المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام في التوعية بالتنمية المستدامة

«دراسة سوسيو أنثروبولوجية»

د / عمرو حلمي

تحت رعاية أ.د / هاني خميس أحمد عبده – القائم بأعمال عميد كلية الآداب – جامعة الإسكندرية
تم بحمد الله وتوفيقه مناقشة رسالة مناقشة رسالة الدكتوراه في الإعلام التنموي للباحثة الإعلامية / غادة محمود محمد عبد الحميد – كبير معدي البرامج بقناة الإسكندرية ق5 بقطاع الإقليميات بالهيئة الوطنية للإعلام.

FB IMG 1632007742015

وكان موضوع الرسالة بعنوان: «المَسْؤُولِيَّةٌ الاِجْتِمَاعِيَّةِ لوسَائلِ الإعْلاَم في التوْعِيَةُ بالتَنْمِيَةٌ المُسْتِدَامَةُ» درَاسة سوسيوُ – أَنْثُروبُولوجية.
وذلك يوم الاثنين الموافق 9 أغسطس ٢٠٢١م الأول من شهر محرم 1443هجرية ورأس السنة الهجرية.

وتكونت لجنة الإشراف والمناقشة والحكم على الرسالة من السادة الأساتذة :
أ.د/ مُحَمَّدٌ عَبَّاس إبراهيم – رائد علم الأنْثُروبُولوجيا في الوطن العربي – أستاذ الأنْثُروبُولوجيا- بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وَمُقَرَّرُ اللَّجْنَةِ الْعِلْمِيَّةِ الدَّائِمَةِ لِتَرَقِّيَةِ الْأَسَاتِذَةِ وَكَيْلِ كُلِّيَّةِ الْآدَابِ لِلدِّرَاسَاتِ الْعُلْيَا الْأَسْبَقِ مشرفاً ورئيس لجنة المناقشة والحكم.

post

أ.د / هاني خميس أحمد عبده – أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب ووكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث، القائم بأعمال عميد كلية الآداب – جامعة الإسكندرية مناقشاً داخلياً.

أ.م.د / رجاء الغمراوي- أستاذ الإذاعة والتلفزيون المساعد، بكلية الإعلام وفنون الاتصال ، بجامعة فاروس بالإسكندرية- مناقشاً خارجياً.

FB IMG 1632007744419

وبعد المناقشة خلت اللجنة للمداولة والحكم على الرسالة ثم قررت بالإجماع :
منح الباحثة / غادة محمود عبد الحميد- درجة دكتوراه الفلسفة في الآداب تخصص الإعلام التنموي.

ومن هذا المنطلق تقدمت الباحثة بالشكر إلى إدارة معهد العلوم الاجتماعية بكلية الآداب تخص بذلك الدُّكْتورَةَ / أَسَمَاءٌ مُحَمَّدٌ عَبَّاسٌ الْمُدَرِّسَ بِمَعْهَدِ الْعُلُومِ الْاِجْتِمَاعِيَّةِ بِكُلِّيَّةِ الْآدَابِ على الدعم المستمر للباحثة.

السيرة الذاتية للباحثة :
الإعلامية / غادة محمود محمد عبد الحميد- معد برامج أول بقطاع القنوات الإقليمية – الهيئة الوطنية للإعلام قناة الإسكندرية ق5 حيث قامت بإعداد أكثر من 60 برنامج تلفزيوني تم إذاعتهم علي شاشة قناة الإسكندرية ألقناة الخامسة من أشهرها : «المحظوظ»,«الاسم إيه» , «الهرم الرابع مكتبة الإسكندرية» , «أهلا وسهلا» , «حدوتة شبابية» , «كافية الشباب» , «ربع ساعة سعادة» , «لف وارجع تانى» وحالياً تقوم بإعداد برنامج «فرصة تانية», وبرنامج «وسط البلد».

والجدير بالذكر أن الباحثة حاصلة على الماجستير عام 2018م ، في الإعلام التنموي، وكان موضوع الرسالة بعنوان: «معالجة الإعلام المحلي لبعض تحديات التنمية السياحية المستدامة بإقليم الإسكندرية دراسة تطبيقية على إذاعة وقناة الإسكندرية».

وعن أهمية البحث المتعلق : بـ «المَسْؤُولِيَّةٌ الاِجْتِمَاعِيَّةِ لوسَائلِ الإعْلاَم في التوْعِيَةُ بالتَنْمِيَةٌ المُسْتِدَامَةُ» تحدثنا الباحثة قائلة : يتحدد معيار التزام وسائل الإعلام بمسؤوليتهم تجاه مجتمعهم بمدى مصداقية المعلومات وتأثير الأخبار المقدمة ، وفى ظل الظروف الراهنة حيث تتعدد مصادر المعلومات في عالم رقمي فرض التدفق الحر للمعلومات ، ظهرت الحاجة الملحة إلي إعلام متوازن محايد ، يقدم عبر وسائل الإعلام التقليدية المعلومات الحقيقة في تغطية مستمرة آنية وسريعة لمختلف القضايا المجتمعية ، مع الالتزام بالنقل الصادق والصحيح للأخبار والمعلومات ، ومن هنا تتضح بقوة أهمية المَسْؤُولِيَّة الاجْتِمَاعِيَة لوسائل الإعلام التي تتركز بدورها على ثلاثة أبعاد أساسية حيث يتصل البعد الأول بالوظائف التي يجب أن يؤديها الإعلام المعاصر ، ويتصل البعد الثاني بمعايير الأداء ، فيما يتصل البعد الثالث بالقيم بالمهنية التي يجب مراعاتها أثناء العمل الإعلامي ووفق تلك الأبعاد انطلقت نظرية المَسْؤُولِيَّة الاجْتِمَاعِيَة من أساس فكري مهم، هو أن الحرية حق وواجب ونظام ومسؤولية في الوقت ذاته.

وفي إطار ذلك تمارس وَسَائلِ الإعْلاَم دورًا جوهريًا أثناء عمليات التنمية ، ولذلك فهي تقوم بمسؤولية اجتماعية تجاه جمهورها ، هذا يعنى ضرورة حصولها على مجموعة من الحقوق ، والتزامها بمجموعة من الواجبات ، حيث تتمثل الحقوق في توافر بيئة قانونية مناسبة للعمل الإعلامي الحر تحترم الحق في حرية الرأي والتعبير ، في حين تتمثل الواجبات في قيام وَسَائلِ الإعْلاَم بدورها كواحدة من أهم المصادر المعلوماتية وتوجيه الرأي وصناعة الوعي.

حيث أصبح الآن الاتجاه إلي الاستدامة أمر مهم وذلك بسبب استغلال الأفراد للموارد غير المتجددة بشكل مفرط ، ومع تزايد عدد سكان العالم سيؤدي إلي نفاذها، وبالتالي لم تعد التنمية المستدامة خياراً ؛ بل هي ضرورة لهذا يتطلب تحققها المشاركة الفعلية لكل أطراف المجتمع خاصة وسائل الإعلام.

وعن أهمية دور وسائل الإعلام التنموية ومسؤوليتاها وتأثيراتها على الجمهور
تقول الباحثة : ومن هنا تبرز أهمية الجهود البحثية من أجل الوقوف على مدي حقيقة الدور الذي تمارسه وسائل الإعلام التنموية ، ومسؤوليتاها وتأثيراتها على الجمهور وتقويم هذا الدور ، خاصة في ظل تزايد اعتماد بعض فئات الجمهور على وسائل الإعلام الرقمي، بوصفها المصدر الرئيسي لاستيفاء المعلومات عن الأحداث والقضايا ، وإتاحة المجال لكافة الآراء والتوجهات دون استثناء بأساليب لا تتصف بالمهنية أو الموضوعية، ووفقا لذلك يجب التصدي لها باستخدام مجموعة من الضوابط المنظمة للعمل الإعلامي ، من أجل أن ترجع قوة وسائل الإعلام التقليدية ، كقوة مؤثرة وقادرة على التوجيه الثقافي ، وتكوين الوعي المجتمعي لدى الأفراد.

