد من النقاط المطروحة على طاولة صناع القرار وهي على النحو التالي، الدعوة إلى دعم مكتبة كلية الإعلام جامعة القاهرة بكافة المؤلفات العلمية الخاصة بحوار الثقافات والحضارات، والتوصية باستحداث مادة دراسية تعنى بدراسة الحوار بين الثقافات والحضارات.

وفي ختام كلمتها أعلنت عميدة كلية الإعلام وأمين عام جمعية كليات الإعلام العربية عن توقيع بروتوكول تعاون بحثي مشترك حول الإعلام وإثراء الحوار بين الحضارات بين رابطة الجامعات الاسلامية وجمعية اتحاد كليات الإعلام العربية.

بدوره، قال ا.د سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية إن الملتقى اليوم يأتي لمناقشة الخيار الأمثل للسلام بين ربوع دول العالم، وأن أزمة عدم التعارف تأتي من عدم وجود ثقافة الحوار والتي تساهم في إحداث التعارف، مشيرا إلى أن حق الاختلاف وقبول الآخر يأتي مكفولا في شكله الانساني، وأن الحوار بين الحضارات يحوى اثار الإختلاف، وبما يمنع ظهور الجماعات المتطرفة لصالح أفكارها التي تساهم في تأجيج نار الحروب والإرهاب والتطرف والاقصاء.

وأشار الامين العام لرابطة الجامعات الإسلامية إلى أن وسائل الإعلام أصبحت أداة يمكن أن تساهم في تنمية ملتقيات الحوار بين الثقافات وأن سيادة مفاهيم جديدة مثل العولمة والكوكبة تساهم في تنمية اذابة روح الأمة وسقوط صورة الدولة وظهور الانتماءات العصبية ومن ثم ظهور التناحر والاقتتال القبلية القديمة وأن الحوار المطلوب بين الحضارات والثقافات لا يعني ذوبان كل حضارة في الاخرى، بل تعنى بأن لكل حضارة ثقافية خصوصيتها بقيمها ومبادئها.

وتضمنت الفعاليات، عرض كلمة مسجلة لأمين عام اتحاد الجماعات العربية ا.د عمرو عزت سلامة، مشيرا إلى أن تعزيز ثقافة الحوار وتحالفها يساهم في منع الهوة بين الحضارات وبعضها البعض، وأن ذلك الحوار يشتغل على ضرورة فتح حوار حول تقويض خطاب الكراهية وتوسيع الحوار الثقافي بين الشعوب وبعضها البعض، والمساهمة في تكوين التوجهات الفكرية ومن ثم تلزم الحاجة البحث حول مفهوم الحريات ومنع ممارسات التطاول على الأديان والشرائع، والعمل على توفير سبل النزاهة والتأكيد على أن الإعلام عليه دور ومسؤولية اجتماعية وأن حرية التعبير تترافق معها معها المسئولية الاخلاقية، والتأكيد على اتحاد الحضارات وقبول الآخر واحترام الرأي والرأي الآخر ثقافيا ودينيا، وأن اتحاد كليات الإعلام العربية بملتقى اليوم يطرح تأكيدا على دوره في تعزيز ثقافة وتبادل الحوار بين الحضارات والثقافات، مع أهمية التأكيد على ضرورة إعلام موحد يقوم على الحرية المسئولة عن الدولة والعالم الخارجي، وتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق حاجات المجتمع واولوياته والتي من أهمها تعزيز ثقافة تقبل الآخر والحوار بين الجميع.

وفي كلمته، قال الأنبا ارميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافي القبطي، ان دور الإعلام في إثراء الحوار بين الثقافات يحتاج إلى السؤال حول طرق التعامل مع الاختلاف لتقديم حوار يساهم في الاحتكاك الحضاري وتجنب الصراعات، مشيرا إلى أن الحوار الديني يساهم في ازكاء وتقبل الاختلاف بين الآخرين بما يساهم في التكامل الانساني، وأن القاعدة الإنسانية تعلي من أهمية الحوار بين الحضارات المتباينة، منوها إلى أن الله منح جميع الشرائع السماوية منع القتل الإنسانية، وان الله أعطى لكل البشرية الحرية في الاعتقاد دون إجبار على العبادة لله، فحرية الشخص لا تحد من حرية الآخر، وأن كل إنسان محاسب على نفسه وهكذا تساهم الأديان في تعزيز ثقافة الحوار بين الحضارات.

وأشار نيافة الأنبا إلى تقبل ثقافة الآخر وفقا للمنظور الديني مكفولة، وأن الاعتداء على المعتقد الديني هو محاولة اعتداء على الثوابت، وأن أزمة حرق المصحف تأتي لحرق الثوابت وتحدي راسخ لقيمة الاحترام للمعتقد وأن الأزمة الأخيرة تلك تحتاج إلى احتواء من خلال منع محاولات تخريب النفوس الانسانية، وأن الأمر بدأ من خلال اتجاه الكنيسة المصرية حاليا إلى تنظيم لقاءات مفتوحة للتوعية من مخاطر الشذوذ الجنسي، وأن الحوار بين الثقافات يأتي في العديد من نماذج القصص التاريخية والتي توثق الحوار المتأخي بين قصيلي الأمة المسلمين والمسيحين وأن الشراكة الوطنية بين الكنيسة المصرية والأزهر الشريف ساهمت في إزكاء الحوار الوطني وساهمت في تألوفهم ضد العدو المشترك وهو الاحتلال المدمر لقيم الوطن ومبادئه والذي استطاع المصريين بقيم الحوار الوطني اجتياز العقبة الخاصة به، داعيا إلى بناء الحوار بناء على انطلاق مفهوم معنى حوار الثقافات والأسس التي يقوم عليها ذلك الحوار.

وتضمنت فعاليات الملتقى، كلمة ألقاها ا.د محمود يوسف استاذ العلاقات العامة بكلية الإعلام جامعة القاهرة كلمة ترحيبية بضيوف المنصة من خبراء الإعلام العرب والحضور، مشيرا إلى أن ثقافة الحوار بين الثقافات والحضارات يعد ضمن اهم نقاط التلاقي الإنساني التي يؤسس عليها تقدم المجتمعات، وأن الحوار المناقش على قمة الملتقى يعد له ركائز تقوم على معالم وهو أن التشابه في العادات والتقاليد يعد اساسا للتلاقي في الحوار، والاتجاه نحو الخطاب الحواري الوسطي، وأن اهل الأديان السماوية لا يتضمن الحوار بين الحضارات اي إساءة لهم.

وتطرق استاذ العلاقات العامة إلى أن الإعلام الغربي يحتاج إلى وقف حملات التشويه التي تظهر فيه وتنال من مقام الأنبياء والتي تحاول تشويه صورتهم والمعلومات عنهم ضمن حملات التشويه للصور الإعلامية المغلوطة، منوها إلى أن هذه الصور المغلوطة يحتاج من رصد تلك الاساءات ورصد أسبابها ودوافعها للصد عن وجودها.

واعقب ذلك، كلمة ا.د عبد الحي عزب، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والتي قال فيها إن مواجهة التطرف يحتاج إلى نشر خطاب الوسطية وأن النشىء يحتاج إلى أن يتعلم ثقافة الحوار قبل أن يتم تعميم نشرها على كافة وسائل الاعلام.

من جانبه، قال د. محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق إن ثقافة الحوار بين الحضارات تقوم على ثقافة التقبل وأنها تؤسس لثقافة استقرار الأنظمة السياسية والمجتمعية.

زر الذهاب إلى الأعلى