حكم معاملة الخادمة معاملة الامة

 عطية لاشين/من علماء الأزهر الشريف 

سؤال؟

يرى البعض معاملة الخادمة التي يستأجرها معاملة الأمة فما حكم ذلك؟؟؟

الإجابة 

الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم :” إن أكرمكم عند الله أتقاكم “٠

post

والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم روت عنه كتب السنة ” لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح “٠

وبعد:

فقد بزغ فجر الإسلام ،وأشرقت شمسه والعالم منقسم إلى قسمين : أحرار، وعبيد وكان رافد الرق الأساسي الحروب فعمل الإسلام بخطى وئيدة على إلغاء الرق ولكي يصل إلى هذا الغرض النبيل شرع من الوسائل ما يؤدي إلى ذلك ٠

واتبع في ذلك ما يلي :

١ عقد الكتابة وهو يبرم بين السيد ورقيقه بمقتضاه يلتزم العبد بدفع مبلغ من المال لسيده بعده يكون حرا وهو ما يسمى بالكتابي وحض الإسلام السيد على ذلك قال تعالى ” فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا ”

٢ جعل الإسلام احد خصال كفارات الذنوب عتق رقبة مؤمنة لمن حنث في يمينه ،او ارتكب قتل خطأ ،أو ظاهر من زوجته ،أو جا معها في نهار رمضان عامدا عالما مختارا ،وجاءت بذلك الآيات الصريحة والأحاديث الصحيحة ٠

ولا يزال الإسلام بتشريعاته حتى جفف منابع الرق او بعبارة أخرى قضى على الرق وصار جميع الناس في دنيا الناس أحرارا٠

وفي واقعة السؤال نقول :

يوجد اختلاف كلي بين الخادمة والأمة إذ أن السيد يملك رقبة أمته فضلا عن ملكه منافعها بينما الخادمة لاملك للمخدوم على رقبتها بل يملك منفعتها مدة الإجارة فقط٠

كما أن الأمة لا إرادة لها ولا اختيار في خدمة سيدها فليس لها إلا ان تخدمه ،أما الخادمة فهي حرة إن شاءت قبلت عقد الإجارة وإن شاءت رفضته لأنه ليس لأحد سلطان الملك عليها ٠

ولأن السيد يملك أمته رقبة ومنفعة أباح الشرع الإسلامي له التسري والاستمتاع بأمته وذلك لتحقيق غرض بعيد فهو حين يستمتع بها وتحمل وتنجب منه وتضع وليدها تصير أم ولد تتحرر بموت سيدها، اما الخادمة فلأن المخدوم لا يملك رقبتها فليس له حق الاستمتاع بها وإلا عد زانيا ٠

والله أعلم

وصلى الله على سيدنا محمد

 

زر الذهاب إلى الأعلى