إنجاز يحدث في مصر فقط!

بقلم د. أحمد إبراهيم

شىء لا يصدقه عقل ولا يحدث فى أى دولة أخرى غير مصر أن يذهب المريض إلى المستشفى ويُجرى جميع الفحوصات الطبية وعملية زراعة كبد مجاناً بالكامل وعلى نفقة الدولة فى إطار مبادرة رئيس الجمهورية لإنهاء قوائم الانتظار.

إنه حقاً إنجاز يشبه الإعجاز وحلم لم نتوقعه أبداً ولكنه أصبح حقيقة، يحدث الآن فى مركز جراحة الجهاز الهضمى والكبد بجامعة المنصورة.

جميع عمليات زراعة الكبد تتم حالياً هناك دون مقابل وهى العملية الأهم والأكبر فى عالم الطب، حيث تستغرق 18 ساعة فى غرفة العمليات للمريض والمتبرع وتكلفتها حوالى مليون جنيه فى الخارج أو حتى فى بعض المستشفيات المصرية الخاصة والاستثمارية.

هذا الإنجاز العظيم ربما وسائل الإعلام لا تعلم عنه شيئاً يقف خلفه علماء وأبطال يعشقون تراب هذا البلد يتحدون كل الصعاب، بما فى ذلك فيروس كورونا اللعين من أجل إنقاذ الأرواح من الموت، وحتى يكونوا سبباً فى إحياء النفس التى يقول عنها المولى تبارك وتعالى: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً».

فريق زراعة الكبد بمركز الجهاز الهضمى بالمنصورة قام بإجراء حوالى 850 عملية زراعة كبد، وهو رقم عظيم لأنه بذلك يحتل المركز الأول على مستوى مصر والمنطقة والثالث عالمياً فى زراعة الكبد بين الأحياء.

عبقرية هذا الإنجاز أنه يتم بأيدٍ مصرية خالصة، وفى مستشفى حكومى تابع لجامعة المنصورة والدولة تقدم له كل الدعم لأنه يُعتبر من أنجح البرامج الطبية الموجودة فى مصر حالياً، بل ومن أهم الإنجازات التى تتحقق وتتطور وما زالت تحافظ على استمراريتها.

تجربة المنصورة فى زراعة الكبد تدرّس فى المحافل العلمية الدولية وسمعتها تجاوزت الحدود المصرية، حيث يوجد مرضى كثيرون من جميع الدول العربية الشقيقة يزرعون الكبد بالمنصورة.

إنه إنجاز لم يأت من فراغ، ولكن بعد مجهود كبير شاق وعمل متقن لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وحالياً يؤسسون لبرنامج مثيل فى جامعة الزقازيق.

مركز الجهاز الهضمى والكبد بالمنصورة يُجرى نحو 40% من عمليات زراعة الكبد فى مصر رغم أنه أحدث من مؤسسات كثيرة، ولكنه تفوق عليها بفضل الانضباط والإخلاص ونسبة النجاح، مع الالتزام الصارم بالأخلاقيات والضوابط التى تمنع تماماً تجارة الأعضاء البشرية.

ونظراً لعظمة الإنجاز يتم حالياً بالمنصورة تجهيز أكبر وأول مركز متخصص فى زراعة الكبد بمنطقة الشرق الأوسط ويلقى اهتماماً كبيراً من مؤسسة رئاسة الجمهورية وهذا الصرح الطبى الجديد (9 طوابق) سوف يسهم فى القضاء على قوائم الانتظار ويجعل مصر قبلة يقصدها مرضى الكبد من جميع أنحاء العالم.

التحية والتقدير للسيد رئيس الجمهورية الداعم للمؤسسات المتميزة والراعى لمبادرة إنهاء قوائم الانتظار التى أنقذت أرواح آلاف المرضى الفقراء.

ووسام الاحترام لكل أعضاء فريق زراعة الكبد بالمنصورة الذين يعملون فى صمت ودون صخب إعلامى، ويحملون الوطن على أكتافهم ويضربون المثل والقدوة فى الإخلاص والانضباط والنجاح، ويمنحوننا الأمل والتفاؤل فى مستقبل أفضل، ويؤكدون أن مصر تستطيع فى الطب وجميع المجالات طالما توافر الإخلاص والقدوة والإرادة.
‏كل عام ونحن جميعاً بخير وبلدنا الغالى فى أمن ونماء.‏

مرفق اسماء فريق زراعة الكبد ابطال مصر الحقيقيون ونجوم المجتمع ربنا يبارك فيهم جميعا