الشاعر الغاضب وإبحار في أغنية ما تهدديش بالانسحاب

 

إيڤيلين موريس

لا شك أن لكل منا تجربتة الخاصة في الحب، فمنا من اكتملت قصته بالسعادة ومنا ما لم تمنحه الحياة النهاية التي يرتضيها لسبب أو لآخر، فالعشق والترك كثيرا ما يكونا وجهان لعملة واحدة يتم تداولها في عالم الحب وبين المحبين.

والانسحاب هو أحد أوجه الترك التي تصيب مشاعر طرف من الأطراف في مقتل، حيث أن إنسحاب الحبيب من قلب حبيبه كمثل إنسحاب الدم من مجري الشرايين كلاهما قد يؤدي للوفاة وإن أختلف المعني، إلا أننا في كلمات أغنية ما تهدديش بالانسحاب نري المشهد وقد أختلف فالحبيب يرفض بكل أيباء تهديد حبيبته له ولقلبه بالانسحاب فيظهر مدافعا عن قلبه من الألم والعذاب اللذان تحاول حبيبته أن تجره إليهما فنجده في كل مقطع يذكرها بالعلاقة التكاملية بينهما والتي ربما تكون قد غابت عن ناظريها ليؤكد لها أن الانسحاب لن يودي به وبقلبه وحده بل بقلبيهما معا ثم يترك لها القرار قائلا :

لو كنت بحر أنا السحاب
إن كنت حرف أنا الكتاب
إن كنت قادرة مترجعيش مترجعيش

post

وإلحاقا بذلك يؤكد أنها لو اتخذت قرارا بعدم الرجوع فإن هذا لن يسلبه الحياة ولن يمنع شمس الغد من أن تشرق علي حياته فهو يملك من القوة ما يمنحه التعافي وما يعينه علي تكملة الحياة بدونها.
وبرغم كل ما سبق إلا أنه وبحنان قلب الشاعر الذي لا يستطيع أن يري محبوبته تتألم ، يترك الشاعر لها زاوية للرجوع فلربما تكون قد استوعبت حديثه السابق وعلمت أنها لن تكتمل بدونه فيدعوها قائلا:

كوني فرح العمر كله
كوني نور قلبي وضله
كوني شمس ما تغربيش
ما تهدديش
لينهي حديثه معها بحدة تُظهر معاناة قلبه المحب الذي يأبي الخضوع للتهديد ويضع كرامته فوق حبه فيقول :

حبك أنت مش نهاية دا أنت جزء من الحكاية
أيوه دخلتك حياتي واقدر أنساك واعيش

نعم انها لغة الشعراء والتي تختلف كثيرا عن لغة العامة ،فهي لغة تستطيع أن تعبر بصدق عن الصراع الذي ينشئ بين أطراف الحكاية دون إساءة أو استهانة وتضعك أمام حقائق وتصنع لك الخبرات التي تحتاج إليها لنتعلم كيف يكون الحب والعتاب.

الأغنية من كلمات الشاعر القدير عماد حسن وغناء الفنان هاني شاكر وألحان الموسيقار محمد ضياء

زر الذهاب إلى الأعلى