د. عمرو حلمى يكتب..كيفية الوقاية من الأمراض والأوبئة من منظور إسلامي

رؤية حديثية طبية
هناك بعض الإرشادات النبوية في الطب الوقائي فيها وقاية وعلاج من الأمراض والأوبئة مثل جائحة كورونا وغيرها إن شاء الله فمن هذه الإرشادات النبوية :
أولاً : غسل اليدين قبل تناول الطعام وبعده وقبل النوم وبعده :
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك. ففي هذه الأحاديث بيان شافي: «كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ إذا أرادَ أن ينامَ، وَهوَ جنبٌ، تَوضَّأ. وإذا أرادَ أن يأْكلَ، أو يشربَ غسلَ يدَيهِ، ثمَّ يأكلُ أو يشربُ»[رواه النسائي بإسناد صحيح]
وفي حديث آخر: «إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ» [متفق عليه].
هذا بالإضافة إلى الوضوء خمس مرات كل يوم, والغسل مرة كل أسبوع على الأقل, ففي ذلك فوائد صحية كثيرة.
ثانياً: المضمضة: وهي إدارة الماء في جميع الفم ثم طرحه خارجه أقلها مرة واحدة في الوضوء والغسل وأفضلها ثلاثاً وكان من هدي النبي صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ المضمضة عند الاستيقاظ من النوم وعند الوضوء للصلاة وقبل تناول الطعام وبعد تناول الطعام.
ثالثاً: الاستنشاق : وهو جذب الماء بنفس إلى أقصى الأنف.
وأما الاستنثار : فهو طرح هذا الماء خارج الأنف.
ومن هدي النبي صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ في ذلك الاستنشاق ثلاثاً عند الاستيقاظ من النوم وعند الوضوء وعند الغسل, وفي الحديث الصحيح: «إذا استيقظ أحدكم مِن منامه فليستنثِر ثلاثًا؛ فإن الشيطان يَبِيتُ على خيشومِهِ».»
رابعاً: السواك له فوائد عظيمة في صحة الفم والأسنان.
ففي الحديث الصحيح: «السِّواكُ مَطهرةٌ للفمِ، مَرضاةٌ للرَّبِّ».
خامساً: حماية الهواء من التلوث وذلك بصرفُ الوجه بعيداً عن الآخرين، وتغطية الأنف والفم عند العُطاس أو السّعال، لمنع انتشار الرذاذ السائل ذاك الذي يحتوي على الجراثيم إلى النّاس مسببّاً لهم العدوى.
وفي الحديث الذي رواه الترمذي وصححه خير دليل على ذلك:«كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا عَطَسَ وضَعَ يدَه، أو ثوبَه على فيه، وخَفَضَ، أو غَضَّ بها صوتَه».
وكذلك الأمر عند التثاءب, كما في الحديث الصحيح عند البخاري: «إذا تثاءَبَ أحدُكم، فلْيَرُدَّهُ ما استطاعَ، فإِنَّ أحدَكم إذا تثاءَبَ ، ضحِكَ منه الشيطانُ». »
سادساً : عدم النفخ والتنفس في الإناء.
روي البخاري في صحيحه: «أَنَّ النّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَن يُتَنَفَّسَ فِي الإِنَاءِ», يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله : وجاء في النهي عن النفخ في الإناء عدة أحاديث، وكذا النهي عن التنفس في الإناء؛ لأنه ربما حصل له تَغَيُّرٌ من النَّفَسِ، إما لكون المتنفِّسِ كان متغيِّرَ الفم بمأكولٍ مثلا، أو لبُعدِ عهده بالسواك والمضمضة، أو لأن النَّفَس يصعد ببخار المعدة، والنفخ في هذه الأحوال كلها أشد من التنفُّس.
سابعاً : العناية بنظافة البيوت.
ففي الحديث:«إنَّ اللهَ تعالى طيبٌ يُحِبُّ الطيبَ، نظيفٌ يُحِبُّ النظافة ، كريمٌ يُحِبُّ الكرَمَ، جوَادٌ يُحِبُّ الجودَ، فنظِّفوا أفنيتَكم، ولا تشبَّهوا باليهود».ِ
ثامناً : العناية بنظافة الأماكن التي يجتمع فيها أكثر الناس وعلى رأسها دور العبادة
لذا نهي الإسلام عن البصاق والنخامة والمخاط في المساجد.
فأما الْبُصَاقُ: فهو ما يخرج من الفم.
وأما النُّخَامَةُ : فهي ما يخرج من الحلق.
وَأما الْمُخَاطُ : فهو ما يخرج من الأنف.
وفي الحديث:«البُصاقُ في المَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا», وفي حديث آخر: «لا يَبْصُق أَحَدُكُم في المَسجِدِ فَيُؤذِي بِهَا أخَاه المُسلِمَ فِي بَدَنِه أو ثَوبِه».»
تاسعاً : أن نحرص على نظافة الماء, وحمايته من أي تلوث وخصوصا القاذورات.
ففي الحديث:«لا يَبُولَنَّ أحَدُكُمْ في المَاءِ الدَّائِمِ الذي لا يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ»[رواه البخاري]
هذا وقد تبين أن بول الإنسان يحوي عدداً من الجراثيم والتي تنتقل بواسطة الماء لإنسان آخر, ولأن البول في الماء الراكد بصفة خاصة يسبب انتشار كثير من الأوبئة مثل الكوليرا والتيفود وشلل الأطفال, كما أن الماء الراكد يساعد على تكاثر الطفيليات مثل: البلهارسيا والإنكلستوما ونموها وسرعة انتقالها إلى جسم الإنسان.
عاشراً : وفي الجملة فإن الإسلام دين يراعي مصالح العباد, وما فيه نفعهم.
وقد ربي النبي صلى الله عليه وسلم أمته على الحرص على ذلك, والبعد عن أذية الناس فيما يضطرون إليه في مجالسهم ومشاربهم, وأماكنهم العامَّة.
ولذا فقد نهي الإسلام عن قضاء الحاجة في الأماكن التي يرتادها الناس ويترددون عليها، كالظل والطريق ومكان وجود الماء ونحو ذلك، كالحدائق العامة والأسواق.
ففي الحديث:«اتَّقوا المَلاعِنَ الثَّلاثَ، البَرَازُ في المَوارِدِ, وقارِعةِ الطَّريقِ, وَفِي الظِّلِّ».
أي: تجنبوا ثلاثة أمور تجلب اللعنة على صاحبها, واللعن: هو الطرد من رحمة الله, وهي:«البَرَازُ في المَوارِدِ»، أيِ: التَّبرُّزُ أو إفراغُ فَضَلاتِ الإنسانِ في مَوارِد ومصادِر المياه مثل الآبارِ والأنهارِ فتتَلوَّثُ المياه.
«وقارِعةِ الطَّريقِ»، وكذلك يجب تجنب وضعِ مخلَّفات الإنسان وبُرازِه على رؤوسِ الطُّرقات والشَّوارِعِ حيث يمر النَّاس فيتَأذَّون من ذلك.
وكذلك تجنب وضعها في«الظِّلِّ»، حيث أماكن استراحة النَّاس من الحر، وسواء كان الظّل ظل حائط أو شجرة أو غير ذلك.
وبعد: فهذه بعض الإرشادات النبوية في الطب الوقائي فيها وقاية وعلاج من الأمراض والأوبئة, فمن أخذ بها فقد أخذ بحظ وافر.
وصل الله وسلم وبارك على طبيب الإنسانية الأول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

زر الذهاب إلى الأعلى