التحقيق في انفجار بيروت يدخل حقل ألغام سياسيا بعد توجيه الاتهام لرئيس الوزراء

 (رويترز) –

قال حزب الله اللبناني يوم الجمعة إن التهم الموجهة لرئيس حكومة تصريف الأعمال وثلاثة وزراء سابقين في انفجار مرفأ بيروت تنم عن “استهداف سياسي”.

ويأتي بيان حزب الله في إطار رد فعل معارض على نطاق أوسع من قبل أطراف مؤثرة تعترض على التهم التي وجهها القاضي فادي صوان يوم الخميس، فيما يكشف النقاب عن حقل ألغام سياسي يواجه التحقيق.

واتهم صوان يوم الخميس رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الذي استقالت حكومته بعد الانفجار، وثلاثة وزراء سابقين بالإهمال الذي أفضى إلى انفجار أغسطس آب وأودى بحياة 200 شخص ودمر مساحات كبيرة من بيروت.

post

وكان الانفجار، أحد أكبر الانفجارات غير النووية في التاريخ، ونتج عنه كمية هائلة من نترات الأمونيوم المخزنة لسنوات في ظروف لا تراعي إجراءات السلامة والأمان.

وبحسب وثائق اطلعت عليها رويترز ومصادر أمنية كبيرة، كان دياب والرئيس ميشال عون من بين المسؤولين الذين تم تنبيههم في يوليو تموز إلى أن شحنة نترات الأمونيوم تشكل خطرا شديدا.

وقال دياب إنه “مرتاح الضمير”، واتهم صوان بانتهاك الدستور. وكذلك فعل علي حسن خليل، أحد الوزراء الثلاثة السابقين والحليف المقرب من حزب الله والمساعد البارز لرئيس مجلس النواب نبيه بري.

وفي حين أعرب حزب الله عن تأييده “المبدئي والتام للتحقيق القضائي النزيه والشفاف في جريمة انفجار المرفأ المروعة”، دعا إلى أن تكون “جميع الإجراءات التي يتخذها قاضي التحقيق بعيده عن السياسة والغرض، مطابقة لأحكام الدستور، غير قابلة للاجتهاد أو التأويل أو التفسير، وأن يتم الادعاء على أسس منطقية وقانونية، وهذا ما لم نجده في الإجراءات الأخيرة”.

وأضاف “وبالتالي فإننا نرفض بشكل قاطع غياب المعايير الموحدة والتي أدت إلى ما نعتقده استهدافا سياسيا طال أشخاصا وتجاهل آخرين دون ميزان حق، وحمّل شبهة الجريمة لأناس واستبعد آخرين دون مقياس عدل، وهذا سوف يؤدي مع الأسف الى تأخير التحقيق والمحاكمة بدلا من الوصول إلى حكم قضائي مبرم وعادل”.

والوزيران السابقان الآخران الموجه لهما اتهامات هما وزيرا الأشغال العامة السابقان غازي زعيتر ويوسف فنيانوس، وهما أيضا من حلفاء حزب الله.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على فنيانوس وخليل متهمة إياهما بتمكين جماعة حزب الله التي تعتبرها تنظيما إرهابيا.

ويدور جدل حول ما إذا كان الوزراء يتمتعون بالحصانة في القضية.

وأشاد ملحم خلف نقيب المحامين في بيروت بقرار صوان وقال إنه ينم عن شجاعة.

وانتقد نجيب ميقاتي، الذي كان رئيسا للوزراء في الفترة من 2011 إلى 2014، الاتهامات، وألمح إلى أنه في حين وُجهت اتهامات إلى دياب تم إغفال عون الذي كان على علم بوجود الشحنة الخطرة.

وقال عون في أغسطس آب إنه تم إبلاغه بأمر الشحنة وإنه وجّه الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى إلى ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى