محمد ريحان يتساءل فى (همس الكلمات)

محمد ريحان 
فى الأحداث الساخنة والدائرة الآن بين قوات الاحتلال الإسرائيلى والشباب الفلسطينى الرائع الذى يقف ببسالة وهو عارى الصدر يواجه جحافل الاحتلال المدججة بالغازات والقنابل وكافة وسائل القمع دفاعا عن مسجده الأقصى ومدينته المقدسة- فى وسط هذه الأحداث نرى القدس الشريف وهو ينتفض دفاعا عن الذات العربية والإسلامية والإنسانية ،ونرى أهله الكرام الذين يدافعون بأجسادهم وبكافة طوائفهم رجالا ونساءا وشبابا وأطفالا عن شرف وعرض هذه الأمة التى تعيش أسوء حالاتها ،ومن أجل صوت الحق وتحدى جبروت سوط القوة وتواطوء إقليمى ودولى مقيت.

ومع اندلاع المواجهات منذ ما يقرب من شهر تحشد قوات الاحتلال قوات كاملة فى مواجهة مقدسيين عزل لا هم لهم إلا الدفاع عن مدينتهم ومسجدهم الأقصى وباحته وأبوابه وهم لا بملكون سوى أصوات هتافاتهم المنطلقة من ححناجرهم المجهدة تنديدا بهذه النكبة الجديدة التى توشك على الوقوع على رؤوسهم بتهجيرهم من منازلهم ومزارعهم ليصبحوا بلا مأوى وبلا جدران تضم ذكرياتهم وأحداث حياتهم فى بلدتهم التى ولدوا وتربوا فيها.

يرى محللون ومراقبون فلسطينيون أن قوات الاحتلال يحشد حشوده من أجل مظاهرة كبيرة يقوم بها المستوطنون فى القدس فى اليوم الثامن والعشرين من شهر رمضان المعظم سترفع فيها أعلام الاحتلال ايذانا بالإحتفال بما يسمى فى أدبيات الاحتلال ب(توحيد القدس أى احتفالا باحتلاله كامل المدين وطرد أهلها لصالح المستوطنين الذين يخططون أيضا لاقتحام المسجد الأقصى المبارك بعدد كبير فى ذات اليوم.

الخارجية المصرية وعددا من الدول العربية والإسلامية سارعت بإدانة ممارسات قوات الاحتلال واقتحامه بالأمس لباحات المسجد الأقصى والاعتداء على المقدسيين والمصليين،والتوسع فى سياسة مصادرة الأرض والتوسع الاستيطانى ،ولكن اسرائيل كالعادة ضربت بكل هذه التحذيرات والتنديدات عرض الحائط واستمرت فى ممارساتها الممنهجة ضد القدس والأقصى والمقدسيين .فهل يؤدى ذلك إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة على غرار الانتفاضتين السابقتين والتى قامتا الأولى فى آواخر الثمانينات والثانية فى بداية الألفينات؟!!! يبقى الصمود والتحدى هما الخياران الوحيدان المتبقيان أمام الشعب الفلسطينى الأعزل للدفاع عن أرضه ومدينته المقدسة ومسجده الأقصى.
(اللهم انصر المقدسيين وطهر مسجدك الأقصى من دنس الاحتلال)تحياتى محمد ريحان كاتب وسينارست