كما حدثتنا عن أهداف هذه الدراسة بقولها :
بهذا هدفت الدراسة إلى معرفة مدى التزام بعض العاملين بوسائل الإعلام التقليدية – المكتوبة والمسموعة والمرئية – بالمعايير والقواعد المهنية الخاصة بالتغطية الإعلامية لقضايا التنمية المستدامة وذلك من خلال الدراسة الميدانية ، ونظرًا لأهمية دور وتأثير البرامج التليفزيونية في طرح ومناقشة القضايا التنموية ، مما يجعلها مصدرًا رئيسًا في تشكيل تصورات المتلقي عن أداء قضايا التنمية المستدامة ، لذلك حاولت الدراسة التحليلية رصد واقع وأبعاد المَسْؤُولِيَّة الاجتماعية لتلك البرامج في تناولها للقضايا التنموية، كمطلب ضروري لزيادة الوعي بأهميتها، ومردودها علي المجتمع وأفراده.

مما سبق انطلقت الدراسة لتجيب علي مجموعة من التساؤلات الرئيسة والفرعية ، حيث يعد التساؤل الرئيس الذي حاولت الباحثة الإجابة عنه في دراستها هو :
ماهية المَسْؤُولِيَّة الاجتماعية لوَسَائلِ الإعْلاَم في التوْعِيَة بالتنميةِ المُسْتِدَامةِ ؟

ومن خلال هذا التساؤل الرئيس، طرحت مجموعة من التساؤلات الفرعية وتمثلت فيما يلي : –
1- ما أبرز المبادئ الأخلاقية والمعايير المهنية،التي علي يجب علي الإعلاميين الالتزام بها، ما أهم الفنون الصحفية والإعلامية التي تستخدم في معالجة القضايا الخاصة بالتنميةِ المُسْتِدَامةِ ؟ ومن الجمهور المستهدف ؟
2- ما دور وَسَائلِ الإعْلاَم في مجال الوَعي وتعزيز ودعم قضايا التنميةِ المُسْتِدَامةِ ؟.
3- ما أهم المُعوقات المهنية التي تواجه القائمين بالعمل الإعلامي أثناء التغطية الإعلامية لقضايا التنميةِ المُسْتِدَامةِ ؟ وما أهم المعوقات التنموية التي يتم معالجتها إعلاميا ؟
4- ما طبيعة المعالجة الإعلامية للبرامج التلفزيونية محل الدراسة لقضايا ومعوقات التنمية المستدامة من حيث الشكل والمحتوي ؟
5- ما أهم القضايا الثقافية والاجتماعية والتنموية والاقتصادية لدي سكان المجتمعات التنموية الجديدة، وكيف تأثرت بعد الانتقال للمجتمع الجديد، وما تقديراتهم لتأثير وَسَائلِ الإعْلاَم التقليدية في تحقيق التوعية بالقضايا التنمية المستدامة لديهم ؟

كما تعد الدراسة الراهنة من الدراسات الوصفية، حيث اعتمدت علي المنهج الوصفي التحليلي مستخدمه في ذلك طريقة المسح.

كما اعتمدت الدراسة علي استخدام ثلاث أدوات بحثية تمثلت في :
أولاً : المقابلة – حيث قامت الباحثة بإعداد دليل المقابلة حيث مكن الباحثة في الاسترشاد به في إدارة وتوجيه النقاشات المفتوحة في المقابلة مع الخبراء في مجال الإعلام التقليدي: الإذاعة والتليفزيون والصحافة , الحكومي , والرسمي.

ثانياً : استمارة تحليل مضمون : لبرنامج يذاع على شاشة الفضائية المصرية وآخر يذاع على شاشة قناة الإسكندرية.

ثالثاً : الفيلم الأثنوجرافي :Ethnographic film The
حيث قامت الدراسة الراهنة بتوظيف إحدى تقنيات الأنْثُروبُولوجيا البصرية أو المرئية، وهو الفيلم الأثنوجرافي، حيث استعانت الباحثة ببعض من أدوات المنهج الأنثروبولوجي المتمثلة في كل من الملاحظة والمقابلات – التسجيل الصوت والتصوير بالإضافة إلي الإخباريين كمصادر للبيانات ، حيث قامت الباحثة بتصوير فيلم أثنوجرافي عن سكان منطقة “بشاير الخير-1” بمُحافظة الإسكندرية بعنوان «حياة من جديد»، والذي تناول بعض من مظاهر حياتهم اليومية والمتغيرات الاجتماعية والموروثات الثقافية والمعرفية لديهم بعد الانتقال للمُجتمع الجديد بهدف توثيق بعض ملامح الثقافة الخاصة بهم ومعرفة اتجاهاتهم نحو قضايا التنميةِ المُسْتِدَامةِ ، ومدي تعرضهم لوَسَائلِ الإعْلاَم وتأثيرها علي مستوى وعيهم مما يساعد علي تتبع تأثير وَسَائلِ الإعْلاَم في تحقيق التنميةِ ، وتأمُل الباحثة في أن تكون ثمرة دراستها هذه باكورة لمزيد من الدراسات الأخرى في مجال الأنْثُروبُولوجيا البصرية، وتعزيز دورها الهام في إثراء الدراسات الإعلامية السوسيوُ – أنْثُروبُولوجية المصرية، مما يجسد التكامل بين العلوم الاجتماعية المتنوعة ويساعد علي دراسة الظواهر الاجتماعية المختلفة بمنظور أكثر شمولية.

ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة في هذا البحث :
دلت النتائج علي إجماع عينة الدراسة بأكملها علي أن المَسْؤُولِيَّة الاجتماعية لوَسَائلِ الإعلام تتمثل في الآتي : التثقيف والتنوير والتبصير بقضايا المجتمع، والعمل علي ترسيخ الثوابت والقيم الاجتماعية والأخلاقية، واحترام حرية الفكر والعقيدة والاختلاف واحترام الحياة الخاصة لأفراد المجتمع.

فئة أبعاد المَسْؤُولِيَّة الاجتماعية ببرامج العينة في تناول القضايا الخاصة بالتَّنْمِيَة المستدامة:
من حيث معايير الأداء الإعلامي : تمثلت في كل من البرامج عينة الدراسة في الاعتماد بشكل كبير على المصداقية في مناقشة الموضوعات, والاهتمام بضوابط الحوار والنقاش, والمناقشة بدقة وموضوعية, باعتبارهم من الضوابط المهنية والأخلاقية الهامة.

نستنتج من هذه النتيجة أنها تتفق مع نتيجة الدراسة الميدانية التي أجرتها الباحثة مع المبحوثين الخبراء العاملين في المجالات الإعلامية من خلال المقابلات حيث اعتبرت المصداقية من أهم معايير الأداء الإعلامي.

من حيث القيم المهنية : تمثلت في التزام مقدمي برنامجي عينة الدراسة بكل من الموضوعية والحياد, واستخدام اللغة الراقية, والإنصات للضيف, والبعد عن الإثارة والمبالغة.
من حيث الوظائف : تمثلت في كل من وظائف الشرح والتفسير, والإعلام والإخبار, والتوعية والإرشاد.

وأما فئة الموضوعات المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة في برامج عينة الدراسة :
فتمثلت في كل من: تحقيق النمو الاقتصادي المستدام, والمحافظة علي البيئة والكائنات الحية, وضمان الاستدامة البيئية, حيث كانت من أهم الموضوعات المرتبطة بأهداف التنمية المستدامة، التي حظيت بقدر كبير من الاهتمام في كل من برنامجين العينة.

