حفل زفاف صديقتي

نجلاء محجوب

لم تكن فريدة صديقة عادية بالنسبة لندي هي صديقة الطفولة ..

لذلك مرتبطة بها ارتباط شديد ، جهزت الفستان الذي ستحضر به زفاف ندي قبل الموعد بشهر .. وكان والدها ينوي أن يذهب معها ، لأن الأحتفال في منطقه نائية ، بعيدة عن زحام المدينة ،

لولا تغيرت مواعيد عمله فجأة ، فهو طبيب في إحدي المستشفيات الخاصة ، فأصبح لا يمكنه مرافقتها ،

فقرر ..

post

رفضه حضورها الزفاف ، خوفا عليها ، ولكن أمام بكاءها لأن ندي صديقتها الوحيدة ،

وافق بشرط ..

إصطحاب والدتها لها ، بالإضافة إلي متابعته لهما بالهاتف حتي يصلا مكان الاحتفال ، وفي اليوم المحدد في حوالي الساعة السابعة ، استعدوا للذهاب ،

وبدت ندى شديدة الجمال في هذا اليوم ..

شعرها المنسدل علي كتفها بلون الليل المظلم ، يليق على فستانها الذي زاد من جمالها ،

وقاما بإستقلال سيارة أجرة متجهان إلي مكان الاحتفال ،

الطريق ..

بدا شبه مظلم حيث كانت الاضاءة خافته لقلة أعمدة الانارة ، أغلبها معطل ،

وفي منتصف الطريق ..

رن الهاتف ، كان الأب يطمأن ، قالت رهف لازلنا في الطريق أطمأن ، سنخبرك فور وصولنا ،

كانت السيارات تمر بجوارهم من وقت لآخر وهي مسرعة ،

وبدأت الأم تشعر بالخوف ..

لكثرة نظرات السائق لابنتها ، ثم بدأ يبتسم لها في المرآة ..

فقررت الأم أن تأمره بالتوقف ، فرفض فبدأت تجذبه من كتفه ، وعلا صوت الصراخ ، وفجأة بدأ يزيد السرعة ، وهما في هذه الحالة ،

ظهرت سيارة تمر بجوارهما بها شاب ، لفت نظره أن السيارة تسير بشكل غريب ، لأن رهف تجذبه فلا يسيطر علي القيادة ، فالسيارة تنحرف يميناً وَيساراً ،

وفجأة ..

وقف بسيارته أمام السيارة الأجرة ، وعندما نزل مسرع هذا الشجاع ، لإنقاذهما نزل سائق السيارة الأجرة هو الآخر ،

وفجأة ..

أخرج سلاح ، وَهَمِّا فريدة ووالدتها رهف بالنزول ، فأمرهما السائق بالعودة ، وأطلق طلقات تجاه أحمد ، الذي أصيب علي الفور ، في ساقه وكتفه ، وفي هذه اللحظات الشديدة ،

ظهر الضابط محمد ..

المعروف بشجاعته يمر بسيارة الدورية لتأمين المنطقة ، وعلي الفور صوب سلاحه مباشرة نحو يد السائق التي يحمل بها السلاح ، فسقط من يده ،

وأسرع هذا الشجاع بالإتصال بالإسعاف ، لوجود أصابات بالأضافة إلي ان فريدة فقدت الوعى من شدة الموقف ودوي الطلقات

وفي اليوم التالي ..

أستقرت حالة أحمد وفريدة ، وبعد أخذ محضر بالحالة ، انصرف الجميع ، إلا السائق الذي تم القبض عليه وتوجيه عدة أتهامات إليه ، وعادت رهف وفريدة إلي منزلهما ، وهما لايستوعبان ماحدث ، وكيف أن الله أرسل اليهما هذان البطلان ، لنجدتهما ،

وعندما عاد الأب من عمله ..

قصا عليه ماحدث ، فحمد الله علي سلامتهما ،

وبعد يومين ..

إستيقظوا علي جرس الباب يدق ، ففتحت فريدة ، فإذا بالشاب أحمد يبتسم ، هل تقبلي الزواج مني ، فابتسمت ولم ترد .

زر الذهاب إلى الأعلى