القمر والغيب

د.مها العطار

مرفت العربى عبد العظيم
من صفات المؤمن هو الإيمان بالغيب ، يقول سبحانه وتعالى – في سورة البقرة: ﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ ، وفي سورة الملك: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ ، وفي سورة يس: ﴿ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴾ ، وغيرها من الآيات.
ومن صور الإيمان بالغيب تصديقُ الأخبار فيما لا يُحيط الإنسان به علمًا، طالما أنَّ الخبرَ ثابتٌ بالدليل الصحيح ، ويُسْتَدلُّ بها على وجود خالقٍ مدبِّر لهذا الكون، كل شيءٍ عنده بقدر، وقد دلَّل القرآن على الإعجاز في خلْق النظام الشمسي والقمري ، عندما نذكر ما اهتَدى إليه العلم الحديث بعد البحث ، فإننا لا نستدلُّ بذلك على صِدق ما جاء في القرآن فلو فعلْنا هذا، فإننا نستدلُّ بعلْم الناقص على كمال الكامل .
فعلم الإنسان في أي مرحلة من مراحله هو علم قاصرٌ، إذا ما قُورِن بعلْم الله المحيط بكلِّ شيء ، وليس في ذلك استهانة بعقْل البشر واجتهادات العلم، ولكنَّها طبيعة العلوم البشرية، فهي دائمًا في سعْي نحو الأصوب والأدق ولكنها غير مكتملة .
أشارَت دراسة صدَرت عن قسم علم الفلك بجامعة “بكين” إلى وجود رابط قوي بين قُوَى المدِّ والجَذر وتأثير ذبذبات القمر، وبين حدوث الزلازل والحوادث ، وذلك من خلال دراسة واحد وعشرين زلزالاً ضرَب جزيرة “تايوان” في القرن العشرين ، كذلك الإحصاءات الأمنية عن الحوادث والصراعات فى البلاد .
اليس وصول سيدنا إبراهيم للإيمان أن بدأ يتأمل الشمس والقمر ويسأل الله !؟ ( فنظر نظرة فى النجوم فقال إنى سقيم) ماعلاقة النجوم بمرض أبراهيم !!؟ إنها علوم السماء وحركة النجوم والقمر والشمس وعلاقتها بحياة الإنسان كلها قوانين تنظم الكون ولكنهم حرموها علينا وكتبوا الاحاديث لإلصاق تهمة الكفر بالله فى معرفة هذه العلاقة .
نحن نصلى على التوقيت الشمسى ونصوم ونحج على التوقيت القمرى !! فى الحقيقة أتعجب من هذا الإنكار لتأثيرات القمر فى حياتنا !!؟
هذه التأثيرات السلبية تستوجب من العبد اللجوءَ إلى ربِّه؛ لدفْع إمكانية وقوعها، والأخذ بالأسباب وأن بحثَ المؤمن يجب أن يكون مثل سيدنا إبراهيم عندما طلَب من ربِّه أن يُرِيَه كيف يُحيي الموتى، فسأله الله ﴿ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ ﴾؟ فكانت الإجابة ﴿ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾ .
فالنظر في تلك الآيات يُورث المؤمن زيادةَ اليقين ، ولا ينبعث من ضَعفٍ في الإيمان ، وإنَّما رغبة في العلم، وطلبًا للمعرفة ، وترسيخًا لجذور الإيمان في القلب. . الحذر والحيطة فى هذه الأيام والتحذير مستمر فى عدم السفر والسرعة والتوتر .. حتى لا تحدث المشاكل والتعب .. حفظكم الله ..

زر الذهاب إلى الأعلى