د. محمود الشافعي … السياحة النسائية …وأهميتها

تبرز أهمية السياحة النسائية دورهام في الاقتصاد ،باعتبارها مصدر دخل للدول حول العالم، فتظهر الأهمية من عدة جوانب في الاقتصاد من بينها توفير فنادق ومنتجعات وشواطيء خاص بالنساء ،وتحقيق الأرباح الضخمة على الصعيد الاستثمار والدولي، كما أنها وسيلة فعالة لاستقطاب الاستثمار الأجنبي، ولكن لا بد من الحديث جملةً وتفصيلًا حول دورالسياحة النسائية وأثرها في الاقتصاد.

تشير العديد من الدراسات في البلدان الصناعية والمتقدمة على حد سواء إلى أن النساء لها دور كبير فى تنشيط والنهوض بالسياحة ، وتحسين ورفع مستوى الاقتصاد، حيث أن هنالك العديد من الدول لا تمتلك موارد وثروات طبيعية ولا تمتلك ثروات صناعية، لذلك لجأت إلى الثروة السياحية وخصصت بعض الفنادق ومنتجعات الاستشفائية للنساء.

برزت سياحة المرأة إلى السوق الدولي من خلال تزايد معدلات سفر السيدات بمفردهن خاصة فى ألمانيا والولايات المتحدة وايطاليا وفرنسا، حتى أن هناك الاَن شركات سياحية خاصة بالمرأة تقوم بعمل برامج تدريبية للدفاع عن النفس للسائحات والمسافرات وحدهن ، ولكن تبقى المحاذير هي أكثر الوسائل فاعلية فى أخذ الحيطة خاصة فى تجنب الشوارع المظلمة التي تقل فيها حركة النزلاء وكذلك تجنب الجراحات متعددة الطوابق وأيضا ممرات الفنادق الطويلة فى الأوقات التي تقل فيها حركة النزلاء.

رغم أن النادي النسائي الذي اسسه فى لندن عام 1983 )عرف باسم (W.W.W رجل السياحة البريطاني فرنسيس الكسندر والذي بدأ بداية متواضعة فإنه الأن أصبح ملتقى خاص بالنساء للثرثرة وتبادل الخبرات

والتجارب السياحية ،التحضير للبرامج التي تعدها الشركات السياحية لسفر عضوات النادي الذي نال مؤخرا شهرة عريضة باعتباره اول من رفع شعار فنادق وباصات وطائرات وأفواج من النساء فقط وهو شعار السياحة بدون رجال.

أكثر الفنادق النسائية توجد فى ألمانيا .. وكذلك وكالات السفر المخصصة لخدمات سفر المرأة ، ففي برلين يوجد اَرتي ميرنا،وفى هذا فندق وكالة سفر تنظيم الزيارات النسائية للمزارات الثقافية والسياحية ، وفى جمهورية مصر العربية بدأ الأهتمام بهذا النوع من السياحة ، واصبح لها تواجد فى المسارح ودور الأوبرا حيث يتم حجز الأماكن مسبقا للأفواج النسائية السياحية ومن أكثر الأمثلة على ذلك شاطيء لافام ( La Femme) التي أنشئت فى الساحل الشمالي للسيدات فقط ولا يدخلها الرجال ابدا،حتى العاملين بها من النساء. لابد من انتشار هذا النوع من السياحية حيث حقق نجاح واسع الاهمية.

وتنظيم الرحلات السياحة النسائية في العالم العربي يكون من أجل الالتزام بالضوابط المجتمعية، أما شركات السياحة العالمية فهدفها من تنظيم الرحلات النسائية هو دمج النساء الوحيدات حول العالم في مجموعات للسياحة بدلا من أن تبقين وحدهن أثناء جولاتهن السياحية.

السعودية غالية المطبقاني من النساء الرائدات في تنظيم الرحلات النسائية وهي أول سيدة سعودية تقوم بعمل هذا النوع من الرحلات، ليس غالية فقط ولكن هناك أيضا سيدة الأعمال نورة العامري والتي أنشأت شركة سياحية للرحلات من أجل هذا الغرض.

كذلك هناك شركة في السعودية بالرياض تخصص رحلات سفاري للنساء فقط وتمنح المرأة حق التزلج وقضاء قعدة عربي بكل أجوائها في خصوصية تامة.

سوزان راندولف لم يبق الأمر قاصرا على السيدات العربيات والشركات العربية فسوزان راندولف تقوم بعمل خدمة الاستقبال خلال السفر من خلال شركتها “أليكس إكسبيرينس” وذلك للعناية بالنساء أثناء سفرهن.

تكلف عضوية هذه الخدمة ألفيّ دولار ومقابلها تتكفل الشركة بحجز طاولات في أفضل المطاعم وحجز تذاكر لحضور الفعاليات وترتيب قضاء بعض الوقت في منتجع سياحي وأيضا قد توفر لك شخص يقوم بالتسوق بدلا منك.

كارولين بيرسون هناك أيضا كارولين بيرسون والتي أنشأت شركة ميدين فوييج لمساعدة النساء في 80 دولة “منها دول الخليج” على السفر بمفردهن وتنظيم أوقاتهن خلال الرحلات السياحية.

تشمل خدمات كارولين تقديم توصيات بمطاعم وفنادق صديقة للنساء ولا يتعرضن فيها لمضايقات ممن حولهن.

كذلك تعمل مثل هذه الشركات على إقامة التواصل بين مختلف النساء وعدم وجودهن بمفردهن في حالة شعورهم بالوحدة خلال السفر، فهن يتجنبن وجود المرأة بمفردها طالما أنها لا تريد ذلك ومن الممكن تنظيم حفلات عشاء أو رحلات للنساء للتواصل والاجتماع سويا.

مولر لانج لا يوجد تحيز في معاملة المرأة هذا ما أكدته مولر لانج مؤسسة شركة “سفر النساء” السويسرية، وأوضحت أنه في حالة رغبة رجل من الاستفادة من خدمات الشركة فستوفرها له ولكن بمفرده.

جميع العاملين بشركة “مولر” -والتي تأسست عام 1996 – من النساء، وتهدف الشركة للترويج لنمط سياحة مختلف، حيث تسعي لتعريف النساء الذين يسافرون من خلالها على الثقافة النسائية للبلدان التي يزورونها.

لم تكن تلك هي أنماط الرحلات النسائية فقط ففي جنوب الهند العام الماضي تم تنظيم رحلات على متن دراجات نارية للنساء فقط واستمرت الجولة لمدة 12 يوم، زاروا خلالها مزارع الشاي والمعابد ومحميات النمور والعديد من المزارات السياحية بالهند.

ولقد قامت دور النشر الأوربية من ناحيتها بإصدار عشرات الكتيبات السياحية الخاصة بشركات السياحة وهذه الكتيبات تحوي أهم أماكن التسويق والتجميل والتخسيس والوضة ومعارض الأزياء وكل ما له صلة بعلم المرأة فى شتى العواصم العالمية.

يعتقد البعض أن شركات السياحة التي تنظم رحلات السياحة النسائية موجودة فقط في المجتمع العربي، حيث القيود والعادات والتقاليد الصارمة التي تمنع الاختلاط ولكن هذا الاعتقاد غير صحيح .

وجود مختصات بتنظيم رحلات السياحة النسائية فقط في العالم العربي، لا يمنع من وجود نساء وشركات حول العالم من أجل نفس الغرض.