وأما فئة طبيعة قضايا التنمية المستدامة المطروحة :
فتمثلت في التنمية الاقتصادية, والتنمية التكنولوجية, كأهم قضايا التنموية المستدامة المعالجة في برامج عينة الدراسة، كما ارتكز كل منهما بنسبة ضعيفة كل من التنمية الاجتماعية, والتنمية الثقافية، في حين لم يتم معالجة التنمية السياسية ضمن طبيعة قضايا التنمية المستدامة المطروحة في البرنامج عينة الدراسة.

كما كشفت نتائج الدراسة من خلال المقابلات المفتوحة مع الإخباريين عبر استخدام الفيلم الأثنوجرافي عن تـأثر حياة سكان منطقة “غيط العنب” قديمًا عند انتقالهم للمدينة التنموية الجديدة “بشاير الخير-1″بجملة من التغيرات الاجتماعية منها : تراجع دور العائلة الممتدة، والجيران، وتراجع علاقات الجوار والتزاور بشكل كبير.

كما توصلت نتائج الدراسة إلي أن بعض سكان منطقة “غيط العنب” قديما استطاعوا بالفعل التكيف مع التغيرات التي لحقت بهم عند انتقالهم إلي منطقة “بشاير الخير-1″، مما زاد إحساسهم بالرضا والراحة باعتباره مجتمعهم الجديد الذي يعيشون فيه ، حيث أن أكثر الفئات المرحبة والمتحمسة للانتقال إلي المجتمع الحضري الجديد ، كانت في الفئات العمرية الصغيرة ومن هم في سن العشرينات والثلاثينات خاصة الفتيات والأمهات ، لاعتقادهم بان ذلك سيكون له عائداً واضح علي أسلوب ونمط معيشتهم وخاصة معيشة أطفالهم الصغار، وذلك لتوافر السكن المغلق عليهم وعلي أسرهم، وتوافر فرص التعليم لوجود مدارس ودور حضانات والساحات الرياضية والمراكز الثقافية والمهنية، بالإضافة إلي توافر الرعاية الصحية في المستشفيات المجهزة بأحدث الأجهزة الطبية ، مما يوفر لهم مستوى معيشي أرق وأفضل مستقبلاً،عما إذا ما استمروا في منطقة “غيط العنب” حتى الآن.

كما أشارت كذلك نتائج الدراسة إلي أن توافر مراكز التأهيل المهني قد فتح المجال أمام الراغبين في تعلم مهن وحرف يدوية، مما ساعدهم علي التأقلم مع متطلبات المجتمع الجديد، وتحقيق عائد مادي مناسب لم يكون متاح في المجتمع القديم، كما ساعد أيضا وجود مراكز لذوي الاحتياجات الخاصة علي الاهتمام بفئات لم تكن محل رعاية من قبل في المجتمع القديم خاص من جانب أسرهم.

كما كشفت الملاحظة أن أكثر الفئات متابعة للإذاعة والتليفزيون هما الفئات العمرية فيما فوق سن الخمسين ذكور وإناث وأنهم يتابعونها بشكل يومي، وهما أكثر الفئات حرصاً علي تنفيذ ما يقدم من أشكال متنوعة للتوعية خاصة فيما يتعلق بالصحة، والحرص علي الوقاية من الأمراض والحفاظ علي البيئة، والحد من التلوث.

كما كشفت نتائج الدراسة عن حرص بعض كبار السن علي متابعة كل من الإذاعة والتليفزيون بشكل يومي خاصة منذ بداية “جائحة كوفيد-19″، وذلك من اجل الحصول علي المعلومة بمصداقية وموضوعية أكثر من ذي قبل، بذلك تؤكد نتائج الدراسة أن هناك زيادة في معدلات المشاهدة والاستماع لوَسَائلِ الإعلام التقليدية في وقت الأزمات، وان مصداقية وموضوعية وَسَائلِ الإعلام الرسمية، أعلى كثيرًا لدي أفراد مجتمع عينة الدراسة من وَسَائلِ التواصل الاِجْتِمَاعِي.

