سلوى النجار :تكتب وقفات مع سورة الطور﴿وَالطّورِ﴾

سلوى النجار
سورة الطور سورة مكية ،آياتها تسع وأربعون آية نزلت على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ،تؤكد حقبة البعث والحساب ،والجزاء والعقاب.
‎ومن فوائد سورة الطور توكيد حقيقة البعث والقيامة ويوم الدين، مع تقديم بعض مشاهد من يوم الدين للكافرين الجاحدين، وبعض مشاهد للمؤمنين المتقين. توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم لأن يتابع تذكيره مَن لم يصلوا إلى حدِِ ميؤوس معها من استجابتهم عن طريق إراداتهم الحرة، مع معالجة الكافرين بشأن هذه القضايا.
ومن مقاصدهامايلي:
سورة الطَور:
من الآية 1 حتَّى 14: يُقسم الله تعالى في مطلع السورة بالجبل الذي كلَّم الله عنده نبيه موسى -عليه السَّلام- وبالكتاب والبيت أنَّ عذاب الله تعالى لا شكَّ واقع، وأنَّ يوم القيامة آتٍ لا محالة، هذا اليوم الذي تضطرب فيه السماء وتنسف الجبال بأمر الله تعالى، ويومئذ سيكون العذاب مجهزًا للذي كانوا في الحياة الدنيا يلهون ويلعبون ، ويتشككون فيما وعد الله من ثواب وعقاب وبعث.
وقال البخاري :
عن زينب بنت أبي سلمة ، عن أم سلمة قالت : شكوت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أني أشتكي ، فقال : ” طوفي من وراء الناس وأنت راكبة ” ، فطفت ، ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – يصلي إلى جنب البيت يقرأ بالطور وكتاب مسطور .
يقسم الله تعالى بمخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة : أن عذابه واقع بأعدائه ، وأنه لا دافع له عنهم . فالطور هو : الجبل الذي يكون فيه أشجار ، مثل الذي كلم الله عليه موسى ، وأرسل منه عيسى ، وما لم يكن فيه شجر لا يسمى طورا ، إنما يقال له : جبل .
(تفسير ابن كثير)

وهذه السورة تعالج موضوع العقيدة الإسلامية، وتبحث في أصول العقيدة وهي (الوحدانية، والرسالة، والبعث والجزاء) شأنها كشأن سائر السور المكية، التي تتناول أمور العقيدة الإسلامية.
ابتدأت السورة الكريمة بالحديث عن أهوال الآخرة وشدائدها، وعما يلقاه الكافرون في ذلك الموقف الرهيب موقف الحساب وأقسمت على أن العذاب نازل بالكفار لا محالة، لا يمنعه مانع، ولا يدفعه د افع، وكان القسم بأمور خمسة تنبيها على أهمية الموضوع {والطور وكتاب مسطور في رق منشور والبيت المعمور والسقف المرفوع والبحر المسجور إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع} الآيات.
ثم تناولت الحديث عن المتقين وهم في جنات النعيم، على سرر متقابلين، وقد جمع الله لهم أنواع السعادة الحور العين، واجتماع الشمل بالذرية والبنين، والتنعم والتلذذ بأنواع المآكل والمشارب، من فواكه وثمار، ولحوم متنوعة مما يشتهى ويستطاب، إلى غير ما هنالك من أنواع النعيم، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر {إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم} الآيات. فياله ُ من سرور وحبور وفوزُُ عظيم بالنعيم المقيم، وياحسرة المكذبين الضالين ،الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وكذبوا.
ثم اختتمت الآيات بتوصية النبي محمد. وكل من آمن معه بالله بالصبر على الادعاءات وعلى ما يفعله الكافرون. وحث المسلمين على التسبيح وذكر الله اللهم اجعلنا من الصابرين والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات. وكتبته سلوى النجار

FB IMG 1640784288107

زر الذهاب إلى الأعلى