التميمي ” يستعرض أفكار ورؤي عالمية عن الحرب الروسية الأوكرانية 

علاء حمدي

شارك وزير مفوض/ د. علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بجامعة الدول العربية في أعمال الندوة العلمية لمركز الأساليب التخطيطية التابع لمعهد التخطيط القومي يوم الأربعاء الموافق 15/6/2022، وتحت عنوان: “مستقبل المنطقة العربية في ضوء رؤى مراكز الفكر العالمية”.

وأكد التميمي، إن الحرب الروسية الأوكرانية أدت إلى إثارة الجدل العالمي مجددا حول مستقبل النظام الدولي في ضوء ما أسفرت عنه تلك الحرب من شواهد متعددة تعد إيذاناً بالانتقال إلى نظام دولي جديد بدلا من النظام الأحادي القطبية الذي ساد منذ نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفيتي. ويؤكد المختصين بالشأن الدولي إن حرب أوكرانيا هي حرب كاشفة لحقيقة الانتقال الذي قد يحدث في النظام الدولي، ويكون إيذانا بنشأة نظام دولي جديد.

واضاف، أن المشهد الحالي لا يمكن النظر إليه بمعزلٍ عن تفاعلاته الدولية، ذلك أنه يشكل تجسيداً لملامح جديدة لمستقبل النظام العالمي، في ضوء ما تعكسه الحرب من انقسامات واصطفافات قوى بين روسيا وحلفائها من ناحية، والولايات المتحدة وحلفائها من ناحية أخرى.

وإن الحرب اليوم داخل أوكرانيا لكن الرهان خارجها، والعالم على أعتاب نظام عالمي يتشكل اليوم، وقد تكون الحرب الباردة بنسختها الجديدة جزءاً من هذا النظام الذي سوف يقلب الموازين ويمهد لما هو أسوأ من الحرب العالمية، وهي الحروب الطويلة الأمد، وحروب المصالح والهيمنة على حساب طمس دول أخرى.

post

وأستعرض التميمي، الاتجاهات الفكرية بشأن مستقبل النظام الدولي حيث تبنى كل اتجاه رؤية فكرية مختلفة عن الأخر ومستنده إلى أمثلة وشواهد في تبنيه لتلك الرؤية، وعلى النحو الآتي:

الاتجاه الأول: استمرار النظام الدولي احادي القطب:

الاتجاه الثاني: تحول النظام الدولي إلى حالة اللاقطبية:

الاتجاه الثالث: نظام متعدد الأقطاب:

ورجح التميمي، الاتجاه القائل بحالة اللاقطبية في النظام الدولي لأنها ستتيح الفرصة لبناء نظام إقليمي بعيداً عن استقطابات القوى الكبرى، وسوف تجعل أمام العالم العربي فرصة سانحة- لو توفرت الإرادة السياسية لتقوية المشتركات وتنحية الخلافات- لتكوين اتحاد عربي كقوة مؤثرة وفاعلة إقليميًا ودوليًا.

أما الاتجاه القائل بتعدد الأقطاب فلا يمكن قبوله منطقيا لأن هذا النظام لن ينشأ إلا إذا نشبت حرب بين الدول الكبرى تنتهي بانتصار بعضها على بعضها الأخر، ومن ثم يقوم المنتصرون بإعادة صياغة مؤسسات النظام وقيمه بحسب توازن القوى الجديد، ومعطيات الواقع لا تؤكد قيام حرب عالمية ثالثة حاليا. واستنادا لرؤية المدرسة الليبرالية “المثالية” أن العالم يشهد نظام حوكمة دوليا يسوده القانون الدولي وتحكمه الأمم المتحدة بقواعد مكتوبة وتفصل فيه المحاكم الدولية، ومن ثم فإن هذا العالم يشهد تعاونا غير مسبوق في شتى المجالات سيجعل من قيام حرب ثالثة أمرا غير متوقع.

زر الذهاب إلى الأعلى