وتأسيسًا علي تحليل نتائج الدراسة، خرجت الباحثة بمجموعة من توصيات التي تهدف بها إلي تطوير بعض من جوانب الأداء والممارسة المهنية في المجال الإعلامي وذلك علي النحو التالي :
توصلت نتائج الدراسة إلي اشتراك كل من برامج عينة الدراسة في الاعتماد علي التصريحات الرسمية وعرض البيانات فقط كأكثر أساليب الاستدلال والاستشهاد استخداما، مما جعل المعالجة تتسم بالأسلوب المباشر أكثر من الأسلوب التحليلي ، لذا توصي الباحثة بتجنب الخطاب الإعلامي المباشر القائم علي نقل الأخبار ، وعرض التصريحات الرسمية للمسئولين ، والاتجاه إلى المعالجة الإعلامية التحليلية القائمة علي الشرح والتفسير والنقاش المتبادل بين الجمهور ووسائل الإعلام والاعتماد علي الخبراء والمحللين المتخصصين، من أجل المشاركة في بناء الوعي تجاه القضايا التنموية بما يخدم الجمهور المستهدف والمجتمع.
كما توصلت نتائج الدراسة إلي أن العاملين بوسائل الإعلام التقليدية اعتمدوا بشكل شخصي علي التثقيف والبحث والتدريب الخاص بهم في المجالات التنموية ، لذا توصي الباحثة علي ضرورة توفير التدريب والتأهيل العلمي من أجل تنمية قدرات المهنية للعاملين بوَسَائلِ الإعلام ، خاصة التدريب المتخصص في المجالات التنموية المختلفة ، حيث اثبت النتائج أيضا عدم وجود الإعلامي المتخصص في إنتاج وتقديم البرامج التنموية.

وتوصي الباحثة بتحديث مواعيد البث وتوظيف المساحة الزمنية المخصصة لعرض القضايا التنموية ، لتناسب الجمهور العام ، من أجل إحداث التأثير المنشودة علي مستويات الوعي وإدراكه للقضايا التنموية.

كما توصي بضرورة إتاحة الأساليب المتنوعة لمشاركة أراء الجمهور عبر وسائل الإعلام، حتى يشعر بمدى أهمية تأثير رأيه، ووجهه نظره بالإضافة إلي حثه علي المشاركة الإيجابية الفعالة في القضايا التنموية.

لابد من التعاون بين المؤسسات الإعلامية والمراكز البحثية بالجامعات المصرية لتقديم الدراسات المستقبلية والاستشرافية في المجال التنموي والإعلامي، والتعرف علي احتياجات الجمهور المعرفية ، وأهم المجالات التنموية المرجو تحقيق الوعي بها لدي الجمهور ، بالإضافة إلي زيادة البرامج الإعلامية الدراسية المتخصصة (الإعلام البيئي والإعلام التنموي) في تناول موضوعات التنمية المستدامة التي تستهدف كافة مجالات التنمية إعلاميًا.

وفي الختام : لا يسعنا في هذا المقام ألا أن نتقدم بخالص التهاني القلبية إلى الباحثة الإعلامية / غادة محمود محمد عبد الحميد – كبير معدي البرامج بقناة الإسكندرية ق5 بقطاع الإقليميات بالهيئة الوطنية للإعلام بمناسبة حصولها على درجة دكتوراه الفلسفة في الآداب من كلية الآداب – جامعة الإسكندرية، تخصص الإعلام التنموي.
والتي أثرت المكتبة العلمية والإعلامية بهذا البحث العلمي والإعلامي المتميز, سائلين الله تعالى أن يوفقها لكل خير وأن ينفع بها وبعلمها. حكم

زر الذهاب إلى الأعلى